يعود الاستزراع المائي البحري في أسبانيا إلى عام 1973 عندما تم إنشاء شركتين خاصتين لاستزراع الرخويات هما: فينيستير مار (Finisterre Mar) و تينامينور أ.س. (Tinamenor, S.A.). ولم يزدهر الإنتاج التجاري إلا خلال العقدين الأخيرين. وقد ارتكز تطوير الاستزراع المائي في المياه الداخلية، الذي ما زال ينتشر، على استزراع التراوت وذلك بسبب الجودة العالية للموارد المائية بالدولة. أما تطوير استزراع الأنواع الأخرى القارية فقد تم بمعدل أبطأ، كما أن تواجده الجغرافي تحكمه الظروف البيئية وعادات الاستهلاك الخاصة بكل إقليم. في حين نما استزراع الأسماك البحرية بشكل جيد خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا النمو يرجع أساسا لأسماك القاروص (seabass) والدنيس (seabream). أما استزراع الصدفيات فيعتبر من الممارسات التقليدية المستقرة.
وقد بلغ إنتاج الاستزراع المائي في أسبانيا 286 313 طنا في عام 2003, منها 895 279 طنا (89.3%) من الأنواع البحرية والباقي وهو 391 33 طنا (10.4%) من الاستزراع في المياه الداخلية.
وحوالي 70% من إنتاج بلح البحر الأسباني يستهلك محليا، أما الجزء الباقي (30%) فيتم تصديره خاصة إلى إيطاليا وفرنسا. كما أن 80% من إنتاج الأسماك البحرية يستهلك محليا، بينما يصدر حوالي 45% من الإصبعيات المنتجة في أسبانيا إلى الأسواق الأوروبية. وخلال الفترة من 1998-2002 تضاعف استيراد الدنيس 9.4 مرة، ليرتفع من 175 1 طنا في 1998 إلى 058 11 طنا في عام 2002. وأهم الدول المصدرة هي اليونان والمغرب، حيث صدرتا 072 9 طنا و 983 طنا، على الترتيب، في عام 2002.
وتتطلب زيادة إنتاج الاستزراع المائي تحسين أنظمة الإنتاج القائمة ومد الاستزراع إلى مناطق جديدة. وعلى الرغم من ذلك فقد ساهمت السوق الأسبانية في أزمة إمداد الأسماك البيضاء للسوق الأوروبية، كما يتضح من الدراسة الأخيرة التي أجراها اتحاد صناعات صيد الأسماك حول إمداد الأسماك البيضاء في الاتحاد الأوروبي.
ويجري في الوقت الراهن القيام بمبادرات متنوعة لتطوير أنظمة معايير الجودة في قطاع الاستزراع المائي. ويشمل ذلك الوسم، الشهادات البيئية، حماية الأصول، أدلة الحماية الجغرافية، والعلامات التجارية.
لمحة تاريخية
تمتلك أسبانيا حوالي 000 8 كم من السواحل، تتنوع في خصائصها ومناخها مما يوفر الظروف الكيميائية والفيزيائية الضرورية لممارسة الاستزراع البحري. كذلك تمتلك أسبانيا العديد من الأنهار، البحيرات والخزانات المائية التي توفر ظروفا نموذجية لتطوير الاستزراع المائي في المياه الداخلية.
ويعود أول تاريخ مكتوب عن إنتاج الأسماك في المياه الداخلية إلى عام 1129، عندما أنشئت مزرعة سمكية بمبادرة من الأسقف جلميريز (Gelmírez) في جاليسيا (Galicia). إلا أن الاستزراع السمكي على النطاق الصناعي لم يبدأ إلا في عام 1961. وفي عام 1964 بلغ إنتاج التراوت 25 طنا، ثم ازداد هذا الإنتاج منذ ذلك الحين ليصل إلى 284 35 طن في عام 2001.
وتعود بداية الاستزراع المائي البحري في أسبانيا إلى عام 1973 عندما تم إنشاء شركتين خاصتين لاستزراع الرخويات هما: فينيستير مار (Finisterre Mar) و تينامينور أ.س. (Tinamenor, S.A.). وظلت جميع هذه الشركات في حالة تطور واعتماد على البحوث والتنمية حتى نهاية الثمانينيات، إلا أن الإنتاج التجاري لم يزدهر إلا خلال العقدين الأخيرين.
وحتى بداية الثمانينيات كان قطاع الاستزراع المائي في أسبانيا قائما على المزارع الصغيرة التقليدية التي تدار بواسطة الأسرة. وكان هذا النمط من الاستزراع يتصف بثلاثة أنواع من المحاصيل:
- استزراع تراوت قوس قزح خلال الستينيات.
- استزراع بلح البحر في أنهار جاليسيا، والذي بدأ في الأربعينيات، ثم بدأ في التطور في منتصف الستينيات إلى منتصف السبعينيات.
- الاستزراع المائي في مصبات كاديز (Cádiz) والذي بدأ ببطء في بداية الأربعينيات، بسبب أزمة صناعة الملح، ولم يصل إلى حالته النهائية إلا في أواخر الستينيات.
وقد ارتكز تطوير الاستزراع المائي في المياه الداخلية، الذي ما زال ينتشر، على استزراع التراوت وذلك بسبب الجودة العالية للموارد المائية بالدولة. أما تطوير استزراع الأنواع الأخرى القارية فقد تم بمعدل أقل، كما أن تواجده الجغرافي تحكمه الظروف البيئية وعادات الاستهلاك الخاصة بكل إقليم. أما استزراع الأسماك البحرية فقد نما بشكل جيد خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا النمو يرجع أساسا لأسماك القاروص (seabass) والدنيس (seabream). أما استزراع الصدفيات فيعتبر من الممارسات التقليدية المستقرة.
وقد بلغ إنتاج الاستزراع المائي في أسبانيا 286 313 طنا في عام 2003, منها 895 279 طنا (89.3%) من الأنواع البحرية والباقي وهو 391 33 طنا (10.4%) من الاستزراع في المياه الداخلية.
الموارد البشرية
على الرغم من الحاجة إلى متخصصين جامعيين لاحتلال وظائف مختلفة في أعمال الاستزراع المائي، فلا توجد في أسبانيا درجة جامعية في هذا التخصص. وأحد الأسباب في ذلك هو أن الاستزراع المائي غير معترف به رسميا كمنظومة معرفية داخل الدوائر الأكاديمية والجامعية. والأفراد الذين يحتلون هذه الوظائف هم عادة حاصلون على درجات علمية في العلوم البيولوجية، الطب البيطري أو الهندسة، وقد درسوا مقررات عامة في علم الحيوان أو الإنتاج الحيواني. وقد تم استحداث درجات في علوم البحار في السنوات الأخيرة، حيث يجري تدريس بعض مقررات الاستزراع المائي ضمن مناهج هذه الدرجات. إلا أن العديد من الجامعات تمنح مقررات متخصصة، أو مقررات لدرجة الماجستير في الاستزراع المائي.
ويجري حاليا تدريس العديد من البرامج التدريبية التخصصية، بما في ذلك الاستزراع المائي، في إطار برنامج "الأسرة المحترفة للصيد البحري"
(Professional Maritime-Fishing Family). ويجري ذلك من خلال دورتين تستمر كل منهما لمدة عامين، وهما:
- دورة فني عمليات استزراع مائي.
- دورة فني إنتاج مائي.
كما توجد كذلك دورات تدريبية غير منتظمة على مستوى القطاعات والإدارات. ويجري تنظيم وتدريس بعض هذه الدورات في الإدارات الحكومية، أما البعض الآخر فيتم من خلال الكيانات الخاصة (مثل الاتحادات، جمعيات التجارة، منظمات المنتجين، الخ.).
ويرتبط حجم العمالة في قطاع الاستزراع المائي بعدد المنشآت العاملة في كل شركة. فقد أوضحت دراسة أجريت بواسطة "الوزارة العامة للصيد البحري" في عام 2001 أن الشركة التي تحتوي على منشأة واحدة يعمل لديها في المتوسط 13.2 عاملا. أما الشركات التي توجد بها أكثر من منشأة واحدة فيبلغ متوسط عدد العاملين بها 59 عاملا.
توزيع وخصائص أنظمة الاستزراع
معظم المجتمعات تحصر إنتاجها عادة في عدد قليل من الأنواع. ولكن على العكس، فقد نوعت مناطق الأندلس، جاليسيا وكاتالونيا من إنتاجها بشكل كبير. ففي كانتابريك (Cantabric) وجاليسيا، تم تطوير استزراع أنواع المياه الباردة، خاصة الرخويات، الطربوت والسلمون. فقد ازدهر استزراع الرخويات خاصة بلح البحر بنظام الأطواف في مصبات جاليسيا، مما جعل أسبانيا ثاني أكبر منتج في العالم لبلح البحر بعد الصين. كما يمارس كذلك استزراع المحار على الأطواف، اعتمادا على الزريعة المستوردة. أما الإكلام فإنه يستزرع في نفس المناطق ولكن على القاع في نقاط تعرف باسم "أودية استزراع الإكلام" (clam-culture parks). ويمارس استزراع الطربوت، الذي بدأ في الثمانينيات، في منشآت أرضية بسبب طبيعته المفلطحة، ولكن استخدام الماء المالح يزيد من الاستفادة من مزايا البحر المفتوح. أما في المناطق الدافئة، وهي مناطق البحر المتوسط وجنوب الأطلنطي، فيجري استزراع القاروص والدنيس في الأقفاص العائمة.
وقد كان الاستزراع المائي يمارس تقليديا في جنوب الأطلنطي في النظام شبه المكثف، بسبب وجود مساحات كبيرة من أحواض الملح المهجورة، والتي جرى تحويلها إلى أحواض للتربية. إلا أن التوجه يميل حاليا ناحية الاستزراع المكثف، خاصة في الأقفاص العائمة ذات الهياكل القوية والتي توضع في المياه المفتوحة. كما تم تطوير أنظمة أقفاص مماثلة في مناطق جزر الكناري و باليريس (Baleares). فالظروف البحرية في الكناري تعتبر نموذجية لاستزراع القاروص والدنيس، كما أنها تنتج كذلك التونة الحمراء ولكن بمعدل أقل.
الأنواع المستزرعة
تشمل الأنواع المستزرعة حاليا على نطاق تجاري: الدنيس، الطربوت، القاروص، ثعبان السمك (الإنكليس)، اللفش (الإسترجون)، الكورفين، الكروكر، الفلوندر، والبلطي(Sparus aurata, Psetta maxima, Dicentrarchus labrax, Anguilla anguilla, Pagellus bogaraveo, Argyrosomus regius, Solea vulgaris). أما الأنواع الأخرى التي تعتبر في مراحل متقدمة من البحث فهي الدنيس الأحمر (الحمرة)، البربوني (السلطان إبراهيم) والأخطبوط(Pagrus pagrus, Mullus spp., Octopus vulgaris).
وقد مثل إنتاج بلح البحر 79% من إجمالي إنتاج الاستزراع المائي و 89% من الإنتاج البحري في أسبانيا في عام 2003. ولكن من حيث القيمة فلا يعتبر بلح البحر أهم الأنواع، حيث بلغت مساهمته 33% من قيمة الإنتاج الكلي و 40% من قيمة الإنتاج البحري في عام 2003. أما أهم الأنواع من حيث القيمة فهي أسماك التونة، الطربوت، الإكلام، القاروص، الدنيس والفلوندر.
أما فيما يتعلق بأنواع المياه مختلطة الملوحة (الشروب) فأهم الأنواع هي تراوت قوس قزح، حيث يمثل 11% من إجمالي الإنتاج و 99% من إجمالي إنتاج المياه الداخلية. كما تساهم أنواع ثعبان السمك (الإنكليس)، التنكا (tench)، والكارب (المبروك) في الإنتاج بشكل جوهري.
التحسين الوراثي
باستثناء التراوت، وفي شركات محدودة، فإن خطط التحسين الوراثي للأنواع المستزرعة ما زالت مجرد نوايا. ولذلك يحتاج الاستزراع المائي في أسبانيا إلى برامج بحثية دائمة تهدف إلى التحسين الوراثي للأنواع المستزرعة.
النضوج الجنسي
يقوم معظم إنتاج التراوت على إنتاج أسماك صغيرة الحجم لم تصل إلى النضوج الجنسي، ولذلك فإن تسمين هذه الأسماك حتى الحصاد لا يتأثر بالنضوج الجنسي. وفي حالة بلح البحر فإن التوكسينات الموجودة في الماء قد تقلل من المحصول، كما يمكن أن يصل بلح البحر للنضوج الجنسي، مما يقلل من جودة لحم المنتج. وعلاج هذه المشكلة معقد نظرا لأن الاستزراع يعتمد على الأطوار المستقرة (الإسبات spats) التي يجري تجميعها من البيئة الطبيعية. ولذلك يعتبر هذا الموضوع تحديا بحثيا هاما. أما في حالة الدنيس والقاروص، خاصة عند الرغبة في إنتاج أحجام سمكية أكبر من التي تحصد حاليا، فإن النضوج الجنسي للأسماك يسبب تأثيرات اقتصادية كبرى، حيث أنه يطيل من دورات الإنتاج. كذلك تسبب هذه المشكلة آثارا اقتصادية خطيرة في مزارع الطربوت حيث أن الأحجام التسويقية تستلزم بقاء الحيوانات المستزرعة إلى ما بعد مرحلة النضوج الجنسي، مما يطيل دورة الإنتاج لأكثر من ستة شهور.
أهم هياكل الاستزراع المائي هي:
- الأحواض: المجاري المائية، الأحواض الدائرية، الأحواض المربعة.
- المنشآت الطافية: الأطواف المثبتة، الحبال الطويلة، الأقفاص العائمة والحظائر.
- الاستزراع القاعي: الأودية والأكياس.
- مصبات ونهايات الأنهار.
ويجري الاستزراع شبه المكثف في مصبات الأنهار وحفر الملح المهجورة، بينما يجري الاستزراع المكثف في خزانات خرسانية أو بلاستيكية.
الإنتاج
ويبين الشكل التالي الإنتاج الكلي للاستزراع المائي في إسبانيا طبقاً لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة:
الإنتاج المسجل من الاستزراع المائي في إسبانيا منذ عام 1950
|
ساحة النقاش