نظربات القيادة

قسم: القيادة, مقالات تنموية
أضيف بتاريخ: 23 أغسطس 2013 - 399 زيارة

    “ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير ممّا يجمعون” (الزخرف: 32).

بدأ اهتمام العالم الغربى وخاصتا امريكا بدراسة القيادة بهدف تحسين الإنتاج وتطويره منذ مطلع القرن، وقد برز علماء كثيرون في هذا المجال جعلوا من القيادة علماً شمل جميع جوانب الحياة.

     إن القيادة مهارة يحتاجها كل إنسان في هذه الحياة، فكل إنسان يحتاج إلى أن يتعلم كيف يمسك بزمام الأمور، ويوجهها نحو الجهة التي يريدها على الأقل فيما يتعلق بحياته الشخصية. فالقيادة مهارة يحتاجها الوالدان في المنزل، والمعلم في صفه، ورب العمل في عمله، وكل إنسان يتعامل مع الآخرين.

بعبارة مبسطة، القيادة هي عملية التأثير في الناس، وتوجيههم لإنجاز الهدف. عندما تبادر بتنظيم مجموعة من الأصدقاء أو زملاء في العمل لجمع تبرعات لمساعدة المحتاجين، أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع بعضكم بعضاً، أو لتجهيز حفلة بسيطة لأحد الزملاء، في هذه الحالات ستظهر أنت بمظهر القائد.

عندما يخبرك رئيسك برغبته بمناقشتك لاحقاًفي بعض المشاريع العالقة، فهو يظهر كقائد. أما في المنزل، عندما تحدد العمل الذي سيقوم به طفلك، ومتى وكيف سيقوم به، فأنت بذلك تظهر كقائد. النقطة الرئيسية هنا هي سواء أكنت في منصب إشرافي أم إداري أم لا، ستمارس القيادة لمدى معينوبنوع ما.

إنّ العنصر القيادي هو ضالة المنظمات والمؤسسات، فالقائد يفعل بأثره ما لا تفعله مجموعات كبيرة من الناس.

“القود” في اللغة العربية هو نقيض “السوق”، فيقال: “يقود المرء المركب من أمامه”، في حين يقال: “يسوق المرء الدابة من خلفها”، وعليه فإنّ مكان القائد هو في المقدمة كونه دليلاً ومرشداً وقدوةً ومثلا.

وفي الانكليزية فإنّ جذر كلمة “Lead” يعني “يذهب، أو يرشد”، أي أنّ القيادة تعني الحركة والبحث عن الجديد، فالقادة يكتشفون مجالات جديدة لم يكتشفها أحد.

إنّ القائد هو الشخص الذي يستعمل نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله ليوجههم لإنجاز أهداف محددة، وكلّما كملت عناصر القوة في القائد كلّما كملت عناصر قيادته، قال الله تعالى:” إنّ إبراهيم كان أمّة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين” (النحل: 120).

تتألف عملية القيادة من مجموعة عمليات أساسية وهي:

1.   التأثير: وهي قدرة القائد على إحداث تغيير ما، وتكوين قناعات جديدة تؤثر بالآخرين نحو تحقيق أهداف محددة.

2.   النفوذ: وهي قدرة القائد على إحداث تغييرات منطلقاً من قدراته الذاتية وليس من خلال المركز أو الموقع.

3.   السلطة القانونية: وهي الحق المعطى للقائد في أن يطاع ويتصرف منطلقاً من مركزه وصلاحياته.

ونشأت في القرن العشرين خمس مقاربات أساسية طورت نظريات القيادة، من هذه النظريات الأساسية:

·       القيادة بالسمات التي يتمتع بها القائد.

·       القيادة السلوكية.

·       القيادة بالسلطة والتأثير.

·       القيادة الظرفية.

·       القيادة التفاعلية.

ومن أهم نظريات القيادة والتي انبثقت ممّا سبق، نظرية القيادة القائمة على الإلهام والرؤية، والتي وضعها السيدان “كوزس” و”بورنر” عام 1995، ووفقاً لهذه النظرية فإنّ القادة يشعلون حماس التابعين ويكونون بمثابة البوصلة التي ترشدهم.

ويعرفون القيادة بأنها فن تحريك الآخرين لكي يسعوا إلى الكفاح من أجل مُثُل ملهمة مشتركة، ويعتبر التركيز على رغبة الإتباع بالمساهمة، وقدرة القائد على تحفيز الآخرين، فالقادة يستجيبون للزبائن، ويبتكرون الرؤية، ويحفّزون الموظفين، وينجحون في بيئات مضطربة تتغيّر بسرعة. لذلك فإنّ القيادة هي التعبير عن الرؤية وتجسيد القيم وابتكار بيئة يمكن فيها إنجاز الأمور.

وتعجبني مقولة لهاري ترومان: “الرجال هم الذين يصنعون التاريخ وليس العكس، ففي الفترات التي لا تتقدم ولا تتطور فيها القيادة يظل المجتمع متوقفاً تماماً. ويطرأ التقدم حينما تصبح الفرصة مواتية لقادة جزيئين، بارعين يستطيعون تغيير الأمور نحو الأفضل”.

 علاء الدين العظمة

دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي

مستشار التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي في شركة سيريتل موبايل تيليكوم

رئيس قسم إدارة الأعمال في جامعة أريس الأمريكية

abdoucom

الكاتب الاجتماعي والاديب والشاعر : نزار عبد الرزاق .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2014 بواسطة abdoucom

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

64,324