من المفترض ان تسعي الحكومات الواعية والمخلصة فى الدول الساعية للنمو لتحقيق التقدم وتطوير نظم المجتع المختلفة سواء الاجتماعية أوالقيمية أوالثقافية أوالسياسية أو الاقتصادية بهدف التحسين المستمر لنوعية الحياه وحل المشاكل المزمنة التى تعوق التقدم والتنمية المستدامة. وتؤكد الدراسات والبحوث أن ذلك يستلزم استخدام الأساليب الإدارية الحديثة وأهمها التخطيط الإستراتيجى فما هو المقصود به وما هى أهميته؟
   

لا ننكر أن كافة الدول المعاصرة والمنظمات المختلفة الخاصة منها أو العامة، تعتمد بلا شك على التخطيط بإعتباره أهم العمليات الإدارية لتحقيق أهدافها كفاءة إنتاجية بالتركز على الاستخدام الكفء للموارد المتاحة وانتاج السلع والخدمات العامة أو الخاصة بأعلى درجة من الفعالية. وإن كان ذلك مطلبا ومعيارا أساسيا لنجاح الإدارة، إلا أنه أصبح غير كاف لضمان استمرارية التقدم والتنمية بسبب ما تعيشه هذه المنظمات من تغيرات دولية ومحلية سريعة ومتلاحقة فالتخطيط بأهدافة السابقة يعد فعالا فى ظل بيئة مستقرة ومتغيرات بطيئة وبسيطة.
 

ولا حاجة للقول أن الدول والمنظمات فى عصرنا الحالى تعيش فى بيئة يسود فيها المنافسة الشرسة والصراع الحاد بكل أشكاله وصوره، بيئة تتسم بالعولمة والتوجه نحو نظام الإقتصاد الحر وتحرير التجارة وحرية تبادل السلع والخدمات بين الدول، ومنافسة فى إكتساب المعرفة.
   

أيضا تغيرت البيئة السياسية فى غالبية الدول النامية، وتواجه الحكومات ضغوط شعبية ودولية تتطالب بمزيد من الديمقراطية ، والمشاركة وإحترام الحقوق والحريات وبعقد إحتماعى جديد.
كل ذلك فرض على الدول والمنظمات العامة والخاصة ضرورة الإهتمام بالتخطيط الإستراتيجى . فالتخطيط الإستراتيجي يجعل المنظمه تؤدى الأشياء الصحيحة فى المستقبل ويسعى آلى دراسة المستقبل البعيد والمتغيرات المختلفه بهدف تشكيل مستقبل الدولة آو المنظمه.  فإذا كان التخطيط العادى يعمل على اداء الأشياء بصورة صحيحة أى دون إهدار للموارد آو تضارب القرارات أوتكرار  الأعمال، أو دون إحداث آثار سلبية على البيئة المنظمه يجعل الإستراتيجي فالتخطيط تؤدى الأشياء  الصحيحة فى المستقبل.
 

ويهدف التخطيط الإستراتيجي آلى مراجعة تامة للمهام  والأغراض فى ضوء  المتغيرات البيئية  الحاليه والمتغيرة، كمآ قد تراجع الإفتراضات التى تعد الأساس لعمليات المنظمه فى الماضى  أى آنه هو العمليه التى من خلالها يتحدد اتجاه واداء المنظمه فى المستقبل. و هى عمليه مستمرة تهدف آلى الحفاظ على المنظمه ككل وعلى نحو ملائم من خلال تعزيز قدرتها على التعامل مع الصراع الدولى والتنافس الشرس على الموارد وتحقيق المصالح الذاتية .
   

   ومن هنا نأمل ان تتولد العقيدة لدى القادة السياسيين بالدول النامية أن تحسين نوعية الحياه لمجتمعاتهم تتطلب الإهتمام بالتخطيط الإستراتيجى حتى يمكن إعداد رؤية مستقبلية للتنمية ودراسة بيئية تساعدها على الإستفادة من الفرص وتجنب التهديدات وتحدد الأهداف الإستراتيجية التى تساعدها فى تحقيق تنمية مستدامة.

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف، http://kenanaonline.com/drelsawaf
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 359 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2016 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

818,059

ابحث