ذكر القرآن الكثير من القصص التي تروي هذا الحب
هو حب فطري لا يستطيع أحد ان يتدخل فيه، ومهما كانت الأختلافات بين الطرفين إلا ان ذلك الحب يسيطر علي قلوب الطرفين بخلاف ما يسمي العقوق الذي أصبح رائجاً في عصرنا الحالي.
ففي قصة ابراهيم واسماعيل عبرة وعظة فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين وهنا تفوق الحب الآلهي عن حب الأباء للآبناء فطاعة الله هي حب والأستجابة لآوامره حب الحب اصنافه كثيرة فلماذا نحصره في حب بين المحبوب والمحبوبة انظر لحب نوح لولده الذي كفر برسالته .... فالحب الفطري بين الأب والأبن فقد يصل لأقصي الحدود ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ومع ذلك كان يود ان يتوب الله علي ابنه الذي كفر وكذب برسالته وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وكان جواب الله تعالي: قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فرد نوحاً في حياء من الله فقال: قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ وهنا تفوق الحب الآلهي عن حب الوالد لولده كم هو رائع أن تستجيب لآوامر الله فتتقرب إلي الله فيتقرب إليك يا الله علي هذا الحب الحب الذي يضعه الكثيرين في المراتب الأولي
