يعتمد الاستزراع المائي في مالطا أساسا على الاستزراع البحري من خلال تسمين تونة المحيط الأطلنطي زرقاء الزعنفة (Thunnus thynnus thynnus) المصادة من البيئة الطبيعية، وكذلك تربية القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax) والدنيس (Sparus aurata). ويتم تصدير التونة أساسا إلى اليابان، بينما يصدر الدنيس والقاروص إلى الأسواق الأوروبية، خاصة إيطاليا. وجميع أنشطة الاستزراع المائي تجري في الأقفاص العائمة، على بعد حوالي 1 كم من الشاطئ. وقد بلغ إنتاج الدنيس والقاروص من مزرعتين 772 طنا في عام 2005 (MRAE, 2005). أما إحصاءات الإنتاج النهائي من التونة في عام 2005 فلم تنشر بعد، إلا أن الكمية المصدرة لليابان بلغت حوالي 000 3 طن.
وقد بدأ المفرخ البحري الرائد في "المركز المالطي لعلوم المصايد" في العمل مرة أخرى في نوفمبر 2005. وتتركز بحوث المفرخ على التنوع في الأنواع المستزرعة. كما تشارك مالطا في البحوث المشتركة والتنمية الرامية إلى تربية التونة زرقاء الزعنفة، بهدف المساعدة في تحقيق الاستزراع المستدام طويل المدى لهذا النوع، وذلك بدعم من المفوضية الأوروبية (REPRODOTT Project).
ويوجد في مالطا تنافس كبير على المكان والموارد وذلك بسبب صغر حجم الدولة. وقد أصبحت الحكومة أكثر وعيا بقضايا البيئة، ولذلك فإن مشروعات الاستزراع المائي تستوجب إجراء دراسة لتقييم الأثر البيئي قبل أن تبدأ. ويجري الآن إقامة منطقة للاستزراع المائي بعيدا عن الشاطئ، لإبعاد مزارع التونة عن الشاطئ، بسبب التعارض مع صناعة السياحة.
لمحة تاريخية
لقد أدخل الاستزراع المائي إلى مالطا بعد إنشاء المركز الوطني للاستزراع المائي في عام 1988، وذلك من خلال تفريخ وتربية أسماك البلطي من أنواع Oreochromis spilurus وهجين البلطي الموزمبيقي (Oreochromis mossambicus) مع البلطي النيلي (Oreochromis niloticus) في مياه البحر (SIPAM, 2002). وفي بداية التسعينيات بدأت المزارع التجارية في إنتاج القاروص الأوروبي (D. labrax) والدنيس (S. aurata). وقد استخدمت حينئذ أنماط مختلفة من الأقفاص، خاصة الأقفاص المعروفة باسم دانلوب (Dunlop) و فارم أوشون (Farmocean) وذلك للاستخدام في المياه البعيدة عن الشاطئ، والأقفاص المعروفة باسم فلوتكس (Floatex) وكميس (Kames) للتحضين قريبا من الشاطئ. ومع بداية القرن الحادي والعشرين بدأ اهتمام الشركات المالطية باستزراع التونة زرقاء الزعنفة في أقفاص دائرية كبيرة بعيدا عن الشاطئ (SIPAM 2002).
وقد قام المركز الوطني للاستزراع المائي في عام 1992 بإنشاء المفرخ الخاص به لإنتاج إصبعيات الدنيس والقاروص. وقد كان الإنتاج السنوي المستهدف هو 000 400 إصبعية (وزن 2 جم)، وقد تحقق ذلك في عام 1994 (NAC, 1998). وخلال الفترة من 1995-1998 ارتفع الإنتاج إلى 000 500 1 إصبعية، بسبب تحسين تقنيات الإنتاج.
وفي عام 2001 تغير اسم المركز الوطني للاستزراع المائي ليصبح المركز المالطي لعلوم المصايد. ويقوم هذا المركز حاليا بتقديم الخبرة للهيئات المعنية، وكذلك الدعم الفني للصناعة المحلية.
وتوجد حاليا مزرعتان للقاروص والدنيس يجري تشغيلهما في ثلاثة مواقع. وقد بلغ إنتاج الدنيس والقاروص 772 طنا في عام 2005، كان نصيب الدنيس منها 567 طنا، تم تصدير 529 طنا منها. أما إنتاج القاروص فقد بلغ 205 طن تم تصدير 174 طنا منها. وقد بلغت المبيعات المحلية والمصدرة حوالي 000 300 5 دولار أمريكي (MRAE, 2005). ويبلغ إنتاج التونة حاليا حوالي 000 3 طن، تبلغ قيمتها حوالي 000 000 55 دولار (MCFS, 2006).
الموارد البشرية
يعمل في قطاع الاستزراع المائي حوالي 120 عاملا مستديما، إضافة إلى 64 عاملا مؤقتا. وتشمل العمالة: مديري مواقع، موظفي مكاتب، صيادين سابقين أو صيادين مؤقتين، عمالا وغواصين. وغالبية العمالة من الذكور، مع وجود عدد قليل من الإناث تعملن في أنشطة التجهيز والمعالجة.
<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} --><!--[endif]-->
الأنواع المستزرعة
الأنواع التي تستزرع بصورة كاملة في مالطا هي القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax)والدنيس (Sparus aurata). أما تسمين تونة المحيط الأطلنطي زرقاء الزعنفة (Thunnus thynnus thynnus) فيتم من خلال صيدها من البيئة الطبيعية، عند أحجام تتراوح بين 80-620 كجم، بواسطة الشباك الكيسية، ثم يجري تسمينها لحوالي ستة شهور حتى يتم تصديرها. وجميع إصبعيات الدنيس والقاروص يتم استيرادها من مفرخات معتمدة من إيطاليا، فرنسا أو أسبانيا. وقد تم استيراد حوالي 2.7 مليون من إصبعيات الدنيس والقاروص واللوت (الميجر) (Argyrosomus regius) في عام 2005. كما قامت إحدى الشركات المحلية باستيراد عدد قليل من إصبعيات الخنيني (الميجر البني) (Sciaena umbra) لمحاولة تسمينها.
<!--<!--<!--<!--
ممارسات وأنظمة الاستزراع
جميع الأسماك المستزرعة في مالطا يجري تربيتها في أقفاص عائمة. وتستخدم أنماط مختلفة من الأقفاص في تربية الدنيس والقاروص. فتستخدم أقفاص دانلوب
(Dunlop) و كوريلسا (Corelsa) في المياه البعيدة عن الشاطئ، أما أقفاص فلوتكس (Floatex) وكميس (Kames) فتستخدم للتحضين قريبا من الشاطئ. وتبلغ أبعاد أقفاص التحضين 5x5x5 مترا أو 10 مترا في العمق، في حين تبلغ أحجام الأقفاص البعيدة عن الشاطئ 15x15x5 متر أو 20 مترا في القطر و 10 أمتار في العمق. وتستخدم المزارع التجارية إصبعيات حجمها 2 جم، ثم يجري تغذيتها في الأقفاص على أعلاف مصنعة مستوردة من أوروبا، حتى تصل إلى حجم التسويق البالغ 350-450 جم للسمكة. وتستمر دورة التربية لحوالي 15 شهرا. وجميع مزارع الدنيس والقاروص في مالطا معتمدة من الاتحاد الأوروبي كما أنها حاصلة على شهادة تحليل المخاطر ونقطة التحكم الحرجة (الهاسب) (HACCP).
أما فيما يتعلق بتسمين التونة، فتستخدم أقفاص كبيرة يصل قطرها إلى 50 مترا وعمقها على 30 مترا. كما استخدم عدد قليل من الأقفاص البالغ قطرها 90 مترا بدءا من عام 2003. والأقفاص البالغ قطرها 50 مترا هي أقفاص أسبانية، إيطالية أو إنجليزية يتم تثبيتها بعيدا عن الشاطئ في مياه يبلغ عمقها 50-60 مترا، على بعد 1-2 كم من الخط الساحلي. والتقنيات المستخدمة في استزراع التونة في مالطا هي نفس التقنيات المستخدمة في دول البحر المتوسط الأخرى وهي أسبانيا، كرواتيا، تركيا وإيطاليا. وعادة تصاد التونة من المياه الدولية بواسطة الشباك الكيسية خلال شهري يونيو ويوليو. بعد ذلك تنقل التونة إلى الأقفاص حيث يتم تغذيتها على الأسماك والحبار، طبقا لإدارة واحتياجات المزرعة. تظل الأسماك في الأقفاص حتى موعد الحصاد والتصدير خلال الفترة من أكتوبر وحتى يناير. وتصدر التونة طازجة أو في صورة منتجات مجمدة إلى الأسواق الآسيوية (خاصة اليابان). ويعتمد حجم السمكة المصدرة على حجم السمكة عند صيدها والذي يتراوح بين 80-620 كجم. ونظرا لأن جميع التونة المستزرعة يتم صيدها من الطبيعة، فإن استدامة مخزون هذه السمكة وكذلك استدامة النظم البيئية الساحلية أصبحت محل اهتمام هيئة المصايد المعنية. وقد أوضح التقييم الذي أجرته المفوضية الدولية للحفاظ على تونة المحيط الأطلنطي (International Commission for the Conservation of Atlantic Tunas ICCAT) تناقصا حادا في مخزونات التونة منذ عام 1993 (FAO/GFCM/ICCAT, 2005).
<!--<!--<!--<!--
<!--<!--[if gte mso 9]-->
ساحة النقاش