يحتفل العالم في 23 يونيو من كل عام باليوم العالمي  للخدمة العامة،  وذلك تكريمًا لجهود الموظفين العموميين في جميع أنحاء العالم، وتقديرًا لمساهماتهم في بناء المجتمعات وتقدمها.

  وتعود جذور يوم  الخدمة العامة إلى عام 2003، عندما صدر قرار  من  الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بجهود الموظفين العموميين.
جاء هذا القرار إيمانًا من قبل الأمم المتحدة بأهمية الخدمة العامة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكم الرشيد وتحقيق الازدهار  لمختلف المجتمعات ، كان هذا القرار  نتيجة لجهود في هذا  الصدد، من أبرزها: 
 أولا: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الخدمة العامة تتبلور في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من خلال نقاشاتٍ ومبادراتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، ركزت على أهمية دور الموظفين العموميين في التنمية. 
ثانيا:  أصدرت الأمم المتحدة  في عام ١٩٩٨  تقريرًا بعنوان "الخدمة العامة في القرن الحادي والعشرين"، دعا إلى اتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لتحسين أوضاع الموظفين العموميين وتعزيز قدراتهم.
ثالثا: في عام 1999،  صدر  تقرير  عن  قسم الإدارة والاقتصاد العام في الأمم المتحدة المعنون ب تحول الخدمة العامة-تعزيز دورها في ممارسة المهنة والمعايير والقيم الأخلاقية. ولقد تحدث هذا التقرير عن  دور مهم للإدارة الحكومية حتى في ظل الدور النشط للقطاع الخاص. ويتركز هذا الدور المهم للإدارة الحكومية فيما يلي :
-تنمية القطاع الخاص وتدعيم النشاط الصناعي والتجاري للدولة
-ضمان توفير الخدمات الاجتماعية الحيوية وتطوير التنمية البشرية
-إنشاء وصيانة شبكات الأمان الاجتماعي
-صيانة حقوق الإنسان وحماية الأقليات المختلفة
-تخطيط وتنفيذ السياسات العامة المالية والنقدية
-زيادة عائد وكفاءة إدارة الموارد المالية بالاستناد إلى العدالة والشفافية والمساءلة.
رابعا: تم عقد مؤتمرٍ دوليٍ حول الخدمة العامة في عام 2001، ناقش فيه المشاركون من مختلف أنحاء العالم التحديات التي تواجه الخدمة العامة، وسبل تطويرها.
خامسا: بدأت الجهود البحثية والعلمية في مطلع القرن الحادي والعشرين لتدشين نظرية الخدمة العامة الجديدة  وللتحول من التركيز على فكر مدرسة الإدارة العامة الجديدة NPM إلى فكر الخدمة العامة الجديدة NPS بعد الاخفاقات التي واجهت تطبيق مدرسة الإدارة العامة الجديدة.
    

   وهكذا جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص يومٍ سنويٍ للاحتفال بيوم الخدمة العامة عام 2003 تتويجًا لهذه الجهود الدوليةوغيرها من الجهود وتدشينا لحركة الخدمة العامة الجديدة، وأصبحت مختلف دول  العالم منذ ذلك الحين  تحتفل بيوم الخدمة العامة في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال فعالياتٍ مختلفةٍ تهدف إلى  رفع الوعي بأهمية الخدمة العامة، وتقدير مساهمات الموظفين العموميين. وتتنوع هذه الفعاليات من حفلاتٍ تكريميةٍ وندواتٍ ومؤتمراتٍ إلى مبادراتٍ توعويةٍ وبرامجٍ تدريبيةٍ، تهدف جميعها إلى تعزيز ثقافة التقدير والاحترام للموظفين العموميين.
كما  أصبح الاحتفال بيوم الخدمة العامى يُركّز على دور الموظفين العموميين في مختلف مجالات: التعليم والصحة  والأمن والعدالة وغيرها  من المجالات، فضلا عن تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الموظفين العموميين، مثل نقص الموارد والبيروقراطية مع السعى إلى إيجاد حلولٍ فعّالةٍ لهذه التحديات.
وهكذا يعد يوم الخدمة العامة مناسبةٌ للتذكير بحركة الخدمة العامة الجديدة وأهميتها  ودورها في بناء عالمٍ أفضل، كما أنه  يومٌ للتقدير والشكر للموظفين العموميين على جهودهم  في إدارةشئون  الدولةوالمجتمع، وأيضا هو يومٌ للبحث والمناقشة في كيفية تحسين الخدمة العامة وتعزيز قدرات الموظفين العموميين في إدارة التنمية المستدامةوالشاملة لدولهم.

المصدر: - شيماء شعبان، من أين جاءت الفكرة؟ اليوم العالمي للخدمة العامة، صحيفة الأهرام المصرية في ٢٣ يونيو ٢٠٢٤ . - د.أحمد السيد الدقن، حركة الخدمة العامة الجديدة، دار ناشري في ١ أكتوبر ٢٠١١
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

767,556

ابحث