حتى أراك

،،،،

 بين الاسوأين

،،،

 بين الاسوأين ، هكذا  تبدو عمليات الاختيار هذه الايام متأثرة بمناخ عام ، بين الأسوأ و الأسوأ هي قمة الحيرة ، و أدركنا رفاهية المواقف السابقة التي كان الاختيار فيها بين السيء و الأسوأ ، وكنا ندعي اننا في ورطة ، 

ترامب و كلينتون  ، و اختيارات الشعب الامريكي الذي سيدفع العالم كله ثمن اختياراته ، و هي اختيارات مصبوغة بصبغة العصر ذاته الذي نعيشه جميعا مهما اختلفت الواننا و ثقافاتنا و درجات رفاهنا الاقتصادي والسياسي  و الاجتماعي و النفسي  ، !!  سارع  الكثير من  مواطني الولايات المتحدة بإنتاج  الفيديوهات  و استخدام  السوشيال ميديا للتأكيد على وجودهم الانساني  ، و تصالحهم مع العالم و تبرئة ذمتهم مما يحدث حولهم في العالم بعيدا عن السياسة ، فهل حالهم يشبهنا في توقع نتائج الاختيارات بين اسوأين ؟!  لا ادري ؟؟، لكن الذي أدريه ان أحد  الاسوأين  قادم لا محالة ،، دعه يحدث لنتعلم الطرق الجديدة للمواجهة ، 

كلينتون تحاول ان تنقي ثوبها من فضائح زوج بدا مراهقا في منصب رفيع ، و تنقي حزبها ، و تنقي  نفسها من صناعة الفساد و الارهاب الدولي ،  تحاول ان تبرر أزمات الولايات المتحدة  و تؤكد قوتها و سيطرتها ،

ترامب رجل الاعمال و الاعلام ،  يرسم احلام الأمريكيين متغافلا عن  صورته المرسومة أمامهم ،  مستثمرا خوفهم من الارهاب و العالم ،  هو في كل الحالات  رابح كبير ، يستثمر الهزيمة  أو الانتصار ،

وسائل التواصل الاجتماعي على المستويين المحلي و الدولي قدمت الرؤية الجماهيرية الشعبية لمناظرات جرت على شاشات التليفزيون  الامريكي بين المتنافسين تجلي الصورة ، و تؤكد إنهما اختياران و كلاهما مر ،  و اذا كانت الاختيارات السيئة تقود إلى نتائج سيئة، فالاختيارات الأسوأ تقود الى نتائج  اسوأ بطبيعة الحال   ، و هل من أسوأ ؟؟  و حتى صغارنا يصرخون هرمنا !! 

بين اسوأين تقسو الاختيارات ، بين أسوأين تضيق الدنيا على المضطرين ، بين أسوأين نقع أسرى ازمة التوقعات و النتائج المترتبة على حدوث أحد الأسوأين  و هنا  اكبر منغص للحياة ، فحين يحدث الأسوأ ، نعيش هذا الأسوأ فنتعلم طرقا و اساليب المواجهة والتعايش ، اما الانتظار و التوقعات  لأحد  الأسوأين  مرير  ..

 في الاختيار بين الأسوأين  قد لا تفيد مهارات البحث   ، و الاستشارة  ، و سؤال اهل العلم و الخبرة  ، و المراجع  العلمية ، ،  ثم هل تسمح اداب الاستخارة بالاستخارة بين أسوأين ؟؟!! 

و كما هو الحال في انتظارنا لنتائج اختيار الأمريكان بين الأسوأين ، تتجلى كل مصاعب و ألام حالات هذه الاختيارات القاسية ، فيبلغ القلق و الإجهاد مبلغه كلما اقتربنا من لحظة النتيجة ، لحظة اقرار الاختيار ليكون  الواقع الجديد الذي يفرض نفسه ، لحظة الحقيقة هي لحظة و قوع الحدث ، لحظة استقرار الاختيار على احد الاسوأين ، لا مشكلة ، الان وقع المحظور  ، ولن يفيد التسويف الاذا كانت هناك استراتيجيات للتدريب على المواجهة ، ان تغيير احد الاسوأين ليس في يدك ، انظر لما في يدك فعله ،  وهنا ليس لديك الا  ثلاثة مخارج ؛ 

-التهوين  لنتائج حدوث هذا الأسوأ ، من خلال جمع معلومات عن الموضوع لفهمه و تبسيطه  ، و التوعية به  ، فالوعي و المعرفة مفاتيح مهمة للتعامل مع هذا المراحل ،

-اعادة تقييم المعلومات والطرق التي يتعامل الماس بها مع الأسوأ الذي لا يستطيعون تغييره ، 

-الانشغال بما تستطيع فعله بشرط ان يكون إيجابيا مثمرا يحقق لك الرضا  ،  هذا الانشغال بالعمل يلهيك عن الغرق في توقع سيناريوهات المستقبل المزعجة ،

و على كل حال الانتظار هو اسوأ من الاسوأين فلا تقع فريسة اختياره 

المصدر: د/ نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 459 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,739