دور التخطيط في  إدارة أجهزة الدولة 

د. ماهر الصواف

تتسع وتتزايد أعباء الجهاز الإداري للدولة عام بعد الأخر ، فما يقدم من خدمات هذا العام يصبح غير كافي في العام القادم ، ويرجع ذلك إلي الزيادة السكانية المضطردة خاصة في الدول النامية ، فوفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر هناك  ارتفاع مستمر فى متوسط الزيادة السنوية لعدد السكان فى مصر، حيث وصل لأكثر من 2.1 مليون نسمة فى السنة خلال الفترة من 1966 إلى 2015، ثم إلى 2 مليون نسمة فى السنة منذ عام 2015، حتى وصل الآن إلى نحو 2.5 مليون نسمة زيادة سنوية.

ولا يلتزم الجهاز الإداري للدولة فقط بالوفاء بالخدمات التي تتناسب مع الزيادة السكانية، إنما هو مطالب فضلا عن ذلك بتطوير وتحسين الخدمات المجتمعية  وزيادة فعّالية الخدمات القائمة، وتوسيع نطاق وصولها  ، وتحسين القدرة على إنشاء خدمات لم تكن موجودة من قبل في بعض المناطق المحرومة ، وذلك استجابة للضغوط المجتمعية والدولية والوفاء بالمتطلبات التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافيةالمحلية منها والعالمية. فمن المعلوم أن البيئة السياسية والاجتماعية تغيرت فى غالبية الدول النامية ، وتواجه الحكومات ضغوط شعبية ودولية تطالب بمزيد من الديمقراطية ، والمشاركة واحترام حقوق الفقراء والضعفاء وحصولهم على الخدمات الأساسية. 

ولا شك ان هذه الالتزامات والضغوط تشكل تحديا امام الجهاز الإداري للدولةبسبب  ندرة الموارد ، وسعيها لتحقيق أكبر إشباع ممكن للحاجات الجماعية ، بالإضافة إلي سعيها إلي توفير المناخ المعضد للاستثمار والتنمية الاقتصادية بإنشاء الطرق السريعة ، والقضاء من مشكلة العشوائيات ، واستخدام اساليب الحكومة الإلكترونية ، وتأسيس مشروعات القومية لتوفير الطاقة وغيرها من متطلبات التنمية الاقتصادية

وأعتقد انه اصبح من الضروري إعطاء مزيد من الاهتمام بعمليات التخطيط في إدارة هذا الجهاز باعتباره أحدي أهم العمليات الإدارية، مع مراعاة  التكامل مع باقي العمليات الإدارية من تنظيم وتوجيه ورقابة  ، فمن المسلم به ان التخطيط في الجهاز الإداري للدولة يساعد علي توجيه موارد الدولة لإشباع أكبر قدر من الحاجات العامة وفق اولويات مدروسة  من جانب ، والعمل على حسن استخدامها يشكل امثل من جانب أخر و فيما يلي أهم ما يحققه التخطيط من مزايا :

<!--يساعد على دراسة الاحتياجات وتحديد الأوليات من الخدمات العامة ، ويمكن من مراعاة عدالة توزيع الخدمات العامة  بين فئات المجتمع والمناطق المختلفة.

<!--يضمن ترشيد  النفقات العامة ، ويساعد على تحقيق الاستثمار الأفضل للموارد المادية والبشرية.

<!--يساعد على تحديد الأهداف كما وكيفا والزمن المحدد للوصول إليها مما يسهل توحيد جهود تنفيذها ، وتوفير الموارد والإمكانات المادية والبشرية اللازمة للتنفيذ ومن ثم لا يتعثر تنفيذ المشروعات العامة .

<!--والتخطيط وحسن التنظيم يضمن التنسيق بين جميع الأعمال على أسس من التعاون والانسجام بين الأفراد بعضهم البعض وبين الإدارات المختلفة ما يحول دون حدوث التضارب أو التعارض عند القيام بتنفيذ هذه الأعمال

<!--أيضا يعتبر وسيلة فعالة في تحقيق الرقابة الداخلية والخارجية على مدى تنفيذ الأهداف.

<!--وأخيرا من خلال التخطيط يمكن التنبؤ بالمتغيرات المتوقع حدوثها في الفترة الزمنية القادمة والاستعداد لها ،

ونخلص مما سبق أنه من خلال التخطيط يتحديد الطريق التي تسلكه المنظمة في المستقبل . فبدونه تصبح القرارات عشوائية.  إن العمل بدون خطة يصبح ضربًا من العبث وضياع الوقت سدى، إذ تعم الفوضى والارتجالية ويصبح الوصول إلى الهدف بعيد المنال.

ولا ننكر ان وزارة التخطيط في مصر تولي اهتمام كبير بالتخطيط الإستراتيجي ، إلا اننا نأمل ان تولي كل من أجهزة الدولة والوزارات  المختلفة مزبد من الاهتمام بالتخطيط العلمي السليم والاستعانة بالخبراء في هذا المجال حيث يلاحظ انه مازالت هناكمشروعات عديدة  أعلن عن إقامتها لكنها لم تر النور بعد اوتعثر الإنتهاء منها ، بسبب ضعف الإهتمام بالتخطيط وإرتباطها بشخص الوزير .  

ولا حاجة للقول ان هناك عدة انواع التخطيط يتم الاعتماد عليه في إدارة أجهزة الدولة سوف نتناولها إن شاء لله  بالعرض والتوضيح في مقالات أخري . 

المصدر: د. محمد ماهر الصواف : مقدمة في الإدارة، مدينة الثقافة والعلوم ، مدينة 6 أكتوبر، 2015
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 737 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2019 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

818,408

ابحث