قنوات صكوك الغفران بين التمويل الخارجى و التوجيه الخاص
القنوات الدينيه نعمه ام نقمه
حاله من الانفلات الاعلامى اصبت الجميع وبخاصه بعد قيام ثوره 25 يناير نظرا للظهور الكثيف للقنوات الدينيه والموجه الى مصر تحديدا ففى مايقرب من ثلاث سنوات ظهر مايزيد عن 20 قناه دينيه خالصه تعمل فى مجال واحد وتقدم نفس المحتوى الاعلامى وتخطى البعض منها كل الحواجز والموانع الرقابيه التى تمنعهم من الظهور فى الاساس وبذلك حققت اعلى نسبه مشاهده فى اوقات الذروه ثم دخلت فى نفق مظلم حيث اتهم بعضها بانه تبث الفتنه بين افراد المجتمع وتعمل على التفريق بين النسيج الوطنى وفى هذا التوقيت اغلقت اشهر تلك القنوات وهى قناه الناس وغيرها .ثم قامت الثوره ليتحول البعض من قنوات تعمل فى مجال الاعلام الواسطى والاجتماعى و الترفهيى لتعمل فى مجال الاعلام الدينى بل ان هناك بعضا من تلك القنوات كانت قد انشئت على انها قناه اغانى وتحولت لتعمل فى مجال الدين وهى قناه الخليجيه والتى يمتلكها الاستاذ سعيد حساسين وهى قناه بتمويل سعودى وحققت فى يوم واحد مكاسب من sms تصل الى 35 مليون ريال من وراء الاغانى ولكن اجتمع عدد من مشايخ السعوديه بصاحب القناه وطالبوه بالتوبه والعمل فى مجال الاعلام الدينى وهكذا غيرت تلك جلدها لتتمشى مع ثوبها الجديد وبخاصها انها اصبحت ترفض ظهور المراه وتشددت فى هذا الامر . ولان الاخوان ليتركوا فرصه كهذه فلقد عملوا على استحياء قبل الثوره من خلال قناه الناس والتى يمتلكها الدكتور سعيد توفيق والذى كان يعمل كمدرس ثانوى ثم قدم استقالته وعمل فى مجال الملابس الجاهزه وقدم اعلاناته فى نفس القناه ثم شارك فىها براس مال كبير لتصبح شركه البراهين والتى كانت تمتلك قناه الحافظ والناس والبركه والصحه والجمال ثم انفرد هو بقناه الناس واتبعها بعد الثوره بقناه الشباب لتصبح كيان واحد بشركه جديده الا وهى اعلام ثم ازدهر عمله بعد الثوره وزاده قوه الاخوان فدخل فى صفقه لشراء قناه التحرير براس مال 40 مليون جنيه وحاول الابقاء على محمود سعد وعمرو الليثى الا انهم رفضوا فقاموا بتغير سياسات القناه بما يتماشى مع الهوا الاخوانى ولكن بثوب مدنى وليس دينى . ولاننا نعمل فى سماء مفتوحه فكان نصيب الاسد لصلح القنوات الدينيه ذات التمويل السعودى ومنها خليجيه وايضا رساله والتى يمتلكها الامير وليد ابن طلال وكذلك قنوات المجد الفضائيه والتى يمتلكها الشيخ فهد بن عبد الله الشميمرى واسس لها هيئه شرعيه خاصه بها ويتراسها الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين رئيس شورى هيئه المسجد الحرام . وايضا قدمت السعوديه العديد من رجال الاعمال مما يضخون اموالهم فى هذا الحقل الاعلامى ومنهم خالد العجمى مدير قناه بدايه وايضا مشارى بن العفاسى صاحب قنوات العفاسى وزادت شهر القناه نظرا لقوه ما يقدمه مشارى من قراءه قرانيه جيده وايضا الانشاد الدينى والابتهالات مما جعله من اشهر اصحاب القنوات الفضائيه . وايضا قناه دليل لصاحبه الشيخ الشيخ عبد الله مرزوق القرشى وكذلك قناه صفا السلفيه عبد الله نايف وتم اغلاقها بسبب الديون . اما اشهر القنوات الدينيه حاليا فهى قناه الرحمه الفضائيه والتى يمتلكها الشيخ السلفى محمد حسان ويديرها محمود حسان نظرا للشعبيه الجارفه للشيخ محمد حسان ومكانته الدينيه التى جعلت من الاعلامى عمرو الليثى بعد ان اجرا معه حوار على قناه المحور الفضائيه ان يقبل يده . وسواء اختلفنا او اتفقنا مع سياسه تلك القناه فهى نجاحه على المستوى الاعلامى ولكن مهنيا هناك الكثير من علامات الاستفهام والتعجب على هذا الاداء نظرا لتخبطها وعدم وضوح رؤيتها الاعلاميه والسياسيه . اما القاسم المشترك بين كل تلك القنوات هى تقديمها لنفس المحتوى الدينى وايضا انتهاج نفس المنهج السياسى فى تهميش المراه واعتبرها عوره ولا يجوز ظهور فى بعض القنوات وفى قنوات اخرى لابد ان تظهر وهى اما محجبه او منتقبه وهذا ما يجعل هناك على الجانب الاخر من يرى ان تلك السياسات ليست كامله وان تلك القنوات لم تنضج بعد لانها تتكلم دائما وكانها تمسك بصكوك والغفران فهل هى نعمه ام نقمه .
بقلم : ابوخضر الهوارى