تدور على ألسنة بعض الناس -وخاصة العوام منهم- في مناسبات معينة، جملة من الأقوال والأحاديث، تُذْكَر على أنها أحاديث نبوية صحيحة، وذلك كفضل قراءة بعض سور القرآن الكريم، أو قراءة أذكار معينة في أوقات محددة، أو فضل صيام بعض الشهور والأيام، ونحو ذلك.
ونحن في هذه الزاوية نقف عند بعض هذه الأقوال؛ لنبيِّن مدى صحتها، محاولين نقل أقوال أهل العلم في الحكم على تلك الأحاديث. مع الإشارة إلى أن مجال حديثنا مقتصرٌ على الأقوال المشتهرة على ألسنة الناس، والمتعلقة بصيام شهر رمضان المبارك، سواء ما كان منها ضعيفاً أو موضوعاً.
فمن ذلك حديث: (صوموا تصحوا)، وهو حديث ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، وقد ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (يوم صومكم يوم نحركم)، وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.
ومنها حديث: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناس! قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) رواه البيهقي، وضعفه الألباني في "المشكاة"، وقال في "السلسلة الضعيفة" و"ضعيف الترغيب والترهيب": منكر.
ومنها حديث: (خمس يفطِّرن الصائم، وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة)، وهو حديث ضعيف، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديثُ كَذِبٍ، واقتصر الشيخ السبكي على تضعيفه.
ومنها حديث (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، إن الجنة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول)،والحديث طويل. قال المنذري: في "الترغيب": "ولوائح الوضع ظاهرة على هذا الحديث". وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر أن ابن خزيمة أخرج هذا الحديث في "صحيحه" قال: "وكأنه تساهل فيه؛ لكونه من الرغائب".
ومنها حديث: (لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر) رواه أحمد. والحديث منكر كما قال الشيخ الألباني، والصحيح من ذلك حديث:(لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الإفطار) رواه الإمام أحمد أيضاً.
ومنها حديث: (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار) أشار ابن خزيمة إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إنه حديث منكر.
ومنها حديث: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى، ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)، رواه الإمام أحمد في "المسند". قالوا محققو "المسند": إسناده ضعيف جداً، وبعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه.
ومنها حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)، ضعّفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (يستقبلكم وتستقبلون) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وحيٌ نزل؟ قال (لا) قال: عدوٌ حضر؟ قال: (لا) قال: فماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة)، قال عنه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب": منكر.
ومنها حديث: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشيّ) ضعّفه الألباني في "السلسلة الضعيفة".
ومنها حديث: (إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبّت ريحٌ من تحت العرش، فصفّقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم، وتقرّ أعينهم بنا، فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زُوّج زوجةً من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: {حور مقصورات في الخيام} (الرحمن:72) على كل امرأةٍ سبعون حُلّة، ليس منها حلّة على لون الأخرى، تُعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لونٌ على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفةٍ من ذهب، فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، ويُعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحٍ بالدرّ، عليه سواران من ذهب. هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات) ذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة".
ومنها حديث: (شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر) ضعّفه الألباني في "السلسلة الضعيفة".
ومنها حديث: (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)، أشار ابن القيم إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إسناد هذا الحديث ضعيف. ويغني عنه حديث: (ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي في "السنن الكبرى"، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"، وقال: إسناده حسن.
ومنها حديث: (لا تقولوا: رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان)، وهو حديث موضوع.
ومنها حديث: (إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له) وهذا الحديث لا يصح، كما قال نقَّاد الحديث.
ومنها حديث: (كان إذا دخل رمضان شد مئزره، ثم لم يأتِ فراشه حتى ينسلخ)، ضعَّفه الألباني بهذا اللفظ، قال: والشطر الأول منه صحيح بلفظ:(كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليلة، وأيقظ أهله)، قال: وهو في "الصحيحين".
ومنها حديث: (صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (انبسطوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله)، وهو حديث ضعيف، كما قال الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يقبل منه حتى يصومه)، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
وقريب منه قولهم: (من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه)، الحديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة".
ومنها حديث: (من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة، ولا مرض، لم يقضِ عنه صوم الدهر كله وإن صامه) ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الترمذي".
ومنها حديث: (من اعتكف عشراً في رمضان كان كحجتين وعمرتين)، وهو حديث موضوع، ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة"، و"ضعيف الترغيب والترهيب"، و"ضعيف الجامع الصغير". ويغني عنه ما ورد في "الصحيح" من فضل الاعتكاف في رمضان وخاصة العشر الأواخر منه.
ومنها حديث: (كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر)، وهو حديث موضوع كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة، وهو خلاف حديث عائشة رضي الله عنها في "الصحيحين": (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة).
ومنها حديث: (الصائم بعد رمضان كالكارِّ بعد الفارِّ) ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (الصائم في عبادة، ما لم يغتب). أخرجه ابن عدي في "الكامل"، فيه راو قال عنه أبو حاتم: مجهول، وكذبه الدار قطني، وضعفه ابن حجر، ورجح الدار قطني أنه من قول بعضهم، وليس بمرفوع.
ومنها حديث: (أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال: يا رسول الله! إن هاهنا امرأتين قد صامتا، وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش، فأعرض عنه، أو سكت، ثم عاد، وأراه قال: بالهاجرة، قال: يا نبي الله! إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا: قال: (ادعهما) قال: فجاءتا، قال: فجيء بقدح أو عس، فقال لإحداهما: (قيئي) فقاءت قيحاً، أو دماً، وصديداً، ولحماً، حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأخرى: (قيئي) فقاءت من قيح، ودم، وصديد، ولحم عبيط، وغيره، حتى ملأت القدح، ثم قال: (إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا يأكلان لحوم الناس)، رواه أحمد، وسنده ضعيف؛ لوجود راو فيه لم يُسمَّ. والصحيح أن الغيبة -مع تحريمها المجمع عليه- لا تفطر الصائم.
ومنها حديث: (الصائم في عبادة، وإن كان راقداً على فراشه)، رواه الديلمي، وفي إسناده مجاهيل.
ومنها حديث: (رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواهما من البلدان)، رواه الطبراني، في سنده راو له مناكير.
ومنها حديث: (من أفطر يوماً في شهر رمضان في الحضر، فليُهدِ بدنة، فإن لم يجد، فليُطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين)، أخرجه الدار قطني، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وأقره السيوطي في "اللآلئ"، وقال الذهبي: هذا حديث باطل.
ومنها حديث: (أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإثمد المـُرَوَّح عند النوم، وقال: (ليتقه الصائم)، أخرجه أبو داود، وقال: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر. وأخرجه الدارمي، والبيهقي بلفظ (لا تكتحل بالنهار، وأنت صائم، اكتحل ليلاً).
ومنها حديث: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)، قال ابن حجر: "وسنده مركب...والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو، وأبو بكر النقاش، من رجال الإسناد: متهم بالكذب.
ومنها حديث: (إن الله تعالى أوحى إلى الحفظة أن لا يكتبوا على صوَّام عبيدي بعد العصر سيئة)، رواه الخطيب البغدادي من حديث أنس، ولا يصح؛ فيه إبراهيم بن عبد الله المـُخَرِّمي الدقاق، قال الدار قطني: له أحاديث باطلة، هذا منها. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".
ومنها حديث: (إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة)، رواه ابن حبان في "المجروحين"، وابن عدي في "الكامل"، والدار قطني في "الأفراد"، وفي إسناده أبو خالد القرشي عبد العزيز بن أبان، وهو متروك الحديث. قال أبو أحمد الحاكم: "هذا حديث منكر يشبه بالموضوع، وأورده ابن الجوزي، وغيره في "الموضوعات".
والأقوال المتناقَلة والمتداولة بين الناس من هذا القبيل كثيرة، فعلى المسلم أن يكون على بيِّنة من أمرها، وأن يربأ بنفسه أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً لم يصح عنه، وقد ثبت في الحديث المتواتر قوله صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم.
ومن طريف ما يُروى في هذا الصدد، أن أحد الوضاعين للحديث سُئل لماذا يضع الحديث، ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب معتذراً: أنا لا أكذب عليه، وإنما أكذب له! ولا يغيب عنك أخي الكريم أن شرع الله لا يُتلقى من أفواه الناس كيفما جاء وكيفما تيسَّر، وإنما هناك طرق وسبل لا بد للمسلم أن يسلكها ليصل إلى الحق والصواب، وليسير على هدى وبينة من أمره. وفقنا الله وإياك لصالح العمل، وللعمل الصالح.
ونحن في هذه الزاوية نقف عند بعض هذه الأقوال؛ لنبيِّن مدى صحتها، محاولين نقل أقوال أهل العلم في الحكم على تلك الأحاديث. مع الإشارة إلى أن مجال حديثنا مقتصرٌ على الأقوال المشتهرة على ألسنة الناس، والمتعلقة بصيام شهر رمضان المبارك، سواء ما كان منها ضعيفاً أو موضوعاً.
فمن ذلك حديث: (صوموا تصحوا)، وهو حديث ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، وقد ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (يوم صومكم يوم نحركم)، وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.
ومنها حديث: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: يا أيها الناس! قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله تعالى صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) رواه البيهقي، وضعفه الألباني في "المشكاة"، وقال في "السلسلة الضعيفة" و"ضعيف الترغيب والترهيب": منكر.
ومنها حديث: (خمس يفطِّرن الصائم، وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة)، وهو حديث ضعيف، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديثُ كَذِبٍ، واقتصر الشيخ السبكي على تضعيفه.
ومنها حديث (لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان، إن الجنة لتزيّن لرمضان من رأس الحول إلى الحول)،والحديث طويل. قال المنذري: في "الترغيب": "ولوائح الوضع ظاهرة على هذا الحديث". وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر أن ابن خزيمة أخرج هذا الحديث في "صحيحه" قال: "وكأنه تساهل فيه؛ لكونه من الرغائب".
ومنها حديث: (لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر) رواه أحمد. والحديث منكر كما قال الشيخ الألباني، والصحيح من ذلك حديث:(لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الإفطار) رواه الإمام أحمد أيضاً.
ومنها حديث: (أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار) أشار ابن خزيمة إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إنه حديث منكر.
ومنها حديث: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان، لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى، ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)، رواه الإمام أحمد في "المسند". قالوا محققو "المسند": إسناده ضعيف جداً، وبعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه.
ومنها حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)، ضعّفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (يستقبلكم وتستقبلون) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وحيٌ نزل؟ قال (لا) قال: عدوٌ حضر؟ قال: (لا) قال: فماذا؟ قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة)، قال عنه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب": منكر.
ومنها حديث: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشيّ) ضعّفه الألباني في "السلسلة الضعيفة".
ومنها حديث: (إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبّت ريحٌ من تحت العرش، فصفّقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرُّ أعيننا بهم، وتقرّ أعينهم بنا، فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زُوّج زوجةً من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله: {حور مقصورات في الخيام} (الرحمن:72) على كل امرأةٍ سبعون حُلّة، ليس منها حلّة على لون الأخرى، تُعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لونٌ على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفةٍ من ذهب، فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، ويُعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشحٍ بالدرّ، عليه سواران من ذهب. هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات) ذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة".
ومنها حديث: (شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وشعبان المطهر، ورمضان المكفر) ضعّفه الألباني في "السلسلة الضعيفة".
ومنها حديث: (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)، أشار ابن القيم إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إسناد هذا الحديث ضعيف. ويغني عنه حديث: (ثلاث دعوات لا تُرَدُّ: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي في "السنن الكبرى"، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"، وقال: إسناده حسن.
ومنها حديث: (لا تقولوا: رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان)، وهو حديث موضوع.
ومنها حديث: (إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له) وهذا الحديث لا يصح، كما قال نقَّاد الحديث.
ومنها حديث: (كان إذا دخل رمضان شد مئزره، ثم لم يأتِ فراشه حتى ينسلخ)، ضعَّفه الألباني بهذا اللفظ، قال: والشطر الأول منه صحيح بلفظ:(كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليلة، وأيقظ أهله)، قال: وهو في "الصحيحين".
ومنها حديث: (صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (انبسطوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله)، وهو حديث ضعيف، كما قال الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)، وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يقبل منه حتى يصومه)، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
وقريب منه قولهم: (من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه)، الحديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة".
ومنها حديث: (من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة، ولا مرض، لم يقضِ عنه صوم الدهر كله وإن صامه) ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الترمذي".
ومنها حديث: (من اعتكف عشراً في رمضان كان كحجتين وعمرتين)، وهو حديث موضوع، ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة"، و"ضعيف الترغيب والترهيب"، و"ضعيف الجامع الصغير". ويغني عنه ما ورد في "الصحيح" من فضل الاعتكاف في رمضان وخاصة العشر الأواخر منه.
ومنها حديث: (كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر)، وهو حديث موضوع كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة، وهو خلاف حديث عائشة رضي الله عنها في "الصحيحين": (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة).
ومنها حديث: (الصائم بعد رمضان كالكارِّ بعد الفارِّ) ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
ومنها حديث: (الصائم في عبادة، ما لم يغتب). أخرجه ابن عدي في "الكامل"، فيه راو قال عنه أبو حاتم: مجهول، وكذبه الدار قطني، وضعفه ابن حجر، ورجح الدار قطني أنه من قول بعضهم، وليس بمرفوع.
ومنها حديث: (رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواهما من البلدان)، رواه الطبراني، في سنده راو له مناكير.
ومنها حديث: (من أفطر يوماً في شهر رمضان في الحضر، فليُهدِ بدنة، فإن لم يجد، فليُطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين)، أخرجه الدار قطني، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، وأقره السيوطي في "اللآلئ"، وقال الذهبي: هذا حديث باطل.
ومنها حديث: (أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإثمد المـُرَوَّح عند النوم، وقال: (ليتقه الصائم)، أخرجه أبو داود، وقال: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر. وأخرجه الدارمي، والبيهقي بلفظ (لا تكتحل بالنهار، وأنت صائم، اكتحل ليلاً).
ومنها حديث: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)، قال ابن حجر: "وسنده مركب...والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو، وأبو بكر النقاش، من رجال الإسناد: متهم بالكذب.
ومنها حديث: (إن الله تعالى أوحى إلى الحفظة أن لا يكتبوا على صوَّام عبيدي بعد العصر سيئة)، رواه الخطيب البغدادي من حديث أنس، ولا يصح؛ فيه إبراهيم بن عبد الله المـُخَرِّمي الدقاق، قال الدار قطني: له أحاديث باطلة، هذا منها. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات".
ومنها حديث: (إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة)، رواه ابن حبان في "المجروحين"، وابن عدي في "الكامل"، والدار قطني في "الأفراد"، وفي إسناده أبو خالد القرشي عبد العزيز بن أبان، وهو متروك الحديث. قال أبو أحمد الحاكم: "هذا حديث منكر يشبه بالموضوع، وأورده ابن الجوزي، وغيره في "الموضوعات".
والأقوال المتناقَلة والمتداولة بين الناس من هذا القبيل كثيرة، فعلى المسلم أن يكون على بيِّنة من أمرها، وأن يربأ بنفسه أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً لم يصح عنه، وقد ثبت في الحديث المتواتر قوله صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليَّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم.
ومن طريف ما يُروى في هذا الصدد، أن أحد الوضاعين للحديث سُئل لماذا يضع الحديث، ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب معتذراً: أنا لا أكذب عليه، وإنما أكذب له! ولا يغيب عنك أخي الكريم أن شرع الله لا يُتلقى من أفواه الناس كيفما جاء وكيفما تيسَّر، وإنما هناك طرق وسبل لا بد للمسلم أن يسلكها ليصل إلى الحق والصواب، وليسير على هدى وبينة من أمره. وفقنا الله وإياك لصالح العمل، وللعمل الصالح.