نسمع ونقرأ كثيراً عن الأوراق المالية في مختلف وسائل الإعلام. كما يمكن أن نلاحظ اهتمام غالبية هذه الوسائل ببث نشرة أو فقرة يومية حول أسعار الأوراق المالية وأحجام تداولها وأسماء الشركات التي تصدرها. ورغم أن الكثيرين قد لا يُلقوا بالا لهذه المعلومات، إلا أن هناك نسبة لا بأس بها من الناس تهتم بها وتتابعها يوميا؛ حيث أنها تساعدهم في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وتنمية رؤوس أموالهم وتحقيق الأرباح. وتأتي هذه المقالة من أجل توضيح ماهية هذه الأوراق وأنواعها وخصائصها وأهميتها وآليات عملها، والأهم من ذلك دورها في التنمية الاقتصادية على المستويين الجزئي والكلي.

ماهية الأوراق المالية

يُقصَد بالأوراق الماليّة، جميع الأوراق والصكوك التي تُصدِرُها الهيئات الحكوميّة والمدنيّة العامة، والشركات الخاصة. وهي تمنح مالكها الحق لدى الجهات التي تُصدِرها؛ بمعنى أن حامل هذه الأوراق يصبح شريكا في المنظمة التي أصدرتها ويستحق أرباحا، وقد يكون له حق التصويت على القرارات وعضوية الهيئات العامة في تلك المنظمة، وذلك حسب نوع الأوراق المالية التي يمتلكها.

كما يُمكن أن تُعبّر الأوراق المالية عن كافة الوسائل التي تساعد المنظمات في تمويل أنشطتها وأعمالها في الأجل الطويل؛ وذلك من خلال إصدار عدة أنواع من هذه الأوراق مثل الأسهم، بنوعيها: العادية والممتازة، بالإضافة إلى سندات الدَين. وتمثل هذه الأنواع صُكوكا تمنح حاملها الحق في عائد أو ربح معين أو جزء من أصول المنظمة.

أنواع الأوراق المالية

تختلف أنواع الأوراق المالية وتتعدد بناء على شكلها والهدف من إصدارها والجهة المُصدِرة لها. وإذا أردنا أن ندخل في الحديث عن تفصيلاتها بعمق فإننا سنحتاج إلى عدة مقالات؛ ولهذا سنتطرق – في هذه المقالة – إلى أبرز أنواع الأوراق المالية بصورة موجزة ومبسطة.

أولاً: الأسهم Stocks، وهي عبارة عن إثبات مُلكية شخص ما لجزءٍ او لحصة بالشركة المُصدِرة لها. وعلى هذا الأساس يُمكن القول إن الأسهم هي دليل أو إثبات على أن حاملَها له جزءٌ أو حصة في الشركة المُصدِّرَة لذلك السهم. وتقسم الأسهم إلى نوعين رئيسين:

الأسهم العادية Common Stocks: هي أوراق مالية لا تستحق الدفع، وتحمل قيمة إسمية (أي القيمة المدونة على صك السهم وقت إصداره). ولا يتضمن السهم وعدا صريحا بدفع نسبة أرباح ثابتة. أما الهدف من إصدارها فهو الحصول على أموال من أجل استثمارها في تمويل أعمال وأنشطة الشركات. ومن أهم ما يميز الأسهم العادية، أنها تمنح حامليها حقاً في المُلكية النهائية للشركة؛ وما يترتب عليه من تَحمُّل المخاطر في أعمال الشركة، حيث يتحمل حامل السهم العادي تبعات المسؤولية التي تحددها نسبة مساهمته في الشركة. أما في حال تصفية الشركة، فلا يحق لحملة الأسهم العادية المطالبة بحقوقهم في القيمة الناتجة عن التصفية، إلا بعد تسديد مطالبات كافة المقرضين وحملة الأسهم الممتازة. ويتمتع حملة الأسهم العادية بحقوق معينة منها: حق التصويت، وحق بيع الأسهم التي يمتلكونها، وحق تعديل النظام الأساسي للشركة .

 ويمكن أن نشير هنا إلى أهمية الأسهم العادية بالنسبة إلى الشركات، فنقول إن أهميتها تنبع من أن الشركة المُصدِرة لها ليست ملزمة بتسديد دفعات دورية للمساهمين؛ لأن توزيع الأرباح يتقرر سنوياً من قبل الهيئة العامة وبإقتراح من إدارة الشركة. كذلك لا يوجد تاريخ محدد لاستحقاق الأسهم العادية؛ إذ لا داعي لتسديدها، بخلاف المديونية التي لها إستحقاق محدد ولا بد من تسديدها في وقت استحقاقها. ومما يعزز أيضا من أهمية الأسهم العادية أن حق الملكية يوفر الحماية للدائنين جراء تقلبات الأوضاع المالية للشركة؛ مما يعني إن إصدارها يؤدي إلى ارتفاع المركز الائتماني أمام الدائنين، وبالتالي التقليل من تكلفة رأس المال وتعزيز القدرة المستقبلية على الإستدانة من أطراف أخرى. وأخيرا تنبع أهمية الأسهم العادية من أن أسعارها مواكبة للتضخم؛ مما يعني حماية المساهمين من انخفاض القوة الشرائية للأموال المستثمرة في الشركة.

قد يهمك : كيفية اعداد خطة استثمارية ناجحة

الأسهم الممتازة Preferred Stocks: تُعَد الأسهم الممتازة مزيجاً من الاقتراض وحقوق الملكية؛ وبذلك تتشابه مع السندات من حيث أن لها معدل أرباح ثابت ولمالكها حق الأولوية في توزيع الأرباح وقيمة التصفية – في حال إفلاس الشركة أو تصفيتها – قبل الأسهم العادية وبعد الديون. من ناحية أخرى، تتشابه مع الأسهم العادية من حيث انها غير مستحقة الدفع. إلا أنها تختلف عن الأسهم العادية من ناحية حق التصويت؛ فحامل السهم الممتاز ليس له الحق في التصويت على قرارات الشركة؛ مما يعني أن حملة الأسهم الممتازة ليس لهم ممثلون في مجلس إدارة الشركة. والأسهم الممتازة على أنواع: فهناك الأسهم الممتازة ذات الأرباح التراكمية، التي تعني أنه إذا تخلفت الشركة عن دفع الأرباح الموزعة في سنة ما فإن الأرباح الموزعة لتلك السنة تنتقل إلى السنة القادمة. أما إذا كانت الأسهم الممتازة غير تراكمية فإن الأرباح الموزعة المقررة التي لا تدفع في سنة ما لا يمكن نقلها إلى سنوات لاحقة.

وتحقق الأسهم الممتازة عددا من المزايا للشركة المُصدِرة من أهمها: أنها تعتبر مصدراً دائماً للتمويل في الشركة لا يتوجب إعادة تسديده، كما أن التخلف عن دفع الأرباح الموزعة المقررة لا يسبب إفلاس الشركة، إضافة إلى ذلك فإن الأسهم الممتازة تعتبر جزءاً من حقوق الملكية في الشركة مما يدعم نسبة الملكية إلى الدين وبالتالي توسيع القدرة الافتراضية للشركة. ويمكن أن نضيف هنا أن تكلفة الأسهم الممتازة قد تكون أعلى بكثير من تكلفة الدَين إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأرباح الموزعة على الأسهم الممتازة لا يمكن طرحها كتكلفة الفائدة على الدين لأغراض الضريبة.

ثانيا: السندات Bonds ، وهي نوع من أنواع الأوراق المالية التي تُصدِرها الحكومات أو الشركات وتتعهد الجهة المُصدِرة له بدفع عوائد مالية وفقاً لمعدل أو نسبة محددة، وفي مواعيد محددة خلال مدة سريان السندات، كما تتعهد بدفع القيمة الإسمية للسندات عند حلول تاريخ الاستحقاق. فمثلا إذا قام شخص بشراء سندات من إحدى الشركات بمبلغ ألف دولار، ومعدل فائدة 8% وكان تاريخ الاستحقاق بعد خمس سنوات، فإنه بموجب ذلك يستحق مبلغ 80 دولار كعائد سنوي ثابت. وعند انقضاء الخمس سنوات تقوم الشركة بشراء السندات بالقيمة التي باعتها بها (1000 دولار).

وتعتبر السندات ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأشخاص الذين يريدون الاستثمار في محفظة متوازنة من الاستثمارات. ونظراً لأن تقلبات السندات قليلة نسبياً، بالمقارنة مع الأسهم، فإنه يمكن للسندات أن تضيف الاستقرار والتنوع للمحفظة الاستثمارية. كما أنها قد توفر تدفقاً منتظماً من عوائد الدخل الثابت والفرص لتنمية رأس المال على المدى الطويل.

وتوفر السندات مجموعة من المزايا لمالكيها، منها: الاستفادة من تدفقات دخل المنظمة؛ فهي مناسبة للأشخاص الذين يميلون إلى الحصول على دخل مستقر على رؤوس أموالهم خلال فترة الاستثمار. كما أن الاستثمار في السندات يؤدي إلى التقليل من المخاطرة؛ فالتنويع مهم جداً، لأنه يمكن لفئات الأصول المختلفة أن تتجاوب بشكل مختلف مع ظروف السوق المختلفة، أما الاستثمار فى السندات فيمكن أن يقلل من المخاطر الكلية للمحفظة الاستثمارية، حيث إنها تكون أقل تقلباً مقارنةً ببعض فئات الأصول، مثل الأسهم.

إقرأ أيضاً : كيف تستثمر مبلغا صغيرا من المال؟

إضافة إلى ما سبق فالسندات تتيح المجال للاستفادة من فرص تحقيق المكاسب على المدى الطويل؛ فهي توفر الفرص لتحقيق النمو في رأس المال عن طريق بيعها في حال ارتفاع قيمتها السوقية.

وتوجد أنواع عديدة من السندات لن نخوض في تفصيلاتها هنا تجنبا للإطالة، ولعلنا نعود إلى الحديث عنها في مقالة مستقلة بإذن الله.

المصدر: فن المال
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 16 نوفمبر 2020 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,813,203

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters