القيم والسلوك التنظيمي- د.طلال خالد الفضل   

تحدد القيم السلوك الإيجابي أو السلبي لذا لابد للمنظمات العامة من الاهتمام بطبيعة وجودها لدي العاملين والتعرف عليها حتى لا يكون هناك تعارض بين قيم الافراد والمنظمة، فكلما كان هناك توافق وانسجام فانه هذا من شانه أن يؤدي الي النجاح في تحقيق أهداف المنظمة والعكس صحيح.
  وهناك تصنيفات عديدة لأنواع القيم في مجال السلوك التنظيمي الا أن اكثرها قبولا هو التصنيف الذي اقترحه عالم النفس الألماني سبرانغر حيث وضعها في ست مجموعات هي:
         ‌أ-القيم الفكرية: وهي الناتجة عن الاتجاهات العقلية أو الفلسفية للفرد وتهتم بشكل خاص بالبحث عن الحقائق وأسباب حدوثها بشكل تطبيقي منظم.
           ‌ب-القيم الاقتصادية: وهي التي تؤدي الي اتجاهات عملية مع التركيز على الجوانب والأهداف الاقتصادية وما ينتج عنها من تحقيق مادي.
          ‌ج-القيم الاجتماعية: وهي التي تتعلق اهتماماتها بالعلاقات الإنسانية وترابط المجتمع وتفاعلات أفراده.
       ‌د-القيم السياسية: وهي التي تهتم بمظاهر القوة والنفوذ والسيطرة سواء على مستوي الفرد أو الجماعة .
         ‌ه-القيم الدينية: وهي ارفع القيم وأعلاها وتعكس ايمان الفرد بديانة معينة وتتمثل في تطبيق تعليمات تلك الديانة واتباع اوامرها وتجنب نواهيها.
        ‌و-القيم الجمالية: وهي التي تتميز اهتماماتها بالجوانب الفنية والجمالية في الحياة وتعتني بالحس والتذوق الجمالي والقدرة على التعامل مع الاخرين بأسلوب معقول ومقبول.
 
    من هذا يتبين من لنا وجود علاقة وثيقة بين دراسة القيم السائدة في المنظمة العامة وأخلاقيات العمل فيها، ولابد أن نشير الي بعض القيم التي يفضل وجودها لدي الموظفين العموميين، كما يلي
أ. قيم اجتماعية سياسية: كالأمانة والاستقامة، والعدالة والنزاهة، والمساواة في المعاملة والحرص علي المصلحة العامة.
ب. قيم تنظيمية كالكفاءة والولاء والالتزام بالقوانين، والتعليمات واحترام التسلسل الاداري والحرص على مصلحة المنظمة وأهدافها ومواردها.
جـ. قيم مهنية كمواصلة تنمية المهارات المهنية والالتزام بالمواثيق والمعايير المهنية واحترام الزملاء في التخصص.
 
  وأخيرا ترغب معظم المنظمات العامة أن يتوافر لمنسوبيها الحد الأعلى من القيم المتعلقة بأخلاقيات العمل سالفة الذكر، ولكن الوصول للوضع الامثل غاية صعبة الادراك في هذا المجال.