جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كنت مشهورا في سوق المشموم بفنّ الطوابق الذي ترصف فيه زهرات الياسمين دائريا طابقا فوق طابق حتى تبلغ طوابق ثلاث ..
مهداة إلى عمار 404 الذي يحجب ملاحظاتي على الفايس بوك منذ أكثر من شهر
تتكوم شجيرات الياسمين تحت أشجار الأرنج بشموخ ورفعة وكأنها صدور لصبايا أندلسيات في مقتبل عمرهن...أشجار الظلّ المستلقية على التربة النديّة بنعومة تعيد تشكيل صور البشر الذين يقفون في تقاطعاتها كأغصان جديدة من أغصان الشجر تتقاسم مع مساحات ضوء الشمس الوهّاج في هذا الفضاء الأخضر الفائح ... كنّا نحافظ على جمع الياسمين حسب تقاليده الفلاحية الصحيحة فلا نبدأ من الصباح الباكر كما يفعل بعض أولاد السوق الهمج الذين يقطفونه أخضر قبل نضجه وفواح رائحته .. بل نترك الزهرات تشبع من ضوء الشمس وترتفع هاماتها و صد ورها المشربة باللون الوردي عاليا... عندما دخلنا الحقل الفلاحي الصغير كانت عناقيد النور المنثالة من الخطوط الكثيفة للفيض الشمسي تنفذ عبر الأغصان إلى الشجيرات المقلّمة بعناية فتبرز خلالها الزهرات منتصبة انتصاب الملوك في قصورهم ..الطقس "القبلي " الذي يعيشه الجسد البشري ببعض القلق نتيجة ارتفاع نسبة اللزوجة والرطوبة في الهواء يزيد الزهرة البيضاء الفائحة ألقا ونضارة وعظمة .. تحلّق أفراد عائلتي، بكبيرهم وصغيرهم حول شجيرات الياسمين يقطفون أزهارها وكأنهم تشكيلة لسرب طير مهاجر يتموّج شكل صفوفه في السماء فيتغيّر من صورة نصف دائرة إلى مثلث إلى مجرد خطّ متعرج أو منحرف ... العرق يتصبّب على وجوهنا والقمصان تكاد تلتصق بالأجساد من فرط لزوجة الهواء ،والشيء الوحيد الذي كان يخفّف عنّا إزعاج هذا الطقس ومشّقة العمل فيه هو حبّ الياسمين للرطوبة وتضاعف كميّته وما تتميز به الزهرة من كبر الحجم الشيء الذي يسهّل علينا عملية صناعة المشموم وسرعته وحسن إتقانه .. بعد الانتهاء من عملية الجمع ذهب جزء من العائلة إلى المنزل ..أخذوا حصيرا وطاولة مستديرة واختاروا مكانا في فناء الدار مازال ظلّه ممتدّا والهواء يتحرك فيه من جهات عديدة وانطلقوا في الصناعة ... توجهت أنا وبعض الصغار إلى المقهى ... وجهّت تحيّة سلام جماعية..سألت وأنا ألهث من التعب : أين طاولتي يا "روج "؟ أجاب النادل بشكل آلي ودون أن يرفع نظره نحوي مكتفيا فقط بالإشارة إليّ بإصبعه :خذ أي طاولة تجدها .. كنت على عجلة من أمري أسارع الزمن فلم أعقّب عليه.. وضعت الصندوق الذي يوجد فيه ربطة الحلفاء وقنّوط الخيط وباقي معدّات الصناعة في الأسفل.. أتيت بالطاولة ..عدّلت الكرسي ..رفعت سطل الياسمين المجموع وصببت منه كميات صغيرة من الياسمين أمامي وكميات أخرى أمام الصنّاع الصغار من أخوتي وجيراني التلاميذ ...انطلقت في الصناعة ..أمسك الزهرة برفق .. أحيط حولها الخيط بسرعة وآلية في حركة دائرية ..أضع الزهرة بجانب الزهرة حتى يستدير المشموم وتصطفّ الزهرات في منظر جميل متقن وكأنه مصنوع في قالب مخصوص.. كنت مشهورا في سوق المشموم بفنّ الطوابق الذي ترصف فيه زهرات الياسمين دائريا طابقا فوق طابق حتى تبلغ طوابق ثلاث ..الدائرة الأولى صغيرة ..الثانية أعلى وأكبر والثالثة أختار لها زهرات الياسمين الأعظم والأجمل بعد أن أحيطها بربع ورقة من الكاغط أبلّه وألفّ به سيقان الزهرات حتى لا يجرحها الخيط فتذبل السيقان وتتهاوي الزهرات بمجرد أن يرفع عنها الخيط العلوي الذي يربط به رؤوسها فيكون تهاويها دليلا على أنّ صانع المشموم مازال هاويا ولم يبلغ مرحلة الحرفية والإتقان ... كان هذا الفن الهامشي الذي برعت فيه في سوق المشموم و الذي أهملت تدريسه كليات الفنون وأساتذتها البارعون في النقل الحرفي لما تجود به قرائح الشعوب الراقية هو مورد رزقي الأساسي بعد أن وجدت نفسي بشكل غير منتظر منذ سنّ مبكرة من أفضل صناع مشموم العرسان في كامل جهتي.. كان مدخول عائلتي الوفيرة العدد كلّها قائما بشكل أساسي على صناعة المشموم ..و الصيف بالنسبة لجميع أفراد العائلة يمثّل موسما للادخار المالي..وقد استطعت بالمال الذي أكسبه من هذه الصناعة أن أوفّر لنفسي كل مصاريف دراستي الثانوية والجامعية ... تخرّجت منذ سنوات أستاذ تاريخ وجغرافيا وبقيت مثل عشرات الألوف من أصحاب الشهائد العليا أنتظر ضربة الحظّ كي آخذ موقعي الأساسي ..ولولا صناعة المشموم التي أنقذتني بشكل غير متوقع من حالة الضياع والضبابية لأصبحت مجرّد حاوية من حاوية القمامة في حيّنا أو مجرد مبولة يرفع المارون وسفلة القوم المتربصين بكل من يتعثر أو يسقط أو تكسره الدنيا أرجلهم كالكلاب السارفة ليبولوا على حائطها ... بعد السنوات الأولى من تخرجّي جرّبت حظّي،فلم أفلح ..الوزارة تلعب بمفردها ودون وجود رقابة أو أي مساءلة من أحد وهي تختار عشرة أو عشرين ناجحا من الألوف المجتازة لامتحانات المناظرة الوطنية وتلقي بالباقي إلى مصير مظلم يدور في فلك الفراغ واليأس والموت المؤجل.. وبفضل مدخول المشموم المنقذ قررت أن أواصل دراستي بالمرحلة الثالثة نظام قديم وبعد أن تحصلت على الشهادة بملاحظة حسن جدّا عدت أجرّب حظي في مناظرة الكاباس فلم انجح كالعادة ووجدت الخلاص في مهنة صناعة المشموم الهامشية أقاوم بها قدر التحول الحتمي إلى مبولة اجتماعية ..ثم عاودتني مشاعر التحدّي فاخترت أطروحة للبحث الجامعي عنوانها:" سؤال الحقيقة عند ابن خلدون بين الحدث التاريخي والتأمل الفكري" وتحصلت بعد خمسة سنوات من الشقاء الدرامي على شهادة الدكتورا بملاحظة مشرف جدّا مع تهاني اللجنة ومازلت إلى اليوم انتظر دوري في الانتداب للتدريس بالجامعة ... بقيت صناعة المشموم هي ملاذي الوحيد بعد أن خانني الناس و الدهر...فقررت أن أتخلص بشكل مدمرّ من هواجس البحث والفكر وان أتفرغ للعمل اليدوي مواجها المصير الجديد المعتم بقلب مضيء تماما ... منذ بداية هذا الأسبوع اصطدت مجموعة من العرسان الذين دفعوا عربون مشاميم أعراسهم .. كانت هذه القائمة كفيلة بان تجعلني نشيطا ومتحفّزا لبذل مجهود اكبر لتحقيق الطلبات في وقت استثنائي وحسب الموعد... ذهب جزء من النهار مع حركة الخيط إلى مركز المشموم وكأنها حركة وقود حراري تستضيء منه الشمس الملتهبة في الأعلى وتنجز به الكرة الأرضية دورتها اليومية في كفّ الكون بنفس الطريقة التي أنجز بها أنا المشموم في كفّي ... التفتّ للصغار أحثّهم : لاتتهاونوا فبعد قليل يذهب مختار ليأتي بالغداء وسأضاعف من أجوركم اليوم ... أضاف عبد البديع مسرورا وفي عينيه يلتمع بريق الاعتداد بالنفس :الطلبات كثيرة ويجب أن نحقق المدخول القياسي : لن أرضى اليوم بأقلّ من نصف مليون من المليمات... أريد أن أبلغ ملاحظة مشرف جدّا في غير متاهات البحث والفكر ... رفع المشموم .. أداره أمامه وهو ينظر في درجة استواء الصفوف .. طلب من النادل كابيسان.. نقع فيها قبل أن يرتشفها بعض الزهرات حتى تزيد في نشاطه وتنعشه بطاقة إضافية ...مصّ الزهرات وبقي يمضغها ... كررّ الصورة في ذهنه .. خمسمائة دينارا : المشموم الكبير بخمسين دينار ..أعرف أن بعض العرسان الفقراء سيتلكؤون في الدفع وسيطالبون بالتخفيض ويبوسون كفيّ طالبين العون والمساعدة .. ولكن لا بأس .... أعرفهم ..سيؤلفون كالعادة قصصا مقرفة عن فقرهم وديونهم وكأني أنا أفضل منهم حالا ... تأفّف وأدار الخيط بقوة ترجمت شعوره برغبته في الفرار من واقعه المؤلم ..أخذ يتفحّص ذهنيا وجوه النساء والرجال في حيّة المكتظ بالناس كمعجون الهريسة ..قال ساخطا :الفقر والجهل والبؤس ..يا لهذا القدر العجيب ؟..هل سأحيا بينهم هكذا على هذه الحال القاتلة طول عمري ؟ ... انحنى يغرف بيده حفنة من الياسمين من السطل كدّسها أمامه وخاطبهم في نفسه بتشنّج: اتركوني ..اتركوني من فضلكم أنجو من عالمكم العفن المشؤوم؟..لا أريد أن تشتروا من عندي شيئا ؟..أعينوني بالبعد عنّي فقط ؟.. ماذا ستفعلون أنتم بالمشموم ؟.. لا ادري ما الذي يحملكم على شرائه مادام ثمنه غاليا ؟ ..لماذا تكلّفون أنفسكم عملا أكبر من قدراتكم ؟.. ..اكتفوا بالتناكح وانتهى ؟..كلوا الكسكسي والعصبان وكراديس اللحم واضربوا في أعراسكم الزكرة والطبلة وانسوا حكاية المشموم ؟.. حين تعلو رائحة العصبان في أعراسكم ستكون الحكاية منتهية ولن يبقى احد يفكر في روائح أخرى؟...فلماذا تقلقون راحتي ؟ لماذا كلّ هذه الفدّة ؟... توقف عن التداعي الحرّ للغضب متذكرا التحدّي الذي وضعه أمام نفسه وقال بعزم :اليوم أمامي رهان واحد: أن أحطم الرقم القياسي في الكسب..أريد أن أغادر عالمكم بسرعة ...اتركوني أصنع حياتي بعيدا عنكم ..اتركوني أتعامل مع العرسان الذين يأتون من العالم الآخر .. عالم المنارات و المنازه ..عالم الأكابر والأثرياء.. .يا أخي ابتعدوا عنّي؟...ابتعدوا كي أتنفس الهواء وأرى وجه الله فلعلّ سيارة من سياراتهم الفاخرة تقف أمامي وتأتيني بالسعد المفقود ..إني أتفاءل بوجوههم الشفّافة الشبيهة بكعك الورقة ...اتركوا أوراقهم المالية الجديدة تدخل جيبي فأشعر بها تخروش كلّما مسستها ؟.. أموالكم النتنة المهترئة كحياتكم تتمزق في الجيب وتذهب فتاتا ..ملوثة بالزيوت والعرق والأوساخ... كل شيء عندكم لم يعد صالحا؟..قبّح الله وجودكم الحقير العفن ... نظر في المشموم ..سوّى إحدى الزهرات البارزة .. أخذ يعدّ المشاميم الصغيرة ويضعها في سلّة من سعف النخيل قربه ..فبعد قليل يبدأ في جمعها حول كرعوبة الوسط* ..والكرعوبة تحتاج إلى بعض الجهد الإضافي ..يجب أن تجمع بين الجمال والقوة فهي قلب المشموم وقد قام بتحضير عدد منها في الليل كي يربح الوقت و يخرج مشموم العريس متقنا وأعراف حلفائه نصف دائرية منظمة كأقواس محاريب الجوامع...فكلّما كان قلب المشموم صلبا ومصمما بعناية ساعده ذلك على تكسير أعرافه في المرحلة الأخيرة وقدّها على نحو يثير الإعجاب والثناء ..رفع رأسه وقال :" الأمل سيبقى في باقي العرسان الميسورين الذين لا يعرفون في هذه المناسبات إلا الدفع بلا حساب ..." عدّل قليلا من وضعيته وشعر بشيء من القلق فمشاعر الحقد على وضعه وأهل حيّه تجعله يخرج على طوره وينسى آماله في تحقيق أمنيته وحلمه الطفولي بنهضة تعمّ جميع أفراد حيّه..وقد ساعدته تلك الأمنية على النجاح الجامعي بتفوق وجعلت له عزيمة على تحدّي الصعاب وصبرا على برودة الدروس الجامعية ونرجسية بعض الأساتذة الجامعيين الذين يتمايلون على ركح المدرجات وكأنهم سيرقصون أو سيبيضون عظاما من الذهب والفضة وسيضعون علما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وكان هذا الحلم يصاحبه في نومه ويقظته فيسأل نفسه محتارا : كيف سأكون سببا في سعادة من تربى على عشق التعاسة ؟.. ...لمّا هدأت نفسه قليلا واستغرق في العمل بسرعة وحيوية أخذت أحلامه تستفيق وتشحنه ببعض الدفء والأمل المتجدد ..تساءل وكأنه قد تفطن إلى حل سحري : ما الذي يمنع أن نحقق لهم ثورة في حياتهم بالاعتماد على صناعة المشموم ؟..أن نعطي لهم سعادة بسيطة ورائعة ؟..ماهو ثمن المشموم الصغير ؟ ثلاثمائة مليم أو خمسمائة ؟.. الوردة الطبيعية تباع في أكشاك الزهر بدينار بينما المشموم فيه عشرات الزهرات بثلاثمائة مليم ولا يبلغ ثمنه حتى ثمن كأس الماء المعدني في المقاهي ... المشموم فيه جمال الطبيعة وجمال الصناعة ..إنه يجمع بين روح الفطرة و روح الثقافة البشرية ولمساتها الجمالية ...بالمشموم يمكن أن نهذّب طباع أهل الأحياء المهملين ونجعلهم يتذوقون الفن ويوفّرون مصادر رزقهم بأنفسهم .. تلك العائلات كلّها سنجعلها تعمل ...نجعلها كلّها متضامنة.. متماسكة وقريبة من بعضها ..وزهر الياسمين يفوح بين يديها يوميا ..يا سلام على أجمل الأيام ...بربطة حلفة وخيط قنوط فقط يمكن أن نخرج هذا المجتمع الذي يعيش في الأحياء المنسية البائسة من الوجود الفقير العفن ...لا نحتاج إلى استثمارات بالمليارات..ورؤساء أموال يأتون على الأخضر واليابس.. كل عائلة تستطيع أن تنتج وحدها وتشغّل نفسها بنفسها ودون أن تخرج من منزلها ..لا كراء محلات ولا شراء آلات ولا توقّع خسارات ولا إهمال عيال ولا تلويث للبيئة ... وعوض أن يشتري الناس علب الدخان واستهلاك سمومها يتم شراء المشموم ... اخذ ينساق مع مشاعر السعادة ويتصوّر نجاحه في توفير السعادة للآخرين ..شعر انه سينتقم لوضعه ووضع حيّه الفقير البائس عبر توزيع السعادة والجمال على الجميع ...كانت صور المشموم تعمّ مشهد الوجود كلّه : فوق الآذان وفي الآيادي وعلى مكاتب المسؤولين وفي ديكورات البرامج التلفزية ..وكاد يشمّ رائحة الياسمين تخرج من كل شيء وتحوّل المجتمع إلى باقة ورد ساحرة .. لم يكن يتفطن إلى فيالق الجماهير التي بدأت تملأ المقهى لتتابع المقابلة الكروية التي ستجمع بين فريقي الترجي والنادي الإفريقي...غصّ المقهى بالخلق ..الأعناق مشرئبة إلى الشاشة العملاقة ...الهتافات الغاضبة تعلو كلّما ضاعت فرصة أو كادت الكرة أن تدخل شباك المرمى...صياح وأغان تشجيعية ..أنفاس تتقطع...موج بشري يعلو ...موج بشري يهبط ...قفز في الهواء وضرب على الطاولات بقوة وضجّة ..سباب ..عراك ... و السجائر تغرق المقهي في سحب كثيفة متراكمة من الأدخنة الخانقة.. وقف احدهم ملوحا بيده إلى مشجّع كان يتفرج واقفا وناداه صارخا :اقعد يا ابن الكلبة لنجي ندخلك في الحيط... ردّ الواقف عليه بغضب: سكّر فمك لنجي انبولك فيه ...أشنوه تخسر "المكشخة" تولّي ما تعرفشي أش كون تكلّم ..ارتفع اللغط من كل مكان ..قذفه بقارورة فارغة كادت تصيبه على ظهره ..خطف الواقف صاري الشيشة وضربه به كالسوط على رأسه فانفلق الدم منه بغزارة ..اندلعت في المقهى ضجة كبرى كما تندلع النيران في الهشيم .. وأخذت الطاولات والطابوريات ترتفع في السماء وتصيب البعض فيقعون أرضا ..تدافع البعض لضرب البعض ..والبعض هربا من البعض ...ابتلعت الزحمة والضجيج طاولة الياسمين ومن حولها ..ارتفعت الطاولة عاليا وهوت بما فيها على الأرض ..تبعثرت محتوياتها كلها ..تشتّتت زهرات الياسمين في القاعة وعلى الرؤوس وطارت المشاميم ووقعت تحت الأرجل فداستها الأحذية في هستريا تنكيل الأحباء بالأعداء دون أن تشعر الأحذية بأنها قد اقترفت أي ذنب يذكر ...
|
المصدر: .almihlaj
صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة ..
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير :
د. علاء الدين سعيد