موقع الكاتب الصحفى رمزى خضر

كاتب صحفى مهموم بكل شبر وشاب وطفل وامراه مصريه... فيه اتولد وليها عاش ويتمنى يموت شهيد فى سبيلها

رضا عبد السلام مذيع فى اذاعه القران الكريم

 يقهر اعاقته

انا معاق ولست عاجزا

 

استطاع منذ ان كان طفلا يلفت انتباه الجميع له ليس للاعاقته ولكن نظرا لقيمته الانسانيه وما يفعله لكسر كل الحدود والتحديات ليصل لهدفه الاخير. رضا عبد السلام مذيع باذاعه القران الكريم وصاحب اشهر البرامج الدينيه . ومنها مساجد لها تاريخ , قطوف من السيره , مع الصحابه . فكلها برامج ذات طبعيه جماهيريه وحققت نجاحا باهرا . على الرغم من انه ولد بعيب خلقى ضمور فى الزرعين . ونشاء وتربى فى قريه صغيره تدعى قويسنا بمركز شيبن الكوم . حاول والده ان يدخله مرحله التعليم الابتدائى فى احدى مدارس القريه الا ان مدير تلك المدرسه رفض رفضا شديدا نظرا لحاله رضا .فتوجه والد رضا الى لوكيل اول وزاره التربيه والتعليم بالمركز والذى رفضه ايضا بمجرد ان راها. الا ان والد رضا قام بحمل رضا ووضعه  على مكتب وكيل اول الوزراه وطلب منه ان يكتب اسمه بقدمه كما علمه فى صغره . وبالفعل كتب رضا اسمه فبهت الرجل ولكن امعانا فى التكبر والكبرياء طلب منه ان ياتيه بموافقه وزير التربيه والتعليم وحينها اسودت الدنيا فى عين والد رضا ولكنه لم يقهر . فاخبر ذلك الرجل انه سوف ياخذ ابنه ويذهب الى الرئيس جمال عبد الناصر ويعرض عليه الامر برمته وفى حاله عدم موافقه جمال عبد الناصر سوف ياخذ ابنه ويطلق عليه الرصاص حتى يخلص المجتمع منه لانه بلا تعليم سوف يصبح عاله على المجتمع . وحينها ايقن هذا ان  الرجل ان عبد السلام ليس لديه شئ يخسره و ان التحدى قد يصل به الى ابعد الحدود فقام بالتوقيع على طلبه بالموافقه. ويبدو ان عدوى الاسرار انتقلت الى رضا من خلال الدم فاصبح عشر اضعاف والده. وا ستمر معه الصمود و الاسرار  فى كل مراحل حياته والتى كانت عباره عن تحديات يتخطاها مثل الحواجز واحد تلو الاخر بل ويقهرها دون النظر الى اعاقته . فانهى رضا عبد السلام تعليمه الابتدائى وكانت نسبه نجاحه 90%  و الاول على شبين الكوم . ثم انتقل الى المرحله الاعداديه وكانت بالمركز وهنا ذاع صيته وزادت علاقاته اكثر . وحصل على الشهاده الاعداديه بنتجه 85% على الرغم من التعب الشديد فى الانتقال من والى المدرسه والتى كانت تبعد عن البيت بمسافه لا تقل عن عشرين كيلو متر يقطعها رضا يوميا ذهابا وعوده على الرغم من اعاقته. اما عن مرحلته الثانويه والتى انهاها ايضا بنسبه نجاح 83% وكان العاشر على الجمهوريه اما الاول فى تلك الفتره فكان الكاتب ابراهيم عيسى زميل دراسته فى تلك الفتره. ثم حصل على ليسانس حقوق عام 78 واتبعه بليسانس دعوه اسلاميه وكان ايضا الاول على بعض دفعاته. وحتى يثبت للجميع على انه معاق وليس عاجز . وهو ما دفعه الى ان يطمح فى ان يصبح اعلامى ويعمل كمذيع . وبالفعل كتب الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع صاحب بريد القراء فى الاهرام . فطلب عبد الوهاب مطاوع مقابلته . وحينما قابله وجده شخص له كارزما ومثقف . فتصل بالاعلامى الكبير فهمى عمر واخبره عن قصه رضا والذى طلب ايضا رؤيته .  فذهب اليه رضا ولكن لم يقتنع فهمى عمر به كمذيع . فكيف يستطيع مذيع ان يقدم برنامج دون ان يكون له يداين يفتح بها بابا او يسلم على ضيفه او حتى يضبط بها المايك فكلها امور هام لطبيعه عمله. وعلى من ذلك قام فهمى عمر بتعينه فى اذاعه الشرق الاوسط ولكن دون ان يعمل كمذيع . وهنا اسودت الدنيا فى عين رضا ولكنه اسر على ان يدخل الاختبار القادم للمذيعين وبالفعل قد كان . وفى وقتها كان رئيس اللجنه الاعلامى الكبير ايضا حلمى البلك . فدخل عليه رضا وكان مرتديا جاكت فقام رضا "بخلعه" دون اى مساعده من احد. ثم نظر الى اللبك وطلب منه عدم التعليق لحين انتهائه من اجابه كل الاسئله الموجوده فى ورقه الاختبار . وبالفعل اجاب عنها كتابه بفمه . ثم امسك القلم ببقى اطراف يده وطلب من البلك اجراء حوار اذاعى معه على ان يكون القلم هو المايك . فحينما يشير له بالقلم يتحدث وحينما يتجه بالقلم لنفسه فهو من يتحدث . وبالفعل نجاح رضا عبد السلام فى اقناع حلمى البلك رئيس اللجنه وقبل تعينه على الفور كمذيع فى اذاعه القران الكريم . وبهذا النجاح يقهر عبد السلام اخر تحديات اعاقته باقتدار . على الرغم من ان تحديات الحياه لاتنتهى . فهو له من المواقف المنيره والمشرفه والتى تجعل كل المصرين فخورين بوجود نموذج مثل هذا المقاتل بيننا فلقد استطاع ان يحول كل طاقاته الايجابيه الى خطوات النجاح التى تخطاها بمفرده . فنحن على مدار سنوات طويله نسمع هذا الصوت دون ان نعرف معاناته ولم نعرف اعاقته الا اذا نظرنا اليه نظره قاصره فحينها فقط نرى اعاقه رضا عبد السلام والذى يعتقد انه ما هو الا نموذج لكل المعاقين فى مصر . فينظر الجميع اليهم وكانهم موطنين من الدرجه الثانيه وليس لهم حقوق فى التعليم او الاسكان او حتى الزواج . فلقد عانى ايضا رضا عبد السلام حينما توجه لوالد زوجته الغير المعاقه والتى تحبه . فنهره والدها ونظر له على انه كائن اقل . الا ان هذه الفتاه تمسكت به ووقفت فى وجه ابيها وكل افراد اسراتها جميعا وتزوجته وانجبت منه عبد الرحمن وافنان والغير معافين وهما الان فى مراحل التعليم المختلفه ومتوفقين مثل ابيهم. الكل ينظر الى رضا على انه ساحر . فكيف استطاع ان يفعل كل هذا وهو على ذلك الحال. الا ان رضا يرى انه شخص عانى مثل باقى المعاقين فى مصر . فهو يجد ان العالم كله يحترم المعاقين الا بلده . ففى حكومه تونى بلير كان وزير الداخليته اعمى . اما عن فرنسا فكان احد وزرائها على كرسى مدولب وفى الامارات هناك وزير للمعاقين . اما نحن 5% وفقط . يجب ان تتغير النظره بعد الثوره لان مصر عتبه عصر جديد بعد ثلاثين عاما من تجريف للعقول والمواهب. ويرى ايضا ان المجلس العسكرى مهتز فى تلك المرحله ولا ياخذ قررات حاسمه اورداعه لمثيرى القلائل والفتن داخل البلد . وان تاخير الانتخابات الرئاسيه ليست فى صالح احد الان فوجود مرشحين اقوياء امثال الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح هى فرصه تاريخيه لمصر لابد ان ننتهزها جميعا . حيث توجدت قوى هدامه فى الفتره الاخيره قد تدعو هؤلاء للعدول عن رايهم فى اى وقت وهو ما يعنى انها خساره كبيره للوطن فلابد ان نستفيد منهم . ولابد ان يعى ايضا الوزراء الحاليا انهم يشكلون مصر فى الايام المقبله وان التاريخ لان يغفر لهم اى اخطاء تحت زريعيه انهم حكومه انتقاليه . وخاصه وزير الاعلام المصرى الذى يملك كل الإمكانيات الاعلاميه التى تساعده فى نقل مصر الى الامام على الرغم من تجهله لاذاعه هامه مثل القران الكريم والتى لديه نسبه استماع تصل الى98 % تظهر دائما فى الاستطلاع ولكن دون استغلال حقيقى . واخيرا يدعوا رضا عبد السلام كل المعاقين الى الاعتزاز بانفسهم . وان لا يدعوا شئ يقهرهم او يثنيهم شئ عن المطالبهم ولا يقهرهم احد مطلقا وان ينظرو الى انفسهم نظره كمال حتى لو نظر اليهم المجتمع نظره قاصره .

بقلم : ابو خضر الهوارى

المصدر: ابوخضر الهوارى
abokhedrelhwery

ابو خضر الهوارى كاتب صحفى مصرى

  • Currently 7/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
3 تصويتات / 691 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2012 بواسطة abokhedrelhwery

الكاتب الصحفى رمزى خضر

abokhedrelhwery
جناح لعرض بعض مقالاتى والتى اتمنى ان تنال القبول لدى القارئ وكذلك ارحب بالمشاركات الخاصه بكم بالراى فيما اكتب ولكم منى كل الحب والود و التقدير الكاتب الصحفى رمزى خضر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,941