يرضى الله عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )
الذين آمنوا وعملوا الصالحات: الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير الخليقة الذين يؤمنون بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والبعث والنشور، والميزان، والجنة والنار. إيمان يقرُّ في قلوبهم وتنطق به ألسنتهم ويصدقه العمل بأبدانهم؛ فيشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا شهر رمضان، ويحجُّوا بيت الله الحرام إن استطاعوا إليه سبيلًا.
وهم ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ) ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ ) ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ )
الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون، وإذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُمَّا وعميانًا، ويخشعون في صلاتهم ويبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، ويعرضون عن اللغو وإذا مروا به مروا كرامًا، ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، ويحفظون فروجهم فلا يزنون، ويراعون أماناتهم وعهدهم، ولا يشهدون الزور، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات.
هؤلاء هم المؤمنون حقًا؛ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) ،
جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات خالدين فيها أبدًا، ويرضى الله عنهم وهو مقام أعلى مما يؤتون من النعيم المقيم، وهذا الجزاء لا يكون إلا لمن خشي الله – تبارك وتعالى – واتقاه حتى تقواه وعبده كأنه يراه وعلم أنه إن لم يره فإنه يراه.
( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
-------------------------------
مايحبه الله