الإدمان مرض قابل للعلاج.. والعلاج السلوكي أفضل طريقة تضمن ‏نجاح علاج غالبية المرضى

ا

ان دليل علم الإدمان الذي تضعه أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بين يدي المتخصصين في مجال التوعية والإرشاد والاستشارات والأخصائيين الاجتماعيين والعاملين في مجالات العمل المرتبط بالتعامل مع المتعاطي والمدمن.

نستعرض هذا الأسبوع الفصل الأخير من هذا الدليل الذي بين آثار تعاطي المخدرات وأنواعها والأدوية الموصوفة طبيا ومجموعة من التساؤلات حول العلاج والتعافي والأدوية المستخدمة في علاج إدمان المخدرات.

وقد عرف دليل علم الإدمان مجموعة من المواد المخدرة وذلك على النحو الآتي:

النيكوتين

هو نوع من المنشطات المسببة للإدمان و‏الموجود في السجائر وأشكال أخرى من التبغ. ‏ودخان التبغ يزيد من خطر الإصابة ‏بالسرطان واعتلال الرئة والشعب الهوائية ‏والقلب والأوعية الدموية. ويبلغ معدل الوفيات ‏المرتبطة بإدمان التبغ مستوى عالياً. فتعاطي التبغ تسبب في وفاة ‏ما يقرب من 100 مليون شخص خلال القرن ‏العشرين، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية ‏للتدخين، فمن المتوقع أن يصل العدد التراكمي ‏للوفايات بنهاية هذا القرن إلى واحد مليار.‏

الكحول

هو من المسكرات المصنعة هو الكحول الإيثيلي (C2H5OH) أو الإيثانول الاسم العلمي للكحول وهو سائل طيار عند الحرارة العادية، أقل كثافة من الماء ويختلط بالماء بجميع النسب، كما أنه لاذع الطعم قابل للاشتعال. ويمكن أن يسبب تلفاً في المخ و‏في معظم أعضاء الجسد. ومن مناطق المخ ‏المعرض للتلف عند تعاطيه: ‏القشرة الدماغية (وبشكل عام فهي المسئول ‏عن وظائف المخ العليا بما فيها حل المشاكل ‏وصنع القرار)، وقرن آمون‏hippocampus ‎‏ ‏‏(الذي يؤدي وظيفة التذكر والتعلم)، والمخيخ (الذي يؤدي وظيفة تنسيق الحركة).‏

الماروانا (الحشيش)

هي من أكثر المواد المخدرة استخداما. وهذه المادة المخدرة تضعف على المدى القصير عمليات التذكر والتعلم، وتقلل من القدرة على تركيز الانتباه وتفقد الإنسان قدرته على التنسيق. كما أنها أيضا تزيد من معدل ضربات القلب، وتضر بالرئتين، وتتسبب في الإصابة بالذهان وخاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض.

المستنشقات ‏

هي مواد طيارة توجد في كثير المنظفات والبنزين والدهانات وغيرها من المواد النفاثة، وهي تتسبب في حدوث تغييرات عقلية حين استنشاقها. والمستنشقات سامة جدا تضر وبقوه على القلب والكليتين والرئتين والدماغ. حتى أن الشخص السليم، فما لو تعرض ذات مرة لاستنشاق طويل لمثل هذه المواد، قد يعاني من فشل في وظائف القلب.

الكوكايين‏

هو منبه يعمل لفترة قصيرة، و‏يقود المتعاطين إلى "الإفراط" (بتناوله‏ لعدد من المرات في الجلسة الواحدة). و‏تعاطي الكوكايين يؤدي إلى عواقب طبية ‏خطيرة تتعلق بالقلب والجهاز التنفسي والعصبي ‏والهضمي.‏

الإمفيتامينات‏

الإمفيتامينات ومن ضمنها الميثامفيتامين، من ‏المنشطات القوية التي يمكن أن تنتج إحساسا مؤقت ‏بالنشاط إلاّ إنها تلحق الضرر بالمخ. ‏وتتسبب في ارتفاع درجة ‏حرارة الجسم وتؤدي إلى النوبات ومشاكل خطيرة ‏في القلب.‏

الاكستاسي

إكستاسي (الاكستاسي) ينتج آثار تنبيه وتغير ‏عقلي. و يزيد من درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم وزيادة الجهد ‏على جدار القلب. كما أن له انتكاسات صحية خطيرة تتمثل في تسمم الخلايا العصبية.‏

إل سي دي LSD

هو من أقوى المخدرات في إحداث الهلوسة وتغيير الإدراك. فآثاره خطيرة جداً، والمتعاطي قد يرى الألوان والصور وكأنها حية، ويسمع أصوات ويشعر بأحاسيس وكأنها حقيقة رغم أن لا وجود لها. كما قد يمر المتعاطي بتجارب وعواطف صادمة، ومن آثاره زيادة درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والتعرق وفقدان الشهية والأرق وجفاف الفم والرعشة.

الهيروين

هو مخدر أفيوني قوي يشعر متعاطيه ببهجة مؤقته وشعور بالاسترخاء، ولكن أضرارة القاتلة أكثر وأخطر من هذا الشعور المؤقت حيث أنه يبطئ التنفس و‏يرفع من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، وخاصة ‏عند أخذه عبر الوريد.‏ علما بأن المخدرات الأفيونية الأخرى لها نفس النتائج ‏الضارة المترتبة على استخدام الهروين.‏

الأدوية الموصوفة طبيا‏

بين دليل علم الإدمان الأدوية الموصوفة طبيا، وعندما تستخدم لأغراض غير طبية. فإن هذا ‏لا يقود للإدمان فقط بل للموت أحيانا. وفئات العقاقير الطبية الشائع إساءة استخدمها تشمل ‏المسكنات والمهدئات والمنشطات. ومن بين أكثر ‏الجوانب المثيرة للقلق في هذا الاتجاه الناشئ ‏للتعاطي، هو انتشاره بين المراهقين والشباب، ‏وذلك بسبب الاعتقاد بأنها ‏آمنة طبيا حتى حينما تستخدم بطرائق غير شرعية ومن هذه الأدوية الهرمونات‏ وهي أدوية توصف لحالات طبية ‏معينة، وعندما يساء استخدامها لزيادة حجم العضلات ‏وتحسين الأداء الرياضي أو المظهر الجسدي. ‏فإن لها عواقب مثل بروز حب الشباب ‏الحاد وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ‏ومشاكل في الكبد والسكتة الدماغية والأمراض ‏المعدية والاكتئاب والانتحار.‏

العلاج و التعافي ‏

طرح دليل علم الإدمان مجموعة من التساؤلات حول العلاج والتعافي وأجاب عنها وذلك على النحو الأتي:

* هل يمكن علاج الإدمان بنجاح؟

- نعم: الإدمان مرض قابل للعلاج. والاكتشافات ‏الحديثة في علم الإدمان أسهمت في ‏تقدم العلاج من تعاطي المخدرات، مما ساعد الناس ‏على التوقف عن تعاطي المخدرات ومكنهم من ‏استرداد حياتهم المنتجة

* هل يمكن الشفاء التام من الإدمان؟

- الإدمان كحال الأمراض ‏المزمنة الأخرى، يمكن أن يدار بنجاح. فالعلاج يساعد على مقاومة آثار الإدمان على المخ ‏والسلوك، كما يمكن المتعاطي من استعادة السيطرة على ‏حياته.‏

* هل الانتكاسة لتعاطي المخدرات تعني فشل ‏العلاج؟

- لا، ولكن طبيعة المرض المزمنة تعني أن العودة ‏لتعاطي المخدرات أمراً محتملاً نظرا لشيوع معدلات الانتكاسة ‏المشابهة لغيره من الأمراض الطبية المزمنة مثل ‏داء السكري وارتفاع ضغط الدم والربو، التي ‏تتشابه معه في المكونات الفسيولوجية والسلوكية. ‏فعلاج الأمراض المزمنة ينطوي على ضرورة ‏تغيير السلوكيات العميقة، والانتكاس لا ‏يعني فشل العلاج. فبالنسبة لمريض الإدمان، فإن الاشتياق ‏لمعاودة تعاطي المخدر هي إشارة إلى أن المريض ‏بحاجة إلى إعادة تكرار العلاج أو بحاجة إلى ‏إعادة التأهيل، أو أن هناك حاجة إلى علاج بديل.‏

* ما أساسيات معالجة الإدمان الفاعلة؟ ‏

برهنت الأبحاث العلمية أن الجمع بين المعالجة ‏الطبية والعلاج السلوكي هو أفضل طريقة تضمن ‏نجاح العلاج، وينبغي أن ‏تصمم أساليب المعالجة بشكل يلاءم نمط التعاطي لدى كل مريض وما ‏يرتبط بهذا التعاطي من مشكلات اجتماعية ونفسية ‏وطبية.

* كيف يمكن للأدوية أن تساعد في علاج ‏إدمان المخدرات؟ ‏

- في مراحل مختلفة من علاج الإدمان، هناك أنواع ‏مختلفة من الأدوية تفيد في مساعدة المرضى على ‏وقف تعاطي المخدرات، والاستمرار في العلاج ‏وتجنب الانتكاسة.‏

* هل هناك أدوية لمعالجة الإعراض الانسحابية؟

- عندما يتوقف المرضى عن ‏تعاطي المخدرات، فقد يصاب بأعراض ‏انفعالية وجسدية متنوعة، منها الاكتئاب والقلق ‏فضلا عن اضطرابات المزاج الأخرى مثل الضجر ‏والأرق. ولذا تم تصنيع أدوية للحد من هذه ‏الأعراض، وهو ما سهل من عملية وقف تعاطي ‏المخدرات.‏

الأدوية المستخدمة في علاج إدمان المخدرات

بين الدليل بعض الأدوية المستخدمة في علاج الإدمان التي أثبتت نجاحها ومنها إدمان التبغ حيث يعالج ببدائل النكوتين (مثل، ملصقة مستنشق أو علكة النيكوتين ويعالج الإدمان الأفيوني بالميثادون، وببرينوفين، كذلك يعالج إدمان الكحول والمخدرات بالنولتريكسون- Naltrexone: ويساعد على منع الانتكاسة لتعاطي الكحول والهروين. ،ديسلفيريوم - Disulfiram: كما يساعد على منع الانتكاسة لتعاطي الكحول؛ ويختبر حاليا لاستخدامه في علاج تعاطي الكوكايين، ومن الأدوية المستخدمة أيضا أكامبر وسيت - Acamprosate حيث يساعد في منع الانتكاسة لتعاطي الكحول.

كيف يمكن للمعالجات السلوكية علاج الإدمان؟ ‏

يقوم العلاج السلوكي على مشاركة المتعاطي في البرنامج العلاجي لتعديل اتجاهاته وسلوكياته المرتبطة بتعاطي المخدرات، ويزيد من حجم مهاراته الحياتية التي تعينه على التعامل مع الظروف الضاغطة والمسببات المحيطة التي قد تولد اشتياق قوى للمخدرات وتحثه على التعاطي. فضلا عن أن المعالجة السلوكية تستطيع أن تعزز من فاعلية الأدوية وتساعد في الالتزام والاستمرار بالبرنامج العلاجي.

العلاج السلوكي الإدراكي ‏

يسعى هذا العلاج إلى مساعدة المرضى تجنب ومعالجة المواقف التي من المحتمل أن تدفع بهم مرة أخرى لتعاطي المخدرات.

المحفزات الدافعة: ‏

يستخدم التعزيز الإيجابي كتقديم ‏مكافآت أو امتيازات من أجل البقاء من دون تعاطي ‏المخدرات، ولدفع المريض للمواظبة على حضور ‏جلسات الإرشاد والمشاركة فيها، ومن أجل أخذ ‏أدوية العلاج حسب الوصفة الطبية.

المصدر: موقع اخبار 24
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 323 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2012 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,059

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.