بأيدينا لا بأيدي المجلس العسكري
انتخابات الرئاسة على الأبواب والمنافسة والصراع على أشدها خاصة بين المرشحين الإسلاميين الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور محمد مرسي، ونفس المنافسة قائمة بين الاثنين وبين عمرو موسى وأحمد شفيق، وعندما يوضع أبو الفتوح ومحمد مرسي في مقارنة مع عمرو موسى وأحمد شفيق فهذا بحق أزمة حقيقية بعد الثورة المصرية التي قامت لتسقط نظام مبارك، فإذا بأكبر رموزه يترشحون للرئاسة ويكونون في موضع منافسة مع الثوار عن طريق دعم الإعلاميين والجهاز الإداري والتنفيذي للدولة، ولم يكن هذا يحدث أبدا لولا أخطاء التيار الإسلامي وطول الفترة الانتقالية وحرص المجلس العسكري على عودة نظام مبارك في أقرب وقت.
الآن يجب أن نعترف بالأخطار التي تحدق بالتيار الإسلامي، فإذا لم يفز أحد الإسلاميين سواء أبو الفتوح أو محمد مرسي فسوف نعود إلى نقطة الصفر فبعد قليل يتم حل مجلس الشعب ثم تكمم الأفواه من جديد وتعود المعتقلات في أمن الدولة والقضاء العسكري وتزوير الانتخابات، وقد رأينا الثلاثة في المرحلة الإنتقالية أمام بصائر الجميع دون أن ينطق أحد بحجة اقتراب موعد انتخابات الرئاسة: وجدنا المعتقلات والقضاء العسكري في مذبحة العباسية حيث تم اقتحام مسجد النور على مرأى ومسمع من العالم أجمع ولم ينطق المتشدقين بحقوق الإنسان، وجدنا قبلها التزوير في الانتخابات باستبعاد الشيخ حازم أبواسماعيل والمهندس خيرت الشاطر وأيمن نور أيضا على مرأى ومسمع من العالم، ثم رأينا التعذيب للمعتقلين على أيدي الشرطة العسكرية، وأسوأ ما رأيناه في الفترة الانتقالية بعد الثورة هو اقتحام المساجد والاعتداء على الثوار الذين احتموا ببيت من بيوت الله ثم اعتقال الطبيبات اللاتي يسعفن المصابين والإعلاميات اللاتي يتابعن الأحداث بالصوت والصورة.
فإذا كان كل ذلك قد حدث في الفترة الانتقالية التي يمثل فيها الإسلاميين 70% من البرلمان فما بالك إذا تم اختيار عمرو موسى أو أحمد شفيق للرئاسة وقد صرحوا أنهم سيقومون بحل مجلس الشعب ولن يختاروا أحدا من الإسلاميين للمواقع التنفيذية، في هذه الحالة لا نلوم إلا أنفسنا نحن الإسلاميين لأن أنانيتنا وحرصنا على المنصب هي التي جعلت قوتنا تتوزع بين أكثر من مرشح وبالتالي فستكون النتيجة في غير صالحنا على الإطلاق.
سؤال: ماذا يضير أبو الفتوح لو نجح محمد مرسي، وماذا يضير محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لو نجح ابو الفتوح، أليس الاثنان ينتمون لنفس المدرسة ومرجعيتهم نفس المرجعية، الضرر كل الضرر لو نجح أحمد شفيق أو عمرو موسى أو أي اتجاه غير اسلامي قد يكون معاديا للمشروع الإسلامي أيضا.
أمامنا فرصة تاريخية أن تتحد كل القوى لاختيار مرشح واحد، وسيكون الخير في اجتماعنا في كل الأحوال، وسيكون الآخر معاونا له في كل الأحوال، فمصر بعد الثورة تحتاج لكل جهود أبنائها، المهم أن يكون هدفنا هو مصلحة الوطن وليست مصلحة أفراد أو أحزاب أو جماعات
لننسى خلافاتنا الآن حتى نخرج من هذا المأزق، فنحن نحتاج إلى رئيس واحد فلماذا لا يكون تحديد هذا الرئيس بأيدينا نحن لا بأيدي المجلس العسكري، إذا تفرقنا أصبحت فرصة التزوير واردة جدا أما إذا اجتمعنا على مرشح واحد فستكون نسبة التزوير قليلة جدا وغير مؤثرة وسيكون النجاح من الجولة الأولى بإذن الله، المرشحان يدعوان إلى تحكيم الشريعة، ومن الشريعة: : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فإذا لم تنجحوا في تطبيق الشريعة على أنفسكم فلن تطبقوها على الناس، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، أرونا من أنفسكم خيرا حتى نكون على يقين أنكم خرجتم من الآية الكريمة التي تقول: كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون
والحمد لله رب العالمين
مهندسة/ سحر زكي