لم يكن لدولة الإسلام الممتدة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تأشيرات دخول أو جوازات سفر بين تلك الدول التابعة لدولة الإسلام فقد قال الله تعالى: "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين"، والهجرة من دولة إلى أخرى ليست ترفا وليست نزهة وقد جعل الإسلام الهجرة حقا للمضطهد وواجبا عليه، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" (97):النساء.

أصبحت القوانين الوضعية سيفا مسلطا على رقاب الناس، فالذي يتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان نراه يرسم الحدود ويصنع التأشيرات، والذي يتحدث عن حق العقيدة وإبداء الرأي نراه يضع أصحاب الرأي المخالف في السجون والمعتقلات، والذي يدعي حرية الدين نراه يصادر حق المسلم في إطلاق اللحية وارتداء ما يشاء وغير ذلك الكثير، هؤلاء الذين يدعون الحرية هم عبيد والعبد لا يريد حرية لغيره، "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءٌ"

 

فصبر جميل

وذكرتني قصة الجنسية الأمريكية لأم إسماعيل المصرية بحادثة الإفك، فقد اتهمت أم المؤمنين عائشة وهي لا تدري ما يقول الناس، وإذا بالنبي يسألها إن كنت فعلت فاستغفري الله وإن لم تفعلي فسوف يبرئك الله، تحكي عائشة رصي الله عنها وتقول: تقلص دمعي ولم أجد ما أقول إلا كما قال أبو يوسف: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم أنزل الله براءتها في قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"، وأقول: هل رأيتم كذبا على الشيخ حازم قبل أن يترشح لرئاسة الجمهورية؟ هل يمكن أن يخدع كل هؤلاء العلماء الأفاضل الذين بايعوه على نصرة الدين؟ هل يمكن أن يخدع كل هؤلاء الناس الذين أيدوه وصدقوه؟ هل يمكن أن يكذب من اتخذ شعاره: سنحيا كراما؟ هل الكريم الذي يبحث عن الكرامة لكل مواطن يمكن أن يكذب؟ وهل من اتهمه بالكذب معروفون بالنزاهة والصدق؟ لنسأل أنفسنا تلك الأسئلة حتى لا نخوض في عرض امرئ مسلم لم يشهد أحد من المسلمين له بالكذب.

 

أقول لمن يدعي أن أنصار الشيخ يبالغون في تقديره واحترامه وكأنهم يحيطونه بشيء من القداسة، أقول لهؤلاء لا تستخفوا بعقول كل هؤلاء الذين بايعوا الشيخ، هل حين دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يعز الإسلام بأحد العمرين أن قدس أحدهما أم أنه رأى أنهما شخصان فيهما من الصفات ما يعز بها الإسلام، وقد رأينا ما فعل الفاروق حين أسلم، أقول لهم: ليس في الإسلام قداسة لأحد وهؤلاء ينادون بشرعة الإسلام فهل يخالفونها ابتداءٌ، أقول لهم نصرة الشيخ واجبة لأنه ليس هناك دليل على إدانته سوى مادة محصنة من الطعن على قرارات أصحابها، وهذه هي القداسة التي يجب أن تنادوا بإلغائها، الكيل بعدة مكاييل لا يليق بمسلم، فكما هاجمتم الشيخ هاجموا من حصن قرارات أفراد يخطئون ويصيبون أم أن قضاة مصر أصبحوا أنبياء لهم عصمة من الأخطاء، أجيبونا يرحمكم الله.

مهندسة / سحر زكي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 348 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,274

اسلمى يا مصر

IslamyyaMisr
مصر وطن حضارته تسبق التاريخ ولم يذل ولم يهزم إلا على أيدي الطغاة الذين باعوا الوطن بقصر في شرم الشيخ وآخر في باريس. وقد قام الشعب المصري بثورته المباركة في 25 يناير 2011 ليثور على هؤلاء الطغاة، وقد سقط الطاغية الأكبر إلا أن أذنابه لم تسقط بعد، ونقول اسلمي يا »