حبوب خطرة تنتشر بين الحالمين بالنجاح


بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بعض السلبيات التي قد تكون عواقبها وخيمة وان صح التعبير فإنها تؤدي إلى الهلاك أحيانا , هذه السلبيات المميتة ارتبطت ارتباطا وثيقا بأيام الامتحانات وانتشرت بين صفوف الطلاب في المراحل الدراسية كافة وخصوصا في المرحلة فوق المتوسطة حيث رسخ في ذهن العديد من الطلاب أن استخدام الحبوب المخدرة قد يساعد على الاستذكار وان هذه الحبوب أيضا تقلل النوم والحاجة إليه مما يوفر وقتا اضافيا للمذاكرة.


ومن هذه الحبوب "الكبتاجون" وحبوب "الأمفيتامين" لا نعلم عن مدى انتشارها بين الطلاب في أوقات الامتحانات ولا نعلم ما هي النسبة الموجودة حاليا من الطلاب الذين يستخدمونها ولكن نعلم بأن هناك مسببات ودوافع عديدة تدفع هؤلاء الطلاب إلى استخدامها والاعتماد عليها والتي نحن بصدد تشخيصها وتسليط الضوء عليها.


ونعلم أيضا بأن مروجي المخدرات الذين يحاولون بث السموم بين أبنائنا وطلابنا يستغلون هذه الدوافع وبخاصة حينما تنشط في مثل هذه الأيام ويعتبرون هذا الموسم موسما حافلا بنفاد الكميات الموجودة لديهم.


وايمانا منا بخطورة هذه الحبوب المخدرة وقناعتنا بسهولة انتشارها بين طلاب المدارس والجامعات بسبب عامل التأثير الشخصي والوجود اليومي "قامت" "الرياض" بالتقاء أصحاب الاختصاص وبعض المهتمين في هذه القضايا وذلك بمعزل عن الطرف الآخر المتضرر وهم الطلاب وشباب المجتمع عموما .. حيث التقينا في البداية سعادة اللواء سلطان الحارثي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حيث تحدث قائلا :


أصبحت مشكلة المخدرات من أخطر المشكلات البشرية التي تواجهها كافة دول العالم, ولم تعد ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب من الظواهر الاجتماعية التي يمكن الحديث عنها بالوسائل والأساليب العلمية فقط وإنما أصبحت خطورتها تحتاج إلى أكثر من ذلك, مع قدر عال من الوعي بها.. ومما يزيد من خطورة هذا الداء الوبيل هو أنها ترتبط بمشاكل أخرى عديدة مثل انتشار الخمول وانتشار الجريمة والزنى واللواط وجميع الممارسات الجنسية من الاعتداء على المحارم وما يصحب ذلك من تفكك عرى المجتمع وتهدم كيان الأسرة وتجلب موجات القلق والكآبة والانتحار.


وهذا ما نراه يحدث للأسف في بعض دول العالم التي تخضع لأنظمتها الوضعية والقانونية التي تنتشر فيها تلك السموم.. والمملكة ولله الحمد تعتبر من أقل دول العالم تضررا من هذه المشكلة وذلك لتمسك مجتمعها بالعقيدة الإسلامية الحث على الفضيلة ونبذ الرذيلة إلا أن هناك للأسف بعض الشباب الذين يقعون فريسة الداء لعدة أسباب منها:


التقليد الأعمى ومصاحبة أصدقاء السوء, وكذلك الهروب من المشاكل والواقع الذي يعيشه "الفشل" وأيضا حب الاستطلاع والتجربة والرغبة في زيادة السهر أو العمل اضافة إلى المشاكل الأسرية والسفر إلى بعض البلدان الموبوءة وضعف الوازع الديني والثقافي ولا ننسى تهاون الآباء في رعاية الأبناء وتربيتهم تربية إسلامية اضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات غير محرمة شرعا وقد ذكرت أن أحد أسباب تعاطي المخدرات ومنها حبوب "الامفيتامين" أو "الكبتاجون" رغبة الشباب أو الطلاب إلى زيادة السهر بهدف الاستذكار وجمع أكبر قدر من المعلومات لدخول الاختبار.


وقد أثبتت عدة دراسات علمية أعدت بهذا الشأن وأكدت إلى أن تعاطي حبوب الكبتاجون أو الحبوب المسهرة, تؤثر تأثيرا سلبيا على الجهاز العصبي المركزي وتسبب الاضطراب النفسي وتؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية, كما تسبب أمراضا سرطانية في اللثة والفم.


كما أكدت تلك الدراسات بأن الطالب حينما يحاول الدراسة والاستذكار في الليل فإنه يفاجأ عند الامتحان بالنسيان وذهاب ما استذكره في الليلة السابقة وتداخل وتضارب المعلومات, ومن هنا يتضح ان اضرار هذه المادة المنشطة بالغة على صحة وعقل وجسم المتعاطي, ولا تفيده بشيء.


ونحن ننبه أبناءنا الطلاب للابتعاد عنها ونؤكد بأن مروجي المخدرات هدفهم الأساس هو تدمير صحة الإنسان ولا شيء غيرها ونحن لهم بالمرصاد.


وفي مثل هذه الأوقات تقوم أجهزة مكافحة المخدرات بتكثيف حملتها لضبط كل من تسول له نفسه بترويج أو تعاطي المخدرات, وهي تعمل ليل نهار على مكافحة ومحاربة هذه السموم المخدرة ونناشد الجميع بالتعاون مع أجهزة المكافحة والإبلاغ عن أي حالة اشتباه لنقوم بدورنا في القبض على أولئك المفسدين وتقديمهم لتنفيذ الأحكام الشرعية فيهم.


أبرز الدوافع


ومن جهة أخرى تحدث الدكتور عبدالرزاق الحمد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن أبرز الدوافع التي يمكن من خلالها أن يلجأ الطلاب إلى استخدام المخدرات في أوقات الامتحانات دون النظر إلى خطورتها قائلا :


تتركز أهم الدوافع لاستخدام حبوب الكبتاجون" أو الامفيتامينات في ليالي الامتحانات وايامها فيما يلي:


الحاجة إلى الوقت وبالتالي فإن هذه الحبوب تقلل النوم والحاجة إليه مما يوفر وقتا اضافيا يمكن الطالب من استثماره في الدراسة واستيعاب المناهج التي لم يتمكن الطالب من انهائها في الوقت المحدد.


وأيضا الحاجة إلى التركيز وزيادة الفهم أثناء الدراسة والوهم القائم بأن هذه الحبوب تزيد القدرة على التركيز والتحصيل, وكذلك الحاجة إلى النشاط ودفع الشعور بالكسل الذي لا يساعد على التركيز ومواصلة الدراسة.


لقد ارتبط عند الطلاب استخدام هذه الحبوب مع الامتحانات للدوافع السابقة وذلك في ما أرى للأسباب التالية:


1 تعود الطلبة والطالبات على الفوضى في حياتهم وذلك لفقدان التنظيم في الأسرة أو لفقدان التنظيم عند الطالب أو الطالبة وذلك لأننا لا نهتم ببناء صفة حب النظام والترتيب في البرنامج اليومي والحفاظ على الالتزام بجدول زمني للأمور مثل النوم والدراسة واللعب أو الترفيه والواجبات الأسرية والاجتماعية وهكذا.


والطالب أو الطالبة الذي ينشأ في أسرة تختلط فيها الأمور فلا حدود للنوم ولا مانع من الترفيه في أي وقت والزيارات الأسرية تتم بشكل عشوائي وهكذا مما يغرس في الأبناء الفوضى وبالتالي لا يستطيعون استغلال وقتهم بشكل جيد ولا استثمار الوقت وتوزيعه بين أمور الحياة وواجباتها وترتيب الأولويات في ذلك مما يضيع الوقت ويوجد التسويف والتأخير والتأجيل للواجبات ولمتابعة المنهج فيضطر الطالب أن يبحث عن وقت لاستيعاب المنهج


فيلجأ لهذه الحبوب.


2 تعود الطالب او الطالبة على عدم احترام الوقت وذلك بانعدام التربية على الشعور بالمسؤولية والشعور بقيمة الحياة واهمية وضرورة وجود اهداف وغايات سامية جادة في الحياة وان الحياة هي الوقت فعلينا ان نستغله استغلالا ايجابيا والملاحظ ان الطالب يتعود على ان الحياة عبث ولهو ولا يدري حتى لماذا يدرس في كثير من الاحيان واما تعويد الطفل والمراهق على حب العلم والقراءة وتثقيف النفس والبحث عن الجديد وبناء تكوين شخصية ذات اهداف ومبادىء وثقافة لها غايات عملية جادة فهو الذي يبني افرادا يحبون العمل ويجدون في التنافس والبذل وبالتالي يستثمرون وقتهم وحياتهم دائما في ايام الدراسة وفي ايام الاجازات بكل مفيد حتى أثناء الترفيه المنظم والمفيد.


3 ضعف اهتمام الاسرة بغرس الطريقة الصحيحة للدراسة وهي طريقة المتابعة المستمرة والدائبة منذ بداية العام بمتابعة الواجبات والدروس اولا باول وان لا يكون الاهتمام فقط في ايام الامتحانات.


4 ضعف دور الاسرة في متابعة الطالبة او الطالب في علاقاتهم مع اصدقائهم وان لا يتورطوا في علاقات قريبة من استغلال المروجين لابنائنا واما الاهمال فهو سبيل الوصول اليهم والى قرائنهم من زملاء ابنائنا.وسائل المساعدة


وحول اهم الوسائل المساعدة على عدم استخدام المخدرات ذكر الدكتور عبدالرزاق قائلا: يأتي ضمن اهم هذه الوسائل ما يلي:


1 تعليم الطلاب والطالبات الطريقة الصحيحة السليمة في المذاكرة والدراسة.


2 تعليم الطلاب والطالبات قيمة الوقت والجدية في اخذ الحياة وحب الطموح والتنافس في العلم والابداع والعمل.


3 متابعة الطلاب من بداية العام مع المدرسة والمدرس والمشرفين ودفعهم للجد حتى لا يحتاجوا لهذه الحبوب.


4 الوعي باضرار هذه الحبوب وغيرها من المخدرات وتثقيف الطلاب بهذه الاضرار باستمرار في وسائل الاعلام والمدارس حتى لا يكونوا سذجا يقعون فريسة سائغة للمروجين لها.


5 فتح الباب لطلابنا بان يبادروا بمعالجة انفسهم والابلاغ عن كل من يتعاطاها للمدرس وادارات المدارس حتى يتم حصارها وكبح المروجين وعلاج الضحايا المتأثرين.


ونصيحتي لكل من وقع تحت خداع المروجين واستخدام هذه الحبوب ان يعلم الحقيقة التالية:


1 ان هذه الحبوب تعمل على تفريغ الخلايا من مخزونها من مواد معينة في خلايا المخ وبالتالي تعمل على اجهاد خلايا المخ اجهادا كبيرا فهي صحيح انها تقلل النوم ولكنها ولا شك ابدا تقلل التركيز والقدرة على الانتباه في الاشياء الدقيقة وتجهد المخ.


2 هذه الحبوب تزيد في النشاط الذهني بابعاد النوم ولكنها تؤدي الى ضعف واجهاد جسدي كبير بعد استخدامها مما ينهك العضلات ويضعفها ولذا فان كثيرا ممن يستخدمونها يعرفون هذه الحقيقة فيأخذون بعدها الحبوب المنومة كالباريتورات التي تنوم الفرد ولفترات طويلة حتى يستعيد نشاطه الجسمي.


3 هذه الحبوب تحدث الذهان العقلي والذي يتسم بصورة من الاعراض تشبه اعراض انفصام العقل كالهلاوس والشعور بالاحباط وكم من طالب او شاب استخدمها وجاء مكبلا للعيادات النفسية او مكرها من قبل اسرته او مطاردا من الشرطة بسبب هذه الحالة حين فضحته امام اهله فاضطرب واختل تصرفه فاخطر اهله على السعي لعلاجه.


4 هذه الحبوب تعرف عند كل الاطباء اليوم بانها من اهم اسباب الاكتئاب والحزن المزمن والذي يقاوم العلاج ولا يستجيب للمعالجة بشكل جيد ويؤدي في احيان كثيرة الى الانتحار او الى ما يعرف باضطراب فقد الدوافع حتى يكون الفرد متبلدا لا اهتمام عنده ولا دوافع ولا حماس للحياة ولا لشيء فيها.


ولذا فان شبابنا لابد ان يعوا الحقيقة التي ارجو ان تكون دافعا لهم للبعد عن هذه السموم ومحاربتها والتعاون جميعا لبناء مجتمع نظيف من كل اسباب الانحراف والفساد والمرض.


"الرياض" لم تقف عند هذا الحد وذلك لخطورة هذا الموضوع ومخافة انتشار هذه السموم بين طلابنا وطالباتنا فالتقت بالدكتور فهد الربيعة استاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض للوقوف على هذه المشكلة حيث ذكر قائلا: يتعرض معظم الطلاب وقت الاختبارات لحالة من القلق والذي يعرف بقلق الاختبار ويعرف القلق بانه حالة من التوتر الشامل والمستمر والمصحوب بخوف من فقدان شيء او توقع تهديد او خطر فعلي يمس كيان الفرد وللتعامل مع حالة القلق هذه فان الفرد قد يلجأ الى طرق تكيفية صحيحة او الى طرق غير تكيفية وخاطئة.


من الطرق غير التكيفية والخاطئة والتي قد يلجأ اليها الطالب للتعامل مع حالة القلق هذه استعمال بعض المنبهات والتي قد تدخل ضمن ما يسمى بالامفيتاميتات والامفيتاميتات وهي مجموعة من المركبات المنشطة التي يؤدي استخدامها الى اثارة مراكز الجهاز العصبي المركزي.


اساءة الاستعمال


ولقد اساء بعض الناس استعمال الامفيتامين حيث انتشر بين سائقي سيارات النقل الذين كانوا يستعملونه بهدف السهر والتغلب على النوم كما انتشر استعماله بين طلاب المدارس والجامعات كذلك انتشر استعماله في مجال الرياضة وخاصة بين لاعبي كرة القدم وكرة السلة والقفز العالي وركوب الدراجات والرماية والسباحة والجري وفي الستينات منعت عصابات المخدرات مركب الميتامفيتامين (الماكستون) حيث اصبح المنشط الذي يفضله الكثير من المدمنين ويستعملونه عن طريق الحقن في الوريد.الآثار الجسمانية والنفسية


وحول الآثار الجسمانية والنفسية والتي تسببها هذه السموم اوضح الدكتور فهد قائلا: قد تسبب هذه السموم بعض الاضطرابات الجسمانية والتي منها ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وارتفاع حرارة الجسم وآلام في الصدر وصداع وآلام في العضلات وآلام الشرايين والفشل الكلوي وتدمير الاوعية الدموية واسنداد في الاوعية الدموية للمخ ونزيف في المخ قد يؤدي الى الوفاة.


ومن الآثار النفسية لهذه السموم القلق الشديد والخوف او بعض الاضطرابات القلبية الشديدة مثل الهذاء والفصام بحيث تسيطر على الفرد هلاوس وهذاءات واضطراب في التفكير ويصبح الفرد علي غير اتصال بالواقع كذلك ينتج عن هذه المواد آثار كثيرة مثل قلة النوم وقلة شهية الفرد للأكل والعدوان وفقدان الرغبة الجنسية.الدوافع لهذا للاستعمال


اما ما يتعلق بالدوافع والتي تدفع الطالب او الطالبة الى هذا الداء الخطير ذكر الدكتور فهد قائلا: الدوافع التي تدفع الفرد الى تعاطي هذه المواد يمكن اجمالها فيما يلي:


1 القلق والخوف الناتج عن الاختبار ورغبة الطالب في السهر من اجل المذاكرة واسترجاع دروسه.


2 حب التقليد والفضول فقد يرى الطالب زميله يتعاطى هذه المواد ويتأثر به مما يجعله يقوم بتقليده ومحاكاته.


3 المجاملات: اذا كان الطالب خجولا ومجاملا فانه يسهل التأثير عليه من قبل اصحاب السوء.


4 ضعف الشخصية حيث ان الطالب الذي تكون شخصيته ضعيفة من الممكن انه يقع في شراك الادمان على هذه المواد ومن ملامح الشخصية الضعيفة سهولة التأثير بالآخرين فالشخص ضعيف الشخصية لا يستطيع ان يقول "لا" فعندما يعرض عليه شخص ما هذه المواد يتقبلها دون نقاش فهذه الشخصية تتصف بالسلبية والخضوع والتبعية للآخرين.


سبل الوقاية


واستطرد الدكتور فهد قائلا هناك عدد من الطرق الوقائية التي يمكن ان يستخدمها الطالب للتصدي لتلك السموم منها على سبيل المثال:


1 توجيه الطالب التوجيه الصحيح لكي ينظم وقته بحيث يبدأ في المذاكرة منذ بداية الدراسة حتى لا تتراكم عليه الواجبات مما قد يضطره الى السهر طول الليل في المذاكرة واللجوء الى تلك السموم للتغلب على النوم وهذا الدور تقوم به الاسرة والمدرسة مستخدمين في ذلك اساليب التدعيم الايجابي للمحافظة على استمرارية السلوك الجيد.


2 التربية الدينية وذلك عن طريق تعميق جذور المبادىء الدينية القويمة والاخلاق الكريمة والصفات الحميدة في نفوس الطلاب وهذا الدور الوقائي يعتبر اهم واجبات الاسرة والمدرسة معا.


3 نشر الوعي باضرار السهر واستخدام تلك المواد بين طلاب المدارس والجامعات وذلك عن طريق وسائل الاعلام المختلفة.


4 اقامة ورش عمل يشارك فيها عدد من المتخصصين في علم النفس والطب النفسي عن الاضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية لتلك المواد وتقام هذه الورش في المدارس والجامعات قبل بداية الاختبارات

 

المصدر: منتديات أنوار طيبة - من قسم: منتدى الصحة و الطب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 437 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,371

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.