هذا الرجل التف حوله كثيرون من شعب مصر من كل الفئات، منذ عام وهو يدع إلى برنامجه في تطبيق شريعة الله وأن يحيا كل مصري كريما في أرض مصر، سنة استطاع بفضل الله من خلالها أن يستشعر مدى حب الشعب المصري لدينه وهويته الإسلامية، حتى خاف من شعبيته الكثير من الحريصين على المناصب، ومن الحريصين على مكاسبهم الشخصية، وتركوا الشيخ عاما كاملا ظانين أنه لن يحصل على أصوات كافية لنجاحه في الانتخابات الرئاسية، وفوجئ الجميع بالرجل وهو ذاهب لتقديم أوراق ترشحه بشعبيته الجارفة، فما كان منهم إلا أن يتهموا الشيخ بأن أمه تحمل الجنسية الأمريكية، ليبدأ الشك في نزاهة الرجل وصدقه، ومع الأسف الشديد شارك في هذا بعض التيارات الإسلامية التي لم تقف مع الرجل.
وقد أثبت الشيخ حازم أن أوراقه سليمة بحكم القضاء إلا أن لجنة الانتخابات الرئاسية المعينة من قبل مبارك قد قدمت أوراقا مزورة تثبت بها حصول والدته الكريمة على الجنسية الأمريكية، كان يمكن الاكتفاء بخروج الرجل من سباق الرئاسة ويطعن بالتزوير على قرار اللجنة، لكن أبى الشامتون إلا أن يلوكوا سيرة الرجل بما ليس فيه ولم يكتفوا بذلك بل تحولوا إلى أنصاره يتهمونهم بالتعصب لرجل وليس تعصبا لقضية الإسلام وشريعته، ويخوفونهم بأن كل الأحداث القادمة ستكون من أنصار أبو إسماعيل حتى لا ينصروا الرجل ويقفوا بجواره في محنته، وشاركهم للأسف تيارات إسلامية نحترمها ولم نكن نتوقع منها هذا الهجوم على الرجل وأنصاره.
هناك من يتهم أنصاره أنهم يقدسون شخصه ويحيطونه بهالة وقداسة، هل هذا الكلام يليق برجل مسلم فمن يسب، يسبه هو أن سمح للناس أن تقدسه أم يسب الأنصار وأنهم بلا عقل ويسيرون خلفه مغيبين لا يعرفون شيئا عن الدين، ثم يقول له ضح بنفسك من أجل الأمة، حتى لا نكون جزائر أخرى، يتهم الشيخ بأنه طالب انصاره بالجهاد وحمل السلاح والشيخ حازم من هذا براء، ثم طالبه بأن يكون مثل عثمان بن عفان رضي الله عنه حين لم يرفع سيفا على من جاءوا لقتله، ولا أدري لماذا لم يعط المثل بعثمان رضي الله عنه حين أشيع أنه قتل في مكة عندما ذهبوا ليعتمروا في عام الحديبية، وحين وصل الخبر للنبي بايع أصحابه تحت الشجرة على قتال قريش ولم يكونوا مستعدين لتلك المعركة، ولماذا لم يعطوا أصحابه نفس العذر الذي أعطاه رسول الله لأصحابه حين رفضوا الصلح وحين أمرهم بالتحلل من الإحرام لم يطيعوا أمر رسول الله فتركهم وذهب إلى أم سلمة ليستشيرها في الأمر فأشارت عليه أن يذهب ويتحلل ويحلق وينحر فذهب وفعل ما أشارت عليه ففعل أصحابه مثلما فعل، هل كان المطلوب من أنصار الشيخ طاعتكم وقد خذلتم الشيخ وإلا كانوا يريدون الشر بالأمة، إنكم تستشهدون بالأحداث التي تتفق مع رؤيتكم أنتم ولا تستشهدون بالحدث كاملا وهذا من باب الأمانة.
هناك من ينتقد الشيخ أنه لا ينتمي إلى حزب أو جماعة تدعمه، فلم الجزع منه إذن، وهناك من يدعي أنه طلب الرئاسة لنفسه ولم تطلب له، ممن كان يطلبها أيها الشيخ الفاضل؟ هل يطلبها منك أو من المجلس العسكري أو من مجلس الشعب الذي أصبح يفصل قوانين يستثني بها كثيرون ممن عمل في نظام مبارك، والتي سعت أن يكون نظام الدولة برلمانيا ولذلك لم تدفع بمرشح للرئاسة، ولما أصبح المجلس العسكري صوريا أدركت خطأها ودفعت بخيرت الشاطر للرئاسة ثم بمحمد مرسي تحسبا لأية مفاجآت قد تحدث للشاطر، طلب من مجلس الشعب أن يطعن في المادة 28 ولم يفعل ، طالب بقانون العزل السياسي ولم يفعل إلا بعد أن خدعهم المجلس العسكري بدفع عمر سليمان للترشح للرئاسة، وطبق القانون على أحمد شفيق الورقة المحروقة أصلا من بداية الثورة المصرية، لقد طلبها الرجل من الشعب وقد قبل كثير من أفراد الشعب أن يكون قائدهم، مثلما ترشح غيره آخرون، فلماذا تدعون أن الشيخ حازم دون غيره طالب زعامة.
كان يجب أن يكون الحوار بين التيارات الإسلامية أكثر تحضرا وإيثارا لنعلم الناس عظمة ديننا، لكن كل منا دافع عن وجهة نظره وساق الأدلة الني تدعم ذلك دون النظر إلى أهم ما يجب أن نفعله الآن وهو توحيد الصف المسلم نحو تحقيق غاية واحدة وهي نصرة الدين، وبعدها نختلف كما شئنا، المهم أن نبدأ أولى الخطوات في تحقيق الهدف والغاية وهي قول الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"، وقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، أوامر من الله سبحانه وتعالى فمن يبدأ بتنفيذ تلك الآيات فهو الأكثر حرصا على الأمة، أما أن ينتظر كل تيار وكل حزب أن يبدأ الحزب الآخر فنسال الله العافية.
الرجل خرج من السباق الرئاسي إلى أن يثبت واقعة تزوير الأوراق التي استخدمتها لجنة الانتخابات الرئاسية لاستبعاده، ولم يطالب بوقف الانتخابات حتى تنتهي القضية بل كان حريصا أشد الحرص على إجراء الانتخابات في موعدها دون أي تأخير، فلماذا الحديث عن أنصاره بطريقة تجعلهم غصة في حلق من يتعامل معهم باستعلاء، ألا يرى هؤلاء أن يكسبوهم لصفهم بدلا من تحولهم عنهم إلى مرشح آخر كان أكثر إنصافا، نسأل الله أن يدبر لنا فإنا لا نحسن التدبير وأن يختار لنا فإنا لا نحسن الاختيار
والحمد لله رب العالمين
مهندسة / سحر زكي