الخوف مطلوب ولكن بشرط أن يكون مبرراً ولا يتجاوز حدوده

متى تسمح لطفلك بالخروج من المنزل؟

حياة الريف لا تزال تحافظ على العلاقة الإيجابية بين أفراد الحي

    اعتاد "عبدالله" على الخروج من المنزل مع أصدقائه في الحي دون أخذ إذن مسبق من والديه، معتبراً وجوده في حديقة الحي أمرا بسيطا وسهلا ولا يؤذيهما، ولم يراعِ ما قد يترتب على تكرار الخروج بلا قيود.. وبعد مرور أيام بدأ "عبدالله" يستخدم بعض الكلمات الغريبة التي لم يسبق وأن استخدمت في محيط المنزل، وتبيّن أنّه قد اكتسبها من أصدقائه في غفلة من أهله.

ويغفل بعض الأباء أهمية التعرف على أصدقاء ابنه ويطمئن على أخلاقهم، من دون أن يفرض عليه من يريد، متجاهلين أهمية تقدير مرحلته العمرية، ورغبته في تكوين حياته دون مساس بشخصيته، وقد يتركونه "يسرح ويمرح" بذريعة عدم التضييق عليه، ومن الصعب جداً اختراق اختيارات هذا الجيل، خاصةً حينما يكون من فئة الذين يحبون أن ينطلقوا من قناعات شخصية وذاتية في اختياراتهم لجميع ما يتعلق بحياتهم.

وتعد التنشئة الأسرية من الضروريات التي يتعايش معها الطفل وتنعكس على تربيته وسلوكه وطريقة اختياره للأصدقاء، فالأب حين يربي ابنه بطريقة صحيحة هو يغرس فيه معايير واضحة لاختيار صديق، ولكن عندما يتركه أو يفرض عليه اصدقاء معينين قد يتخلى عنهم في مراحل متقدمة من عمره، وينغمس في صداقات قد تشكّل في حقيقتها خطرا كبيرا، إذ لم يتم اختيارها بطريقة سليمة وفق معايير القيم، والخلق، والدين، وقد توقعه في مشكلات كبيرة تنتهي بالجريمة.

اتركه يختلط مع «عيال الحارة» إذا كان ما حوله لا يؤذيه سلوكياً ولا تخشى عليه من أحد

عزلة اجتماعية

وقال "د.محمد بن عبدالعزيز العقيل" -مستشار أسري-:"كان الناس في سنوات قريبة -خاصةً في القرى والأرياف- يلتقون في أحيائهم وطرقاتهم الضيقة، ويلعبون ويتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم، وكان هذا اللقاء له أثرُ عظيم في توسعة مداركهم وتنمية قدراتهم، ومعارفهم، ومواهبهم، كما كان له جانبٌ ترويحيٌ صحيٌ كبير، ولكن بسبب المدنية الحديثة وما جلبته من تغيرات نفسية، وثقافية، واجتماعية، أدَّى ذلك إلى وجود حواجز بين أبناء الحي الواحد، بل الجيران المتلاصقين في الدار الذين يفصل بينهم جدار، وأصبح الجار لا يعرف جاره، ولا يعرف أخباره، وهذه الحواجز ساهمت إسهاماً كبيراً في بناء العزلة الاجتماعية بين أطفال الحي الواحد، إلى جانب وجود العمالة الوافدة التي امتلأت بها الأحياء والشوارع وحدثت بسبب وفرتهم وكثرتهم عددٌ من الجرائم على النفس، والجسد، والمال، كذلك ما جدّ من وسائل النقل الحديثة التي تستخدم استخداماً سيئاً وخطيراً مما يشكّل خطورة على حياة الأطفال، وكل ذلك جعل اللقاء بين أطفال الحي تشوبه مخاطر، ويفتقد إلى روحه، وصفائه، وجماله، وبراءته المعهودة، فجعل الأهالي يمنعون أطفالهم من الخروج إلى أصدقائهم أو اللقاء بهم خوفاً عليهم".

البيئة المناسبة

وأضاف أنّ من الأسباب التي تجعل الوالدين يمنعون أبناءهم من الخروج مع أصدقائهم خارج المنزل؛ هو عدم تحقق الشروط التي تغلب المصلحة على المفسدة، فإذا لم تتوفر الشروط التي تجعل من لقاء الطفل بأصدقائه لقاءً نافعاً مثمراً سليماً كان المنع هو الصحيح، إلى جانب عدم توفر البيئة المناسبة للقاء طفلهم بأصدقائه، وعدم تأكدهم من تحقق المصلحة في زيارة طفلهم لأصدقائه في منازلهم، من حيث سلوكيات أفراد أسرة صديق طفلهم، وسلوكيات العمالة المنزلية المقيمة في ذلك المنزل، وعدم تأكدهم من ترحيب الأسر الأخرى بلقاء طفلهم بأصدقائه، مبيّناً أنّ وسائل التقنية الحديثة أصبح لها تأثير خطير على بعض الأطفال إلى درجة استغنائه عن الأصدقاء؛ مما يحرم الطفل من تطوير معارفه، وتوسيع أفقه، وتطوير ذاته.

ضبط العلاقة

وأشار إلى أنّ خروج الأبناء له فوائد ومحاسن في مخالطة الأصدقاء، مفيداً أنّ هناك من يمنح الإذن لطفله بالخروج من غير قيدٍ ولا شرط، ولا شكَّ أنَّ هذا خطأ؛ إذ لا بد من معرفة محاسن صحبته واللقاء بهم وخلطتهم، ولا بد من ضبط علاقته بهم والإشراف عليها؛ لأنَّ ترك الأمر على عواهنه يعطي نتائج سلبية جداً، لافتاً إلى عدد من الضوابط منها من حيث الزمان والمكان المناسبين، إلى جانب عدم الإفراط في السماح إلى حد الإهمال، والإملال، والإثقال، فكل شيء يكون حسناً وجميلاً بقدره المناسب، وكل شيءٍ تجاوز الحد آذى وضر، ومن أضرار الخروج بدون ضوابط تعريض الأطفال إلى أنواع الاعتداءات الجسدية، والنفسية، والجنسية، خاصةً عندما يكونون بمفردهم، واكتساب عادات سلوكية خاطئة من قبل الأطفال غير الأسوياء، وتزهيد الطفل في أسرته والتلقي منهم، ويصبح مع كثرة الخروج واللقاء بأصدقائه يتلقى ويتعلم منهم، ويصدر عن آرائهم.

التفاعل والتواصل

وقال إنّ الاختلاط بالأصدقاء الطيبين الصالحين له ثماره الطيبة، والحرمان منه يفقد الطفل هذه الثمار، فالبقاء في المنزل يفقد الطفل التفاعل والتواصل الإيجابيين، وتحرمه من الإفادة من تجارب أصدقائه ومعارفهم، وكيفية التحاور معهم، كما أنَّ البقاء في المنزل واستخدام الوسائل الحديثة كالبلاي ستيشن وغيره والإدمان عليه له آثاره الذهنية، والنفسية، والاجتماعية، والتي من أهمها التوتر، وارتفاع نسبة القلق والاكتئاب، وفقد مهارات التواصل الاجتماعي الإيجابي مع بقية أفراد الأسرة وأفراد المجتمع من الأصدقاء والجيران، مبيّناً أنّ الخروج حتى وإن لم يكن مستمراً إن لم يكن مضبوطاً بضوابط شرعية واجتماعية له آثار سلبية كبيرة، فالاختلاط بالأطفال ومجالستهم جزءٌ لا يستهان به في تكوين شخصية الطفل وتنمية معارفه وخبراته، فإن كان هؤلاء الأصدقاء صالحين إيجابيين كان اللقاء بهم والتعرف عليهم لقاءً مثمراً إيجابياً، وإن كانوا ليسوا كذلك كان اللقاء بهم لقاءً سلبياً سيئاً.

د.العقيل: وسائل التقنية ليست بديلاً عن الأصدقاء وتأثيرها قد يكون سلباً أكثر من الخروج

ثقافة الأسرة

وأضاف ان الوضع الأسري أو البيئة أو مكان السكن يؤثر على قرار خروج الابن مع أصدقائه في الحي، وذلك من حيث توفر مكان اللقاء الآمن كالحدائق النظيفة السليمة، فإنَّ توفر مثل هذه الحدائق في الأحياء يشجع الآباء على الإذن لأطفالهم بالخروج إليها وتحت إشرافهم ونظرهم، والعكس صحيح، فإن كان الحي لا تتوفر فيه أماكن نظيفة وسليمة أدى ذلك إلى منعهم من الخروج وهذا هو الواجب في حقهم، حيث عدم تحقق الأمن الجسدي، والصحي، والأمني على أطفالهم في حال عدم توفر البيئة المناسبة، مبيّناً أنّ سكان الحي لهم تأثير على السماح للطفل بالخروج إلى البيئة المناسبة من عدمه، وذلك من حيث أخلاق وسلوكيات الأطفال المرتادين لهذه الأماكن، كما أنّ وضع الأسرة من حيث ثقافتها وإدراكها لأهمية التواصل الاجتماعي لطفلهم مع نظرائه له أثره في الإذن بالخروج من عدمه، فالأسر هي التي تدرك هذا الجانب وأهميته في حال تحقق الشروط التي تضمن حدوث مساوئ تشجع طفلها على اللقاء بأصدقائه.

د.منصور بن عسكر

التنشئة الاجتماعية مقياس الحكم على النتائج..!

أوضح د.منصور بن عبدالرحمن بن عسكر -أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أنّ التنشئة الاجتماعية للطفل يمكن أن تمر بعدة مراحل تبدأ من داخل الأسرة منذ الولادة، وتتميز هذه المرحلة بنمو الطفل الحركي واللغوي، وتستمر المرحلة حتى دخول الطفل المدرسة، لتبدأ مرحلة أخرى يتعلم فيها المهارات الأساسية اللازمة للتفاعل مع مجتمع أقرانه في المدرسة ومجتمع الراشدين، وتنتهي المرحلة بتخرجه من التعليم الجامعي، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة تتمثل في حصول الشاب على مركز ومهنة معينة، وبدخول العمل يلتقي بأناس من مختلف الأنواع، والطبقات، والمستويات، ويتعرض لمعايير جديدة في التعامل معهم ومع الوظيفة، مشيراً إلى أن أماكن العمل إحدى أهم المؤسسات في عملية التنشئة الاجتماعية وتشكّل شخصية الفرد على وجه الخصوص، فيما يعدّ تكوين الفرد أسرة جديدة بعد الزواج من أكثر مظاهر المشاركة والانتماء شيوعاً في المجتمعات الإنسانية، وتتميز هذه المرحلة في حياة الإنسان بالتخلص من الانغماس بالذاتية.

وقال:"ينبغي التأكيد على أنّ هناك عناصر متعددة تساعد في عملة التنشئة الاجتماعية للطفل منها المتصل بالفرد من صفات وراثية، وإمكانات بيولوجية، وقابلية للتعلم والتشكل، وتعديل السلوك، والقدرة على تكوين علاقات عاطفية أو التعاطف مع الآخرين، والجوع الاجتماعي، والدوافع الاجتماعية، والحاجات النفسية، إضافةً إلى عناصر متصلة بالمجتمع والتي تظهر في الأدوار الاجتماعية، والمكانة في المجتمع، والقيم، والمعايير، والمؤسسات الاجتماعية، والقطاعات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية".

وأضاف أنّ هناك منهجين في التنشئة الاجتماعية للأطفال؛ منهج سوي يتمثّل في الأساليب التي تعتمد على الاهتمام، والتقبل، والتسامح، والحب، والعطف، والاستقلال، والحوار، والديمقراطية، والحرية، والتعاون، ومنهج آخر غير سوي يتمثّل في الأساليب التي تعتمد على التشدد، والمبالغة، والتراخي، والقسوة، والتعذيب، والتسلط، واللوم، والقسوة، والإهمال، والحماية الزائدة، والعقاب الجسدي والنفسي، وتدني مستوى العطف، مبيّناً أنّ التوسط والاعتدال في معاملة الطفل من أهم الأمور التي تساعد على إبراز النمط المثالي للتنشئة الاجتماعية، إلى جانب التفاهم بين الأب والأم على كيفية تربية الطفل وعدم التشاجر أمامه، ومعرفة قدرات الطفل الطبيعية، والإيمان بما لدى الأطفال من فروق فردية في النواحي الجسمية، والعقلية، والنفسية، والانفعالية، مع مراعاة التكامل والشمول والتوازن في تربية الطفل.

وأشار إلى أنّ دور الأم رئيس ومركزي في تنشئة الطفل خاصةً في السنوات الأولى من حياته، ووجود الأب ومشاركته في الأسرة يساعدان الطفل على التخلي عن اعتماده على الأم، ويعد مصدراً رئيساً للضغط على الطفل لتعديل علاقات الحب المبكرة بالنسبة لأمه، مبيّناً أنّ عدة عوامل تساهم بشكل كبير في التأثير على التنشئة الاجتماعية في الأسرة على الطفل من أبرزها؛ العلاقة بين الوالدين، والعلاقة بين الوالدين والطفل، ومركز الطفل وتربيته في الأسرة، وجنس الأبناء، وحجم الأسرة أو عدد أفرادها، والمستوى الاجتماعي الاقتصادي والثقافي للأسرة.

خروج الطفل مع أقرانه يلبي احتياجاته النفسية «أرشيف الرياض»

د.آل رشود: يكبر ويخرج بإرادته ولكن: هل استعدت الأسر لذلك اليوم؟

قال "د.سعود بن عبدالعزيز آل رشود" -عميد معهد الأمير سلمان للتدريب والاستشارات الاجتماعية والمختص في علم الجريمة وانحراف الأحداث-: "في هذا الزمان تغيّرت المجتمعات وما فيها من عادات وتقاليد، وتطورت الحياة وما فيها من أدوات وأساليب بشكل هائل وسريع، وهذا مما يعقد العملية التربوية، ويضع على عاتق الوالدين مسؤولية كبرى"، مؤكداً على أن أصدقاء الأبناء وكيفية اختيارهم من الأمور التي يجب أن يحرص عليها الآباء، مشيراً إلى أنّ بعض الآباء يفرض على ابنه نوعية معينة من الأصدقاء، وهذا إن نجح في فترة ما من عمر الابن فقد لا يستمر النجاح في الفترات اللاحقة؛ لأنّ الابن لم يختر أصدقاءه بنفسه، لذا يجب أن يتنبه الآباء بالتركيز على تربية أبنائهم تربية صالحة وارشادهم وتوجيههم بطرق بعيدة كل البعد عن التعسف والإجبار؛ بهدف مساعدتهم على تحديد اختياراتهم وضمان نجاحها، فالأب داخل الأسرة له دور فاعل في تكوين شخصية الابن، وهو القادر على نقل المعارف والمهارات والخبرات للأبناء، لذلك لا يجب أن يفرض على ابنه نوعية معينة من الأصدقاء، لأنّ الأصدقاء الذين يختارهم الابن ما هم إلاّ نتاج التربية والتنشئة التي حصل عليها الابن خلال المراحل العمرية المختلفة.

لا يكون ابنك ضحية إهمالك ويدفع الثمن نفسياً طول العمر..

اعتداء جسدي

وأضاف أنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أو يتقبل الأب خروج ابنه من المنزل دون قيد، مشيراً إلى أنّ الابن منذ ولادته يكون محاطاً من كل جانب خوفاً عليه، ومع الوقت يضعف هذا الاهتمام، فيبدأ يبحث عن عالم آخر غير المنزل الذي يعيش فيه، وهذا التحول يمثل مرحلة خطيرة خاصةً إذا ما غاب دور الأسرة بشكل عام والأب بشكل خاص عن الواقع الجديد للابن، مبيّناً أنّ من نتائج السماح لخروج الابن في المراحل الأولى من عمره بلا قيود أن يكون ضحيةً للكثير من المخاطر، حيث أنّ الأب لا يعرف عن خلفية الشباب الذين يلتقيهم ويقابلهم ابنه، إلى جانب المخاطر التي قد يتعرض لها الابن كالاعتداء الجسدي الذي قد يدخله في مشكلات ومتاهات وقضايا لا تحمد عقباها.

د.سعود آل رشود

تصحيح السلوك

وأشار إلى أنّ المخاطر التي قد يتعرض لها الابن قد تبدأ بأمور بسيطة، يتدرج فيها حتى تصبح جزءاً من شخصيته، ومعلوم أنّ دخول الابن عالم الإجرام أو الادمان غاية في السهولة حال توفر من يشجع عليه، حيث تتعدد وسائل الإغراء لدخوله، أمّا الخروج منه فصعب للغاية لقلة من يستطيع إخراج الابن منه، موضحاً أنّ هناك من يستخدم العقوبة ضد أبنائه في حال خروجهم من المنزل، مشدداً على ضرورة التعرف على العقوبة التي يمكن تطبيقها على الابن في مراحله الأولى حال خروجه من المنزل، مبيّناً أنّ خروج الابن دون علم الوالدين أو أحدهم يعتبر إشارة إلى وجود خلل في أدوات الضبط التي تحكم المنزل، فالأسرة يجب أن تعلم متى خرج الابن، وكيف، ومع من، وأين يجلس، وقد يضطر الأب لاستخدام العقوبة لتصحيح سلوك الابن.

سلوكيات غير سوية

وقال إنّ علماء التربية أوصوا أن تكون العقوبة بمقدار الذنب المرتكب؛ كي لا ينتج عنها سلوكيات غير سوية، لذا يجب أن يتفق الوالدان على طريقة العقوبة وكيفية التعامل مع المشكلة، مع الابتعاد كل البعد عن سوء التفاهم كأن يكون الأب مفرطاً في القسوة والأم مفرطة في التدليل أو العكس، مشيراً إلى أنّ أحد علماء التربية يذكر أنّ العقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، وإن كان لابد من العقوبة فيجب أن يكون الأب قد نبه، ووجه، وأرشد، ثم تأتي الخطوة التالية وهي التوبيخ، ثم التهديد بالتنفيذ، ثم تنفيذ العقوبة، مع عدم تكرار وسيلة العقوبة الواحدة كي لا تفقد أثرها على الابن.

حميمية الأسرة

وأضاف أنّ فرض الأب على ابنه البقاء في المنزل دون توجيه أو ارشاد أو ضبط مع ترك الحرية له من دون قيد أو شرط من الأمور غير المقبولة، كأن يكتسب سلوكيات شاذة أو انحراف بسبب مشاهدته للتلفاز أو الافلام، مبيّناً أنّ الحل الأمثل أن تزيد الأسرة من حميميتها مع أبنائها ليتعلقوا بها، فقد أثبتت الدراسات المختصة بجنوح الأحداث أنّه كلما ارتبط الحدث وتعلق بأسرته كان بعيداً عن الجنوح والانحراف، ناصحاً الآباء بتربية أبنائهم على الالتزام، واحترام الوقت، واستغلال الفراغ، كما أنّ الأب مطالب بأن يصادق ابنه ويكون قريباً منه ويأخذه معه إذا خرج لأصدقائه، بل يجالسه ويشاهد التلفاز معه ويتشارك معه فيما يحب.

الرقابة المباشرة

وأشار إلى أنّ من المهم أن يفهم الاب أن ابنه سوف يخرج من البيت عند بلوغه مرحلة من مراحل العمر، وهذا ما يجب أن تعمل من أجله الأسرة بشكل عام والأب بشكل خاص، فالأب أن منع ابنه في مرحلة ما من أجل المحافظة عليه لن يستطيع منعه في المراحل التي تليها، لذا يجب أن يعمل الأب على تربية ابنه وتنشئته وتجهيزه لمرحلة الخروج من المنزل، حيث تسقط أداة من أدوات الضبط وهي الرقابة الأسرية المباشرة، وهذا يحتم على الأسرة أن تخلق ضوابط بديله تشعر الابن بمسؤوليته، واستقلاليته، وأنّه أهل للثقة وهو ما يمكن أن نطلق عليه الرقابة الذاتية.

تهيئة الطفل للخروج من المنزل تبدأ بمعرفة أصحابه

إهمال الأطفال في أزقة الحي ربما ترك أثراً نفسياً على حياتهم

التقنية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الصديق الصالح

المدرسة بداية علاقة الطفل مع أقرانه خارج المنزل

أصدقاء السوء يشجعون على الدخول في المشاكل مع الآخرين

لعب الأبناء في الحارة يتطلب مراقبة الآباء

د.محمد العقيل

المصدر: جريدة الرياض - إعداد - سحر الشريدي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 237 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,439

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.