«أنانيون» حمّلوا أنفسهم الديون وفي النهاية.. «تكفين لا تخليني»

رجال يقفون على أكتاف النساء!

زوجة تعاتب شريك حياتها على تحميلها الديون

    مشكلة كبيرة يعانيها كثير من الزوجات، خاصةً من لديها دخل مادي، سواء بعمل وظيفي أو تجارة، من خلال الوقوع في شباك الأقساط والديون، ومن أجل أن يقف الزوج على قدميه، لكنه بمجرد أن يتنفس الصعداء، تكون الهدية المُقدمة لها زوجة أُخرى، متناسياً من وقف بجانبه وقوف الرجال.

وعلى الرغم من تلك التضحيات التي تقدمها شريكة الحياة، إلاّ أن "الأنانيين" لا يرون ذلك معروفاً أو وقوفاً بجانبهم، بل يرونه واجباً على الزوجة، ولزاماً عليها، وتبقى الزوجة مجبرة على الدفع، بل ورهينة الأيام المنتظرة، على أمل تقديم زوجها ما يتناسب مع تضحياتها وصبرها.

ولا بأس من مساعدة الزوجة لشريك حياتها في الأمور المادية إذا كانت هي قادرة على ذلك، لكن عليها أن تكون حذرة في بعض التعاملات، لئلا تقع في معمعة الديون والأقساط، وهو ما يُحتم استخدام مبدأ "لا إفراط ولا تفريط"، مع البُعد عن الثقة الزائدة!.

وأوضح مختصون أن الحياة الزوجية التي لا تُبنى على التفاهم وتقاسم الأدوار بين الزوجين تكون حياة تعيسة مصيرها الطلاق، أو المقاضاة بين الأزواج في المحاكم، ناصحين أن تكون هناك حالات من الصداقة بين الزوجين لتسود المشاعر الإيجابية عليهما، وبالتالي لا أحد من الطرفين يستغل الآخر.

---------------------------------------

استخدام الزوجة مبدأ: «لا إفراط ولا تفريط» يحميها من العواقب.. و«الثقة الزائدة ما توكل عيش»!

-----------------------------------------

جحود وزواج

في البداية قالت "مرام البلوي" - موظفة: إنها كانت من أسعد الزوجات في بداية زواجها، مضيفةً أنها توقعت أن يكون الزواج ناجحاً، إلاّ أنه مع مرور الأيام لم يُقدر تضحياتي معه، ليقابل ذلك بالجحود، مؤكدةً أنها طيلة سبع سنوات التي عاشتها معه وهي تتحمل مصاريف ديونه وسداد قروضه، مشيرةً إلى أنه لا يتبقى لها ولأولادها سوى مبلغ بسيط في أغلب الأحيان لا يفي بمتطلبات أولادها ومنزلها، مُبينةً أنها كانت تقدم له المساعدة قبل أن يطلبها، وكنت دائماً ما أشفق عليه من أصحاب الأموال الذين يطالبون بحقوقهم، ذاكرةً أنه بعد أن استرد أنفاسه وبعد مرور أعوام على مساعداتي له، قابلني بالنكران، وفاجأني بزواج جديد!.

.. وأخرى تحمل النقود لإعطائها زوجها

وتساءلت: مادام الرجل قادراً على الزواج مرة أخرى لماذا دائماً يطالب زوجته بمساعدته ماديا؟، فهو قادر على الدفع ولو بالاستدانة، معتبرة ذلك ظلما وأنانية وقسوة على المرأة التي تبحث دائماً عن الاستقرار الأسري.

شقة مُستأجرة

وروت "عواطف الهجلة" - سيدة أعمال - حكايتها مع زوجها، قائلةً: "أمضيت مع زوجي قرابة إحدى عشرة سنة، وأنا وهو دائماً ما كنا نحلم بمنزل نتملكه لنعيش به نحن وأولادنا، وكان دائماً يطلب مساعدتي في مصاريف المنزل والأولاد، ثم طالبني بسداد دين سيارته، وأخيراً طلب مني أن أتحمل كامل ديون المنزل مقابل رد الجميل مُستقبلاً، وتحقيق السعادة التي طالما تمنيتها لي ولأولادي، أن يبقى دخلي المادي نظيفاً من الديون، وليتسنى لنا شراء ما نريده ونتمتع بالدخل"، مؤكدةً أنه بمجرد اقتراضها حتى قابلها بزوجة أخرى تشاركنا منزل العمر!، مُبينةً أنها قررت الانفصال عنه، وتحملت سداد الدين.

وأضافت أنه يعيش الآن مع زوجته الجديدة في المنزل الجديد، وهي وأولادها يعيشون في شقة مستأجرة!، مشيرةً إلى أنها طالبت في المحاكم برد حقها وإخراجها من تلك الورطة، إلاّ أنه لا جدوى من الشكوى، حيث لم تجد من يحميها من جشع ذلك الرجل!.

بعض النساء تُعطي زوجها بطاقة الصرّاف الخاصة بها من باب الثقة

نسي مساعدتي

وذكرت "أفنان الشمري" - موظفة في قطاع خاص - أن الرجال دائماً لا يرحمون المرأة مهما قدمت لهم من مساعدات، خاصة المادية، وفي رأيي الخاص أن الرجل بطبيعته يقدر ويحترم الزوجة القوية التي تحافظ على مالها ومرتبها، وذلك من واقع تجربة عشتها مع زوجي طوال سنوات زواجنا الثلاث، إلى أن أنجبت منه ابنتي، ليستدرجني في الاستدانة واللجوء إلى التمويل بالأقساط، لكي يفتتح محل أجهزة إلكترونية، مضيفةً أن المحل بدأ بداية صغيرة إلى أن نمى وأصبح من المحال التجارية الكبرى في المنطقة، وأصبح مردوده الشهري كبيرا جداًّ، لدرجة أن زوجها أصبح لا يبالي بها، ولا ببناته، وما أن وقف على قدميه حتى تنكر لهم!، ذاكرةً أنها أصبحت من تتحمل مصاريف المنزل، بل ولازالت تسدد أقساط دين المحل، مؤكدةً أنها ولله الحمد صابرة، وتنتظر الفرج لها، والهداية لزوجها، الذي غرته الدنيا بجمع الأموال حتى نسي أهله وأولاده.

محمد النونان

وأوضح "نايف الدعسان" أن ابنته تورطت بمبالغ كبيرة مقابل سداد ديون زوجها، الذي كاد أن يكون في السجن، مضيفاً أن ابنته أبت إلاّ أن تساعد زوجها في سداد ما عليه من مبالغ، مُبيناً أنها كانت دائماً تحكي له مشاكلها مع زوجها التي لا تنتهي بسبب عملها، الذي تخرج من أجله لساعات من المنزل، حيث طالبها بالمكوث والاستغناء عن الوظيفة أو سداد دينه، مشيراً إلى ابنته صدّقت ما يقول من أعذار، إلاّ أنها وفي يوم من الأيام صدمت بورقة طلاقها بعد أن سددت عنه كامل ديونه، ليستجد بزوجة أُخرى بدلاً عنها، مؤكداً أن ابنته تعاني حالياً من صدمة نفسية!.

ثقة زائدة

وقال الأستاذ "عبدالله الخطيب" - مستشار أُسري: أثبتت الدراسات الميدانية أن كثيراً من النساء يعانين مشاكل نفسية، وتعود إلى ضغوطات مادية ربما كانت من الزوج أو الأب أو الأخ، مضيفاً أن الزوج مع الأسف أصبح هدفه الراتب الذي تتقاضاه هذه المرأة، وهي بدورها تدفع ما بيدها لتتلاشى المشاكل الزوجية, لافتاً إلى أن كثير من الأزواج من يتملك بطاقات صرافات زوجته، ويأخذ ما يريد، إلاّ أنهم دائماً في حالة نكران، مؤكداً أن بعض الزوجات يعانين من حالات اكتئاب مقابل ذلك.

وأكد الأستاذ "عبدالله المسلم" - محامي- أن كثيرا من حالات الطلاق والمطالبات بالحقوق المالية أغلبها قضايا لنساء، وكثيراً منهن يطلبن الطلاق من أزواجهن، معللاً ذلك بسبب الديون والأقساط التي تحملتها الزوجة دون ذنب، سواء بضغط من الزوج أو برضاها التام، لتبقى أسرتها مستقرة، وأياًّ كان ذلك فهي وقعت في شباك المديونيات التي غالباً لا تستطيع الخلاص منها، مُضيفاً: "تردنا حالات كثيرة في مثل هذه القضايا، وبعضها قضايا شائكة ومعقدة بين الزوج وزوجته"، لافتاً إلى أن أغلب حالات القضايا لا تستطيع أخذ حقها أو استرداد أموالها لأنه في النهاية القانون لا يحمي من تنازل عن جزء من نصيبه وهو برضاه التام وكامل عقلانيته، متسائلاً: لماذا من بداية الأمر أعرض نفسي لمثل تلك الأمور؟، ذاكراً أن الحالات التي يتعامل معها المحامون هي من الموظفات والمتعلمات، لكن المرأة تبقى رهينة للرجل خاصةً وأنها عاطفية ناصحاً بترك "الثقة الزائدة" على طرف، واللجوء إلى قاعدة: "لا إفراط ولا تفريط".

ترابط أُسري

وأوضح الشيخ "محمد النونان" - إمام وخطيب جامع الوكيل في حائل - أنه مهما بلغت الزوجة من مناصب وظيفية ومرتبات عالية يبقى الزوج هو العائل الوحيد لأسرته، حسب طاقته وقدرته، وكما حددها له الشرع لا إفراط ولا تفريط، مضيفاً أن الله تعالى قال في كتابه: "لينفق ذو سعة من سعته"، ووجه سبحانه الخطاب للزوج القادر على النفقة ومصاريف زوجته وأبنائه، مُبيناً أنه لا بأس من الزوجة مساعدة زوجها في مشاق الحياة، خاصةً من الناحية المادية إذا كانت هي قادرة، كأن تكون موظفة أو ذات عمل يعود عليها بدخل شهري، وبالأخص إذا كان الزوج معسراً ولا يستطيع النفقة، لكن على الزوجة أن تكون حذرة في بعض التعاملات، خاصةً المادية لئلا تقع في معمعة الديون والأقساط.

وذكرت الأستاذة "خيرية سالم" - أخصائية اجتماعية في جامعة حائل - أن الحياة الزوجية التي لا تبنى على التفاهم وتقاسم الأدوار بين الزوجين تكون حياة تعيسة مصيرها الطلاق أو المقاضاة بين الأزواج في المحاكم، مُضيفةً أن أغلب هذه الحالات تأتي بسبب الديون والأقساط التي تحملها الزوجة فوق طاقتها، مؤكدةً أن ذلك يقود إلى أمراض القلب والأمراض النفسية والاجتماعية، نتيجة غفلة بعض ممن وقعن في الديون، مشيرةً إلى أنه يجب أن تكون هناك حالات من الصداقة بين الزوجين لتسود المشاعر الإيجابية عليهما، وبالتالي لا أحد من الطرفين يستغل الآخر، خاصةً في النواحي المادية، مؤكدةً أن الترابط الأسري له دور في حل كثير من المشاكل.

المصدر: جريدة الرياض _حائل، تحقيق - منال الزايد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,409

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.