رؤيه لميس جابر لمصر
كما يجب ان تكون غدا
فى اطار محاولتنا لوضع تصور حول كيف يجب ان تكون مصر غدا قمنا بمحاوره الدكتوره لميس جابر الاديبه والكاتبه الصحفيه . والتى تعد من قلائل الكتاب الذين وضعوا رؤيتهم حول التاريخ المصرى وكذلك ايضا حاضره . فهى متبحره دائما فى هذا الاتجاه . وهذا ما ادى الى وقوع صدام بينها وبين الكثيرين فى وصفها للتاريخ اثناء عرض مسلسلها الملك فاروق. وامتد ذلك الخلاف ليصل الى الصدام بينها وبين شباب ثوره 25 يناير وليست ثوره 25 يناير كما حاول البعض ان يصورها .لانها تعتقد ان خلافها مع الشباب يقع حول انهم حاولو فى كثير من الاحيان ان يشطبو مجهود الجيل السابق ككل نظرا لانتمائهم لحقبه تاريخيه جاء خلالها حسنى مبارك . بل ويطالبون دائما ان يظل صوتهم هو الاعلى حتى لو كان على حساب المنطق والعقل . وان شباب الثوره ينظرو الى الجميع على انهم انصاف قامات وليسوا ذو قيمه . فهى ترى ايضا ان تلك النظره القاصره فى المواقف قد تؤدى الى صدام حقيقى بين الجيلين وهذا ليس فى مصلحه مصر فى الفتره الحاليه لاننا جميعا نحيا فتره انتقاليه يجب فيها ان يمد الجميع يدهم الى بعضهم دون تفرقه وكذلك دون النظر الى الخلف وعدم التخوين وفرض الراى . بل يجب ان يكون الحوار هو السبيل الوحيد لحل كل القضايا العالقه والتى يجب مناقشتها اثناء مرحله البناء . ولقد ساهم وجود فجوات بين كل الاطراف المتواجده الى ظهور قراصنه الثوره . ومنهم اصحاب الاجندات وكذلك اصحاب الايدولوجيات . فلقد سطوا على كل مكتسبات الثوره فى غفله من الجميع واصبحوا يتحدثون باسم الجميع وكانهم ولاه الامر . وهذا ما افقد الثوره مصداقيتها فى كثيرا من الاحيان . وجعلها فى كثيرا من الاحيان تقف على حافة الخطر . ولو لم ينتبه الجميع لمثل تلك المؤامرات التى تحاك فى الظلام . فسوف ننهار جميعا دون تفرقه . ولكى نتجوز تلك المرحله لابد ان نبداء فى البناء السريع والذى ليس معناه الهدم بل يجب نستكمل بناء كل ما له اساس جيد . وما دون ذلك يجوز هدمه وبنائه . ولقد اوضحت ايضا لميس جابر ان هناك مرحله تسبق البناء الا وهى مرحلة الحلم . وهنا سالنها بماذا تحلم لميس جابر؟
احلم بان ناخذ جميعا عاما من الصمت دون اى كلام . ثم نتبعها باغلاق كل القنوات الفضائيه الداعيه للهدم واعتقد ان الكثير من القنوات الفضائيه تدعوا الى ذلك الامر . ونبداء فى اعلان دعوه عامه للعمل دون توقف مطلقا .ثم تبداء مرحله البناء من خلال الدستور .
ما هى رؤيتك حول الدستور؟
نحن لسنا فى حاجه لعمل دستور جديد فهناك دستور 23 والذى يعد من افضل دستور كتب لمصر بل هو ابو الدساتير . فهو يحتاج تعديل بسيط من كلمه ملك الى كلمه رئيس جمهوريه بالاضافه الى بعض اختصاصات الملك مثل اصدار القوانين وحل مجلس الشعب واقاله رئيس الوزراء . وبعدها يكون لدى مصر دستور ينقلها الى مستوى اخر فى كل شئ . اما عن الدستور الحالى الذى يضم 50% عمال و50% فلاحين . والتى تعد من مخازى ثوره يوليو والتى حاولو من خلالها سرقه مصر كلها . فعندما يكون لديك 50% فلاحين فماذا تنتظر من دوله بهذا الشكل وتريد ان تصبح متقدمه بل وفى مصاف الدول الكبرى، كيف يحدث هذا والمشرعين القانونين غير مؤهلين بل ان بعضهم قد يكون حاصل على محو اميه فقط . والاسوء ان يكونو متهربين من التعليم اى حاصلين على ابتدائيه او اعداديه . شئ يدعو الى الضحك .
وكيف يكون الحكم فى مصر؟
ارى ان يكون الحكم فى مصر رئاسى فقط وليس رئاسى برلمانى . بل اريد ان يتم تاجيل الانتخابات فى مصر لمده اربع دورات انتخابيه متتاليه ( علشان يتهد محترفى الانتخابات شويه) وحتى يبرز على الساحه السياسيه انماط مختلفه من السياسين . بخلاف اصحاب الموائد والهدايا والخدمات والتاشيرات . وحتى يكون امام هذا الجيل من الشباب فرصه اكبر لتعلم السياسه الحقيقيه . بعد خلو الساحه السياسيه من كافه الافاقين. ليصبح لدى مصر جيل قادر على قياداته خلال بضع سنوات . دون خوفا منهم او عليهم .
وماذا عن شكل الوزرات ؟
هناك العديد من التجارب التى مرت على مصر فى عدة عهود . الا اننى اجد ان حكومه التكنوقراط هى افضل التجارب وانجحها على الاطلاق. فانا دائما اؤمن بالتخصص فى كل شئ . وحتى يتم ذلك فلا بد من فصل بعض الوزرات عن بعضها مثل وزاره التربيه والتعليم تضم بين طيتها خمس وزرات فلابد من فصلها لتصبح كالاتى : 1- وزاره التربيه والتعليم الابتدائى 2- """""""الاعدادى 3- """""""الثانوى 4- وزاره التربيه والتعليم الجامعى 5- وزاره البحث العلمى . بالاضافه الى الفصل بين وزاره الشئون الاجتماعيه والتضامن الاجتماعى . وان يتم الغاء وزاره الاعلام لتصبح هيئه مستقله تتبع رئيس الوزراء . ولابد ان ترتكز كل خطط الحكومات المتلاحقه على التعليم والزراعه وان يكون الجانب الصناعى للشريك الاساسى فى التنميه الا وهو القطاع الخاص .
ومن هى الجهه المسئوله عن محاكمه الوزارء؟
لا اريد وزراء من اصحاب الايدى المرتعشه مثلما نرى الان بل اريد وزير قوى ومخلص يكون المسئول الاول والاخير عن محاسبته هو من اختاره فى الاساس الا وهو رئيس الوزارء . وان يكون القانون هو سيد الموقف فى كل الاحيان . فليس من المعقول ولا المقبول ان يعمل الوزير وهو امام عينه حبل يتدلى منه راس من سبقه فلماذا ياتى من الاساس ويعمل الوزاره هى خدمه عامه وليست وجاهه اجتماعيه كما يعتقد البعض ولذا يسعى اليها الجميع . فحينما تصبح خدمه عامه فلان تجد كل هذا التكالب . بل سيصبح من يتوالى الوزاره مهموم ويتمنى اللحظه التى يخرج فيها كحال الموظفين فى الوظيفه العامه . لذا يجب ان يتم البدء فى تشريع قانون محاكمه الوزارء على ان تتم محاكمتهم بعد الخروج من الوزاره الا فى حاله ثبوت ادانه واضحه هنا يعزل ويحاكم . ويكون دور مجلس الشعب فى رقابه دور الحكومه وادئها ومحاكمه رئيس الحكومه فقط.
وهل سوف تبقى الوزارات السياديه كما هى ؟
للاسف على مدار تاريخ تشكيل الوزارات فى مصر كان 90% منها رئيس الوزراء هو وزير الداخليه والخارجيه ايضا مثل وزاره النقرشى وسرى و ابراهيم عبد الهادى . فتاريخا الجميع ينظر الى وزرات بعينها على انها اهم من الاخرى . الا اننى ارى ان كل تلك الوزرات هى وزرات عاديه وليست ذات اهميه مطلقا وان الوزرات السياديه هى وزارتى الرى والزراعه . وذلك حتى نضم التقدم لمصر .
وماذا عن العسكريتريه فى مصر؟
اولا لابد ان يجتمع الجميع على تعريف لكلمه ارهاب . وان تقتنع بعض الاحهزه الحكوميه بمن هو عدو الدوله .وحتى لا يصبح الجميع اعداء للدوله . اما عن الشموليه فأرى ان يتغير جزء كبير من الثقافه لدى المصرين فلابد ان نستبدال اهل الثقه باهل الكفاءه . وهنا فقط سوف تتغير اشياء كثيره دون ان نحتاج للهدم مثلما يحدث الان .
وكيف يكون شكل الركائز الاساسيه للدوله بعد التاسيس ؟
مثل التعليم : مرحله طويله جدا اطول من فكره غدا فنحن نامل نجد طفلا مفكرا ولو بعد عشرون عاما.
الثقافه: ان يشملنا دستور واحد يجرم ازدراء الاديان
الفن : هو عباره عن محصله نهائيه فى حاله نضوج كل تلك الافكار والوصول بها الى الشكل الذى نحلم به.
السياحه : هى مجموعه مقومات تعمل مع بعضها فى وقت واحد منها . الامن + الدعايه + تعليم الاطفال التاريخ كما يجب ان يكون لتصبح فى النهايه المحصله طفره سياحيه داخليه وخارجيه .
سوق العمل : هو ايضا محصله نهائيه لكل تلك الامور . بل اننا الان فى حاجه الى عمل تجمعات من العماله لعمل مشروع نهضوى تنموى ضخم .
وحتى تصل مصر الى بر الامان لابد ان نقضى تماما ونهائيا على الفتنه ومسبباتها . وهكذا تصل مصر الى غدا امنه.هكذا كانت تامل لميس جابر ان يحدث لمصر الا ان الاحداث السياسيه اخذت مصر فى منعطف تاريخى صعب ومهاترات سياسيه جعلت البعض يتقدم واخرين يتاخرون وتعيش مصر الان فتره من الضبابيه والتخبط السياسى وبخاصه بعد انتخاب مرسى رئيسا لمصر وحل مجلس الشعب وقد تحل اللجنه التاسيسيه للدستور لنعود مره اخرى للمربع صفر ولتكون كلمات لميس جابر هى الاصح حتى الان .
ابو خضر الهوارى