خطوات مضيئة نحو مستقبل أفضل

نحاول هنا أن نوضح تعليمات صيانة الإنسان التى جعلها الله في نداءات من الرحمن لعباده الكرام

من مواصفات القلب السليم

وروى البخاري في " الأدب المفرد " (716) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه :

 

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ ؟ قَالَ : قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لما لا أعلم ).

" وصححه الألباني في " صحيح الأدب المفرد " .

 

 

حافظ على سلامة قلبك وأحفظه بحفظ سمعك وبصرك

 

 

* وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ

[ سورة الشعراء ]

 

 

العجيب أن الآية جاءت في سورة الشعراء، سورة صورت لنا سحر الكلمة وأول مفعول لها أن تجعل من يسمعها غاوي طرب ونغم وحلو الكلام، ويُحلق بخياله في عالم من الخيال والأوهام وقد زينه لهم الشعراء والغاوين، والعجيب أننا نجد في الآية فئتين من الناس ((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ )) والفئة الثانية:  (( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ )).

 

 ومن صور الغواية :

 

*وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)

[الأعراف]

 

انسلخ من الآيات أي تحلل منها بعد أن جاءته وعرفها وسمعها وفهمها ثم بعد أن أتبعه الشيطان أصبح تابعا له .. فهل هو تابع ذليل ؟ أم تابع مبتدع ؟ أم تابع نمرود ومتغطرس ؟ أم تابع ينشر الغواية والضلال والفساد بين الناس؟

 

* إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ

[ الحجر ]

أخي في الله كلما حدثتك نفسك بشيء من الغواية أو اللهو أو وقع قلبك في الهوى تذكر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابدأ في تطبيقه بعزم وإصرار:

 

عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم:

 

" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ ".

 

حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

 

عندما نستحضر عظمة الله في سورة الفاتحة سوف نهوى كلام الله، بشرط أن نتذكر نعمته علينا وأنه جعلنا من خير أمة ..

 

* وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ

[ سورة الصافات ]

 

تأتوننا عن اليمين، أي كنتم تأتوننا وكأنكم مؤمنين، فيردون عليهم القول بأقوى ما يكون فقالوا ( بل لم تكونوا مؤمنين ) هؤلاء هم من قالوا الغناء والرقص والقصص والمسلسلات فن ولا بأس به. هذا والله أعلى وأعلم.

 

* وهكذا أحبتي في الله يجب أن نلاحظ حالة القلب فيما يهوى ويسمع ويميل، لأن كل ميل عن الحق يكون عائقا قويا في طريق الإيمان فتتعطل الدرجات ويصبح حتما العلاج بالابتلاءات كما في قول الله تبارك وتعالى :(( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ))  ، وهذا معناه باختصار شديد إتباع تعليمات الرحمن في يا أيها الذين أمنوا خاصة في ضبط اللسان فإن الكلمة لا تخرج عن كونها طيبة أو خبيثة.

MohamdIbrahim

هذا ما وفقني الله إليه وهو أعلى وأعلم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 77 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2020 بواسطة MohamdIbrahim

ساحة النقاش

mohamd ahmad ibrahim

MohamdIbrahim
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ من أجل هذا جعل الله لنا طريق الاستقامة واضحا ومحددا في نداء منه سبحانه لكل من به آمن ليعطيه مقومات الإيمان ومعطيات الاستقامة في نداءات بدأت كلها ب يا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,705