وعندما يتزايد التنافس والتزاحم والصراع وتسيطر المفاهيم والقيم المادية وتتراجع القيم الروحية والدينية والأخلاقية .. تتضاعف متاعب الناس ويتزايد العدوان المتبادل والمشاحنات .. ويسقط الناس همومهم على بعض.. وتكون هناك حاجة ملحة لتعلم أساليب ضبط النفس والتحكم في الانفعالات والتزود بمهارات حل المشكلات والتفاوض وتمثل الخلوة العلاجية أحد طرق للضبط الذاتي والسيطرة على النفس .. و اكتساب الهدوء والثبات وتجنب الرعونة والغضب والتصرفات الحمقاء التي قد تكلف الفرد خسائر لا حصر لها .. وبالتالي فان الخلوة لها دور هام في تجنب المشكلات وتفادي مضاعفاتها وإعداد الفرد لمواجهتها بأسلوب علمي صحيح ومن خلال التدريب على جلسات الخلوة العلاجية يستطيع الفرد أن يعدل من أفكاره الخاطئة وتفاعلاته التي تسبق مواجهة المشاكل المختلفة .. فالاسترخاء الذهني والروحي وطرد أو إعاقة الأفكار المشوهة والمخاوف والمبالغات الانفعالية ثم غرس قيم ومفاهيم إيجابية عن التسامح والعفو ونبذ الغضب والثبات الانفعالي .. كذلك فإن محاكاة سلوكيات ومواقف الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة وكيفية معالجتهم لمثل هذه المواقف – راجع توكيد الذات - يستطيع الشخص أن يعدل من استجاباته وأن يحاكي هؤلاء العظماء وقوتهم النفسية في اجتياز هذه الاختبارات الصعبة بمهارة وثقة وثبات فالشخص الذي يعاني من سرعة الاستثارة الانفعالية والغضب عليه أن يغرس في ذهنه ويكرر باستمرار قوله تعالى : "فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين" (المائدة 13). "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" (فصلت34). "ولمن صبر وغفر أن ذلك من عزم الأمور" (الشورى 43) ولقد طلبت من بعض المرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي ) الخوف من المواقف الاجتماعية) وتجنب الناس نتيجة الحساسية الشديدة للنقد وخوفهم من أن يوجه إليهم أي نوع من المضايقة أو الأذى .. تكرار الحديث الشريف " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".(ورد في الترمذي ، وأحمد في مسنده ، "والبخاري في الأدب وأبدأ بتحديد المشكلة الرئيسية وحصر المعلومات المتعلقة بها .. وعزلها عن المشاكل الأخرى الثانوية .. حاول أن تفهم جيداً كيف نشأت تلك المشكلة.. وما هو دورك الحقيقي فيها .. واستخدم مفكرة لتدوين هذه المعلومات .. تأتي بعد ذلك مرحلة وضع الفروض .. وأعنى بها الحلول المحتملة التي تطرأ على ذهنك .. ثم أكتبها في مفكرتك .. وأمام كل فرض أو حل مقترح أكتب سلبياته وإيجابياته .. بعد ذلك استبعد الفروض والحلول الضعيفة .. ثم أبدأ بأفضل هذه الحلول لتجربته على أرض الواقع واختبار مدى فاعليته .. وعليك أن تعرف أن حل أي مشكلة لابد أن يتضمن مكاسب وخسائر .. كما يجب أن تدرك ضرورة تفتيت القوى التي تسبب لك المشكلة بمعنى أن لا تجمع الخصوم ضدك .. بل إذا استطعت أن تخترق بذكاء الروابط التي تحركهم معاً تكون قد نجحت في تفتيت المشكلة إلى أجزاء يسهل التعامل معها إذا لم يصلح الحل الأول .. سجل مزاياه وعيوبه وأنتقل إلى الحل الثاني وهكذا والخلوة العلاجية تمنح صاحب المشكلة ذهناً صافياُ فيرى ويحلل أسبابها بدقة بحيث يستطيع أن يتعامل مع المشكلة بدون اندفاعات هوجاء أو انفعالات حمقاء تعطل التفكير السليم .. كذلك فإنها تحيد مشاعر الغضب وتكسب الفرد الثبات والهدوء وهي من العوامل التي تؤثر كثيراً في الوصول إلى حلول جيدة .ومبتكرة و الإعداد النفسي قبل مواقف الشدة والأزمات يعرفه كبار رجال السياسة ويمارسونه تحت مسميات أخرى .. وخلال الخلوة يمكن أن يقوم الشخص (بعمل بروفة) تجربة على دوره قبل ممارسته على مسرح الواقع وهناك عدة وصايا ومفاهيم يمكن أن تفيد الشخص في مثل تلك المواقف :
و تذكر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسيطر على غضبه وانفعاله بقدرة رائعة .. وعن أبو داود والنسائي عن أبي موسى : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا خاف قوماً قال : " اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ "بكل من شرورهم . |
||
|
نشرت فى 7 يونيو 2010
بواسطة ahmedkordy
أحمد السيد كردي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
30,772,150