مفهوم الإدارة
د. ماهر الصواف
تحديد مفهوم الإدارة من الأمور التي لا يوجد اتفاق بشأنه بين اساتذة الإدارة والكتاب ويرجع ذلك لمفهومها الواسع و تطوره بتطور الفكر الإداري ويتضح ذلك كما يلي :
عرفتها مدرسة الإدارة العلمية فريدريك تايلو Taylor: " المعرفة الدقيقة لما تريد من الناس أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعملهم بأحسن طريقة وبأقل تكلفة ".
عرف فايول الادارة بالقول : أن من يدير هو من يتبنأ وبخطط وينظم ويصدر الأوامر وينسق ويراقب " To manage is to forecast and plan, to organize, to command, to coordinate and to control "
وحددت نظرية البيروقراطية مفهوم الإدارة على أنها :
" تعتمد على إقامة نظام بيروقراطي يقوم على الرشد والموضوعية ويعتمد على تنظيم هرمي وتسلسل السلطة وقواعد مقننه وموضوعية"
ومن جانب أخر ينظر أنصار العلاقات الإنسانية والسلوكية للإدارة على أنها :
" عملية سلوكية وإنسانية وأنها فن التعامل مع البشر واستقطاب تعاونهم وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف معينه "
وهكذا يتطور مفهوم الإدارة وقدم اساتذة الإدارة والباحثون عدد من التعريفات نذكر منها
أنها تعنى الوصول الى الهدف بأحسن الوسائل وبأقل تكلفة وفى حدود الموارد والتسهيلات المتاحة وبحسن استخدامها ".
وهي عملية مستمرة تهدف إلى تحقيق نتائج محددة باستخدام الموارد المتاحة بأعلى درجة من الكفاءة وذلك فى ظل ظروف موضوعية قائمة أو محتملة ".
ويجب الإشارة ان نظرية النظم أوضحت أهمية البيئة الداخلية والخارجية لإدارة المنظمات ، وانطلاقا مما قدمه الفكر الإداري ونظرية النظم يمكننا تعريف الإدارة بأنها :
هي عملية إدارية وإنسانية واجتماعية مستمرة تسعى الى تحقيق أهداف مرسومة بأعلى درجة من الفعالية والكفاءة وذلك فى ظل ظروف ومتغيرات بيئية قائمة ومحتملة "
ومن التعريفات السابقة يمكن أن نستخلص ان الإدارة لها عدة جوانب وخصائص هى:
-الإدارة عملية هادفة
ويجب التأكيد هنا أن تحديد الأهداف بشكل جيد يعد أمرا في غاية الأهميةلنجاح المنظمة ، فالعمل دون هدف معروف ومحدد وواضح يعنى أن كل فرد في المنظمة يسير في اتجاه مختلف ، وتتفكك الجهود ،وتنتفي معايير التقييم والرقابة، ولايتم الاستغلال الامثل للموارد المتاحة ، ولا سبيل للتقدم . ويلاحظ ان الأهداف يجب ان تتمتع بقدر من المرونة وفقا للمتغيرات البيئية المحيطة.
-الإدارة عملية إدارية
أن عملية تحقيق الأهداف بفاعلية وكفاءة يستلزم ممارسة عدد من الوظائف الإدارية الأساسية هي: التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقييم
-الإدارة عملية إنسانية
يتوقف نجاحها على القدرة على تفهم طبيعة السلوك الانسانى وكيفية توجيهه تجاه تحقيق الأهداف المرسومة بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية . فلابد من مراعاة البعد الانسانى لنضمن استمرارية التطوير والإبداع وحتى يمكن مسايرة المتغيرات البيئية وتحقيق الأهداف بالشكل المرغوب وذلك رغم تغير الظروف البيئية.
-الإدارة عملية اجتماعية متكاملة
مهمة القائم بالإدارة أن ينظر للمنظمة باعتبارها نظام يتكون من نظم إجتماعية فرعية قد تتعارض أو تنافس أهدافها وقد تظهر نظم معوقة للنظم الفرعية الأخرى . ومن ثم يجب أن نضمن التعاون والتكامل بين هذه النظم . فضلا عن ذلك يجب النظر للمنظمة على أنها هي الأخرى نظام اجتماعي فرعى لنظام أعلى ولابد من تفهم متطلبات هذا النظام الأعلى .