كانت السيدة هاجر اختيارا خاصا لسيدنا ابراهيم عليه السلام ،، قدمت نموذجا متفردا للصبر و الاحتمال ، و السعي ، و يبدو انها صفات أصيلة للمصرية ،،
قد نتحدث بشغف عن نماذج المرأة التي يصدّرها الاعلام ، و تبيعها الدراما و تتبادلها شبكات الاعلام الاجتماعي ،، لكن المرأة المصرية الحقيقية صاحبة الجمال الهاديء و الحضور المكثف تظل ايضا صاحبة الأثر العميق ،،،
يبدأ يوم المصرية غالبا بجهود الإيقاظ ، و محاولات و محايلات ، لينتهي بجهد الدفع الى النوم ، ترك الموبايل ، مكافحة الانترنت ، حرب الاعصاب ، و بينهما تفاصيل لا يتسع لها مقال ، فتقوم المرأة بالأدوار الرئيسية و الثانوية ، كممثل بارع يؤدي عدة ادوار في فيلم عظيم مهما قلت تكلفة الانتاج ،
تقدم المصرية دروسا عملية في ادارة الوقت ، و ترتيب الاولويات و تحديد الهدف ، ادارة الازمة ، و الصراع ، و قبول الاخر ، و فن الاستماع ، ،، بمتابعة اداءً المصرية يترسخ لديّ ما درسته عن الحوار و التحقيق و التقرير ، و صياغة الخبر ، و طرح السؤال ، و الدراما ، و كل علوم الاتصال و الاعلام ، ،
المصرية دائما امرأة خاصة جدا ، مؤثرة و حاضرة حضور الحضارة و التاريخ ، و التجارب التي صنعتها و حصنتها ، عميقة عمق أقوال الحكماء المصريين عن المرأة ووصاياهم لأبنائهم، والتي وُجدت على البرديات التي سجلت تلك الوصايا فاحاطت المصرية بالحب و التقدير و الرعاية ، فكانت الحضارة و كان الابداع ،
،،
مرت العصور ، من وصايا حكماء الحضارة ، الى وصايا الاعلام المرئي ببرامجه و افلامه و مسلسلاته ، و المسموع بقوالبه و اشكاله ، و المقروء بألوانه و أنواعه ، و شبكات التواصل الاجتماعي ، مرت العصور ، من ازدهار بالمرأة ، و عطاء للمرأة ، و تقدير للدور ، و تقديس للنعمة ، الى حال المصرية الذي لا يخفى على احد ،
ليس لدى اغلب المصريات وقت للتسويق و الترويج لأنفسهن و ما يقمن به في يومهن ، ، لم تتقن المصرية فنون البيع و الدعاية و الاعلان ، تعودت ان تعمل ، ان تسد ثغرات تفتحها الازمات ، و توسعها التقلبات ، ووسط مسئوليات طاحنة، قد تنسى المصرية نفسها ،
يتناول الاعلام المصرية في كل أدوارها ، و يجدها مادة ثرية للجذب الجماهيري ، حتى وقعت فريسة الازمة و الاحباط ، بين المحاولات و الاستسلام ، لم ينتبه الكثيرون ان المرأة حين يعينها مجتمعها ستعين هي الجميع ، حين يقدر دورها ، و يعيد فطرته الحضارية في التعامل مع المراة سيجني الجميع ثمرة ذلك ، لا تنمية في مصر دون جهود المصرية ، لا انجاز دون المصرية ، لا خطوات للأمام الا بها و معها و لها ،، .
الاسرة المصرية في فطرتها السوية اسرة حضارة ، و حب قد يتأرجح بين الاعلان و الاخفاء ، لكنه موجود في منطقة عميقة يزداد عمقها كل لحظة ، نحتاج تنشيطه و تفعيله لنحيا .