توجيه الله لنبيه الكريم في منهج اتخاذ القرار ..

قال تعالى مخاطبا أشرف خلقه من أرسله للناس كافّة:
{فبما رحمة من الله لِنتَ لهم} .. فكنتَ الرحمة المهداة والنعمة المُسداة والصدر الواسع والقلب العطوف ..
{ولوكنت فظاً غليظ القلب} قاسيا لا تبالي بمن حولكَ ولا تُراعي اختلاف نفوسهم وتنوع أفكارهم .. {لانفضُّوا من حولك} وتنازعوا في الأمر وتَشتَّتَ شملهم وتفرّق جمعهم ..
واعلم أنّك مع لين جانبك معهم ولطفك في تأليف قلوبهم وعظيم رحمتك بهم ..
فسوف يُخطِئون في حقّك .. {فاعفُ عنهم} فأنت إمامهم وأنت أولى بالعفو والعفو شيمتك..
وسوف يعصون أوامري ويرتكبون الذنوب .. {فاستغفر لهم} .. فاستغفارك رحمة ..
وبالرغم من أنّ هؤلاء سيُخطِئون في حقك فيحتاجون إلى عفوك ويُذنبون ويعصون أوامري فيحتاجون إلى استغفارك ..
فتوجيهي لك أيها النبي الكريم المعصوم يا أكمل الناس عقلا: أقبِل عليهم {وشاورهم في الأمر} محترِما لعقولهم ومؤلفا لقلوبهم وموحدا لصفّهم وجامعا لكلمتهم ..
{فإذا عزمت} على الأمر بعد الأخذ بمشورتهم وتأليف قلوبهم وتوحيد صَفّهم وجمع كلمتهم .. {فتوكل على الله} .. ثقةً في تدبيره ورضاً بتقديره .. {إن الله يُحب المتوكلين}

والآن .. تأملوا الآية:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾
(آل عمران: ١٥٩)
صدق الله العظيم

المصدر: الحبيب على الجفرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 353 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2012 بواسطة MediaCharity

Media Charity

MediaCharity
مـيديا الخـير »

ابحث

تسجيل الدخول

تلفزيون مـيديا الخـير

سُنن يوم الجمعة المهجورة