إن أردت أن تشعر بلذة الحياة فلبي نداء ربك
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ
سورة إبراهيم آية رقم 31
ثلاثة أمور بها سوف تستقيم لك الحياة، كما تريد وتتمنى:
أولا : إقامة الصلاة
لفظ إقامة يدل على القمة العالية والغاية الرفيعة لأن لكل صلاة وقت معلوم، وفي أوقات الصلاة تتنزل الملائكة لتستقبل المصلين وتسجل لهم الحسنات مع كل خطوة يخطونها..
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ
عنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: إ
إ<< ذَا تَوضَّأَ الْعبْدُ الْمُسْلِم، أَو الْمُؤْمِنُ فغَسلَ وجْههُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خطِيئةٍ نظر إِلَيْهَا بعينهِ مَعَ الْماءِ، أوْ مَعَ آخِر قَطْرِ الْماءِ، فَإِذَا غَسَل يديهِ خَرج مِنْ يديْهِ كُلُّ خَطِيْئَةٍ كانَ بطشتْهَا يداهُ مَعَ الْمَاءِ أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْماءِ، فَإِذَا غسلَ رِجليْهِ خَرجَتْ كُلُّ خَطِيْئَةٍ مشَتْها رِجْلاُه مَعَ الْماءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يخْرُج نقِياً مِنَ الذُّنُوبِ >> رواه مسلم.
إذا كان مجرد الوضوء يطهرنا من الذنوب فما بالنا بالوقوف بين يدي مالك الملك الذي يسبح له ما في السماوات والأرض، والذي بيده كل أمور حياتنا، إن أغلى ما في الحياة هي تلك الدقائق التى نقف فيها بين يدي الله لأن خلالها نحصل على الغذاء الروحاني اللازم للجسد والروح والنفس والعقل معا.
ثانيا: الإنفاق في سبيل الله :
وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
الأمر الثاني وهو النتيجة الفعلية لإسباغ الوضوء وإقامة الصلاة، فبعد كل وضوء وبعد كل صلاة تتشكل أو تتكون لدينا طاقة إيجابية فعالة تجعلنا نضرب في الأرض لنبتغي من فضل الله، فنكسب حسنات ونقيم علاقات ونصل الأرحام وكل ذلك مما يجعلنا سعداء مطمئنين إلى جنب الله الواحد القهار.
ثالثا : انتظار هذا اليوم والاستعداد له
مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ
إذاً علينا أن نضع أمام أعيننا أن يوما ما لا بيع فيه ولا أصدقاء ولا أقارب ولا مصالح ولا شراء سيأتي فجأة لتنتهي كل مشاكلنا في الحياة ونجني ثمار الوضوء والصلاة والإنفاق في سبيل الله .. وأول مكسب في حياتنا الدنيا قد أخبرنا عنه ربنا الرحمن:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
أننا عندما نلبي نداء الصلاة سنحصل دائما على حياة جديدة حقيقية نظيفة وفعالة تزودنا بمزيد من الإيمان والمحبة والمودة ورضا الرحمن، ولكن يجب أن نصبر على مشقة الطاعة حتى نتذوق حلاوتها.
ساحة النقاش