جهود متواصلة تقوم بها الأجهزة الأمنية بالمحافظة بالتنسيق مع القوات المسلحة فى نشر قوات التأمين لبحيرة ناصر خلف السد العالي ، عبر اللنشات النهرية والطائرات لتأمين مسطح البحيرة المائى وتنفيذ قرار وقف الصيد لمدة شهرين والذى بدأ من 15 مارس وحتى 15 مايو القادم بهدف تحقيق تنمية الثروة السمكية بالبحيرة خلال فترة وضع البيض السمكي.
وأكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان ، أن بحيرة ناصر تعد من أهم محاور الأمن القومي المصري باعتبارها المخزون الإستراتيجي لمصر من المياه والغذاء من الثروة السمكية عالية الجودة (الأورجنيك) علاوة علي كونها البوابة الجنوبية للبلاد.
وأشار إلى أنه سبق صدور قرار وقف أعمال الصيد بالبحيرة عقد العديد من الاجتماعات لتحقيق التنمية الشاملة ببحيرة ناصر والعائد الاقتصادي المرجو منها في مختلف القطاعات وخاصة القطاع السمكي ، موضحا أنه يتم تنفيذ عدة إجراءات بواسطة الأجهزة المختلفة بالدولة بالاتفاق المسبق مع رؤساء جمعيات الصيد ومشايخ الصيادين ، حيث بدأت تنفيذها تحت إشراف المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية من أول مايو الماضى لتحقيق المردود الإيجابى والإستغلال الأمثل للبحيرة.
وأكد أن الصيادين العاملين ببحيرة ناصر هم شركاء فى تنمية الثروة السمكية، والمشاركة فى أعمال التأمين لمسطح البحيرة أثناء فترة وقف الصيد باعتبار ذلك مسئولية مشتركة لجميع الجهات المعنية من أجل زيادة الإنتاج السمكي وخاصة بعد تعرض البحيرة للتجريف خلال السنوات الماضية.
فيما قال اللواء مجدى موسى مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسوان أنه تم الاستعداد لتطبيق قرار منع الصيد فى البحيرة من خلال وضع خطة أمنية ترتكز على عدة محاور حيث أن الخطة تقضى بوقف جميع أعمال الصيد وأنشطته داخل المسطح المائى للبحيرة سواء للصيادين المعتمدين أو الجائرين أو المهربين ، وإلزام جمعيات الصيد المختلفة بتوضيح المعلومات اللازمة بمنتهى الشفافية والوضوح حول قرار وقف الصيد بهدف الإستفادة منها في عملية التأمين وتحقيق السيطرة الأمنية الكاملة.
وأشار اللواء مجدي موسى إلى أن مديرية أمن أسوان خصصت في نفس الوقت "خط ساخن" لتلقى وإستقبال أى بلاغات في هذا الإطار، مع وجود غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لتنفيذ قرار الإغلاق بكل جدية وعلى أكمل وجه ممكن، وأنه تم التنسيق مع هيئة تنمية بحيرة السد العالى سواء داخل المسطح المائي أو الطرق والمدقات البرية المؤدية للأخوار الجبلية المحيطة بالبحيرة.
وأوضح مدير أمن أسوان بأن خطة التأمين ترتكز على شن حملات نهرية وبرية وجوية داخل وحول مسطح البحيرة بالكامل بواسطة القوات المسلحة والشرطة سواء كانت هذه الحملات مخططة أو مفاجئة مع التركيز على المناطق التى تشهد عمليات تهريب بصورة أكبر، وذلك طبقًا لتقديرات الموقف، مع السيطرة على إنتاج مصانع الثلج وإغلاقها فى حالة المخالفة.
وشدد أنه فى حالة ضبط أى مخالفين أو القيام بعمليات تهريب غير مشروعة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحازمة بمعرفة الجهات المختصة لأن ذلك يمس الأمن القومي بكافة أبعاده.
ولفت إلى أنه تم التأكد من جاهزية المعدات والوحدات النهرية التى تعمل ضمن منظومة التأمين خلال فترة توقف الصيد، وتشغيل 5 وحدات نهرية تم رفع كفاءتها وتطويرها وصيانتها بترسانة المقاولون العرب والبورسعيدية طبقًا لمطالب شرطة المسطحات، مع تدبير هيئة تنمية الثروة السمكية لوحدتى تأمين احتياطية.
وتابع مدير الأمن بأن منظومة التأمين الكاملة لبحيرة ناص، ستستمر على المناطق الأكثر خطورة طوال أشهر السنة طبقًا لدرجة المخالفات وتوقيتات تنفيذها والمعلومات والبلاغات الواردة فى شأنها للتنفيذ بنفس مستوى الأداء.
والجدير بالذكر أن بحيرة ناصر تعتبر من أكبر البحيرات الصناعية في العالم وقد تكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الفترة من عام 1958 إلي 1970 بطول 500 كم منها 350 كم بالأرض المصرية، والباقي بالأراضي السودانية وبمتوسط عرض 12 كم ويصل عمقها إلى 180 مترا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب، لتصبح بذلك ثاني أكبر البحيرات من حيث المساحة، وتتميز البحيرة بملائمة ظروفها البيئية لتربية العديد من أصناف الأسماك ، بالإضافة إلى وفرة القاعدة الغذائية الطبيعية.
وتعد بحيرة ناصر موطنًا للأسماك ومن أشهر الأسماك في البحيرة السمك البلطي النيلي، وفى سبيل تنمية الثروة السمكية كانت هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق التنمية الشاملة ببحيرة ناصر والعائد الاقتصادي المرجو منها فى مختلف القطاعات وخاصة القطاع السمكي، ومن أجل تحقيق ذلك والعمل على الوصول بالإنتاج السمكي بها إلى 60 ألف طن سنويًا خلال العام القادم فى ظل وصوله حاليًا إلى نحو 25 ألف طن تم تكليف الرئيس للواء حمدى بدين رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية لإدارة أسلوب العمل بالتنسيق والمتابعة مع مع اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان والجهات المختصة من خلال قيام الجميع بالعمل فى منظومة وآلية واحدة وإزالة أى عوائق أو تقصير وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة والصالح العام.