عملت «قهوجية» لسد حاجة بيتها بعد إهمال وضياع الزوج

أم تتجرع مرارة نتائج «المخدرات» التي فتكت بأسرتها الصغيرة

    في عالم المخدرات.. قصص ومآس.. وخلف الأبواب المغلقة.. مئات الأسرار والحكايات هنا يضيع الشرف وتهرق الكرامة في مستنقعات العار وهنا يقف الشيطان حاكماً بأمره.. من ملفات المخدرات نقرأ الدموع والحسرات.. ونقدم لكم سلسلة من القصص الواقعية من الملفات السوداء لضحايا المخدرات..

البداية

حلمت بالزواج بعد بلوغها سنه. وماهي إلا سنوات قليلة وتحقق ذلك الحلم الذي لم يطل..

ووسط أجواء الفرح ودعت (ن) منزل والدها، تاركة فيه أجمل ذكريات طفولتها الجميلة وتنظر بتفاؤل لمستقبلها القادم، دخلت منزلها الجديد ممسكة بيد "فارس احلامها" وطوق نجاتها من نكبات الدهر، تحيط بها الورود وتترنم على مسامعها عبارات الحب والحنان، تتوق من خلالها لتحقيق ما تطمح إليه وهو مواصلة دراستها التي تؤهلها للعمل لتساعد زوجها وتقف بجانبه ليكونا نموذجاً ناجحاً للأسرة الطموحة..

ومضت الأيام

وماهي إلا أيام لينكشف الستار ويظهر الوجه الحقيقي للزوج عندما رفض أول طلب لها وهو إكمال دراستها الجامعية، بحجة أنه قادر على تلبية ما تحتاجه وان لديه دخلاً شهرياً جيداً، لبت رغبته مطيعة له لتطوي صفحة ذلك الحلم، ولم يزدها ذلك احتراماً من زوجها الذي كان يترصد كل صغيرة وكبيرة تقدم عليها حتى في شؤون منزلها وتنظيفه وترتيب أثاثه، ومع مرور السنين المليئة بالمشاكل التي كانت تنظر إليها بأنها ملح الحياة الزوجية، رزقا من خلالها بولدين وبنت، وكان قدوم كل واحد منهم بصيص أمل لتنعم بحياة أكثر سعادة، إلا أن الزوج بحالة تطور سلبي، بدأ معه بالخروج عن المنزل وارتياد المقاهي لشرب الشيشة والسهر على لعب الورق (البلوت) توسلت إليه ليساعدها بتربية الأبناء وان هذه أمانة يجب الاهتمام بها ولكن دون جدوى، في ظل غياب الأب وإهماله أخذت الزوجة على عاتقها تربية أولادها ومتابعتهم حتى وصلوا سن الدراسة ليزداد العبء عليها بمتابعتهم دراسياً واستذكار دروسهم، والأب ليس له وجود إلا عندما يمد يده عليها ضارباً أو رافعاً صوته عليها موبخاً امام ابنائها ليخرج بعدها من المنزل ويتركها في حيرة من أمرها تستذكر ايام زواجهما الأول ووعوده لها بإسعادها وتحقيق ما تتمناه. تتذكر تلك الورود التي تبدلت إلى أشواك وعبارات الحب بالشتم وتبددت الأحلام التي كانت صرحاً من خيال فهوى.

معاناة الزوجة الحقيقية

في ظل معاملة الزوج القاسية لزوجته امام اولادها ما سبب لهم الضغوط النفسية، بدأ الأولاد بالخروج من المنزل والتغيب عنه والضياع شيئاً فشيئاً. حتى عجزت الأم عن السيطرة عليهم لكبرهم ولدخولهم سن المراهقة حيث بلغ ابنها الأكبر سن التاسعة عشرة من عمره وشقيقه يصغره بسنة واحدة فقط ولغياب والدهم.

خيبة أمل الأم

ففي يوم من الأيام فوجئت الأم بوجود رائحة السجائر بملابس ابنها الأكبر فأسرعت إليه لتسأله عن ذلك فأنكر وبعد إلحاح منها اعترف لها فصعقت ولم تتمالك نفسها عندما اخبرها بأنه هو وأخوه يفعلان ذلك فبكت كثيراً وهي تسأل لماذا؟ يا ابني ألم أنصحكم عن ذلك وعن رفقاء السوء، ليصارحها بأنه هروب من مشاكلهم هي وأبيه، ورغبة منهم في تجربة الدخان فحاولت جاهدة منعهم عن التدخين ولكن لم يأبهوا لها، وفي هذه الظروف تزوج والدهم من أخرى تاركاً بيته وأبناءه وزوجته الأولى لتكون مجرد ذكرى بالنسبة له هي وابناؤها وابتعد عنهم وزادت مسؤولياته التي تخلى عنها من قبل، وانشغل ببيته الثاني وسهراته ليتمرد الأبناء أكثر ويصبحوا في يد أصدقاء السوء صباح مساء وبدأوا بتعاطي الكبتاجون ولاحظت الأم ذلك، فأخذت تناشد أباهم بأن ينظر بحال ابنائه واخبرته بما يفعلان من سلوكيات ليرد قائلاً "لم أتحمل مسؤوليتهم وهم صغار لأتحملهم كباراً" لقد وقعت كلمته والدهم بمثابة التشجيع للابن الأكبر ليترك الدراسة ويلحق به الأصغر، عجزت الأم وقلت حيلتها ولم تستطع فعل شيء، وكانت في الوقت ذات تتذكر قسوة والدهما وضربه المبرح لهما عندما تشكوهما إليه، دون أن يغير ذلك فيهما شيئاً، تبرأ الأب من أولاده ليتركهما لوالدتهما، لتزداد معاناتها المادية والتربوية وقررت البحث عن عمل ولم تجد، وبمساعدة جارتها تعرفت على عدد من الموظفات اللاتي قررن مكافأتها مقابل إعداد القهوة والشاي لهن خلال ساعات الدوام مقابل (٨٠٠ ريال) لا يسد حاجتها ورغم ذلك باشرت العمل سعيدة بهذه الوظيفة التي ستساعدها، كان الابن الأكبر لديه بقايا ضمير ليشعر بما تعانيه والدتهما من اجلهم فرق قلبه قليلاً وبحث عن وظيفة والتحق بإحدى الشركات، وبدأ بالانخراط في العمل ولكن سرعان ما عاد أدراجه بسبب تعاطي الحشيش ويتغيب عن العمل ويفصل منه.

فرح الأم

كبرت مصيبة الأم وقررت اخذ أبنائها الى مستشفى الأمل لعلاجهم فالأب مشغول بمشاكله مع زوجته الثانية وأبنائها ولم يكن لديه وقت لهم ولمتابعتهم، وبدءوا بالعلاج وأخذوا بالتحسن ففرحت الأم كثيراً بذلك وبعد عودتهم للمنزل بصحة جيدة اخذ الأمل يدب في هذه الزوجة وبدأت تفكر بالمستقبل من جديد ..ولكن.

 

النهاية

يئست الأم وقلت حيلتها وأصبحت تخشى على ابنتها منهما، حيث عاد ابناها، وانتكسا لسابق عهدهما بتعاطي الحشيش، ولم تجد الأم حلاً إلا اللجوء والاتصال بمكافحة المخدرات لتستنجد بهم لنقلهما عنوة لمستشفى الأمل لعلاجهما للمرة الثانية حتى تماثل ابنها الأكبر للعلاج وأصبح مستمراً على مراجعة العيادات الخارجية بانتظام وشقيقه الأصغر ما زال منوماً بالمستشفى لإكمال فترة علاجه، ولازال الأب غائباً عن مسؤولياته..!

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

900,130

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.