بسم الله الرحمن الرحيم

تأملات في سورة الأحزاب (1)

من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ}


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فسيكون الحديث عن صدر سورة الأحزاب، وذلك من خلال الآيات التسع في أولها، وهذه الآيات التسع وإن لم تكن تتصل اتصالاً مباشراً بما بعدها وهو مما يتعلق بموضوعنا الذي من أجله تحدثنا عن هذه السورة، وذلك في قوله -جل جلاله-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا} [سورة الأحزاب:9]، لكن رأيت أن الحديث عن أولها يُحتاج إليه في موضوعنا هذا.

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا * مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة الأحزاب:1-5].

هذه السورة من السور النازلة في المدينة باتفاق أهل العلم، وكان نزولها بعد سورة الأنفال وقبل سورة المائدة، رقمها في النزول بما ذكره بعض أهل العلم يبلغ التسعين، وهذه الآيات التي صدّرها الله -عز وجل- في أولها تأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وتخاطبه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}، وقد تنوع ذلك وتعدد هذا الخطاب في هذه السورة في مواضع مختلفة، فهذه السورة تتحدث عن جملة من القضايا والموضوعات، ومن هذه الموضوعات ما أشارت إليه هذه الآية وغيرها من الآيات من الأمر بطاعة الله -عز وجل- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والنهي عن طاعة غيره.

والأمر الثاني: تضمنت إبطال ما كان عليه الناس في الجاهلية، وفي أول الإسلام مما يتصل بالتبني والظهار، والثالث: وهو ما يتعلق بوقعة الأحزاب وما يتصل بها مما وقع مع بني قريظة، ثم بعد ذلك ما نتج عن ذلك مما حصل للمسلمين من الغنائم التي أفاءها الله -جل جلاله- عليهم من اليهود، فطلب أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- التوسعة في النفقة، وجاء الخطاب إلى أمهات المؤمنين، كما تضمنت هذه السورة أيضاً بيان جملة من حقوق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما يختص به من الأحكام، وفي السورة أيضاً حديث عن المنافقين ومخازيهم ومواقفهم، وما توعدهم الله -تبارك وتعالى- به، وهكذا أيضاً تضمنت هذه السورة ما توعد الله به الكافرين، وما ينتظرهم من العذاب الأليم، وهذا ظاهر في آخرها.

http://www.khaledalsabt.com/cnt/slasel/1480


ـــــــــــــــــــــــــ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 31 يناير 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,534

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.