اقدّر جدا نوعية المستمع النشط الذي لا يكتفي بالاستماع بل المشاركة والتطبيق والتطوير ، و اضافة افكار ، و التقاط افكار للتركيز عليها،، 

في الحلقة السابقة من برنامج دكتور موود ، كنا نتحدث عن شروط فتح الصندوق الاسود ، وجاءت جملة تعلم مهارات الحكي وانت تفتحه امام من تثق ،، وسألني احد الاعزاء ،، فن الحكي وهل ان احكي  و  افضفض يحتاج فنا ، نعم يحتاج فنا وعلما ايضا ، فنحن نغضب حين يصاب أصدقاؤنا بالضجر من الحكي ،  ففن الحكي حتى لا يضجر المقربون منا من حكايتنا ، و حتى لا نسيء لاحد ، او نشوه احدا بحكاياتنا وكلامنا ،، فن الحكي مهارة اساسية من مهارات الكلام ، وبالتالي فهو مهارة اساسية من مهارات التواصل ، يمكن ان يحدثك انسان وتتمنى الا ينتهي حديثه ، ويمكن ان يحدثك اخر وانت تدعو الله ان ينتهي الكلام دون إحراجه بإظهار الضجر او الملل من كلامه ،،

ولنا في دروس التعبير نموذج ، و حين جلست مع مجموعة اطفال مكلفين بكتابة موضوع تعبير و يعبرون عن انزعاجهم من ذلك ، سألتهم عن سر هذا الانزعاج ، فقالوا انهم لا يستطيعون استرجاع الجمل التي قام المدرس  بتحفيظها لهم ، وهنا الخيط ، ان تكتب موضوعا ، ان تحكي ، هي مجموعة قواعد لا جمل انشائية محفوظة نسترجعها فيبدو كلامنا مملا ، لا يحمل معانينا الخاصة 

تحكي لنا حكايات الف ليلة وليلة اهم ما فيها ، في شئون الحكي ، فشهرزاد أنقذتها قدراتها على الحكي من موت محقق ، ولولا جاذبية حكاياتها لقتلها شهريار ، كسابقاتها ، هل تأملتم ذلك  جيدا ، في اهم حكايات شهرزاد ،،

مهارة الحكي  يمكن ان تبدأ  مبكرا ، و في كتابة اليوميات مهارة وخبرة ، دون ان تغرق في تفاصيل لكن خبرات متراكمة ،

الحكي له جانبان  ، احدهما يتعلق بالمادة او الموضوع او الاحداث او الوقائع التي سأحكيها  ،، والآخر  يهتم بأسلوب او طريقة عرض الحكاية ، من كلام و لغة جسد وإشارات بل وحتى الصمت ، فكلها عوامل تساعد على توصيل الحكاية بتفاصيلها

،، قد نجد بعض الوظائف او الاهداف  لفن الحكي او فن السرد ، اهم اهداف الحكي

الحكي ذاته يعني كل الهدف اني احكي تفاصيل عن الاحداث والأشخاص والأماكن والتوقيت ، يعني انقل الحكاية كما وقعت

او قد أسعى للتفسير ،  فيقوم الحاكي او السارد بشرح تفسيره عن طبيعة الأشخاص عن رأيه في مسار الاحداث ، عن تفسيرات تنقل وجهة نظره فيما حدث 

او قد يؤدي الحكي وظيفة التواصل ، فاطرح على من احكي لهم أسئلة او اعطيهم الفرصة لإبداء الرأي والمقاطعة 

وقد يؤدي وظيفة تقييمية اي ان الحكاية لا تنتهي بانتهاء القصة بل يتشارك الانسان مع الاخرين لتقييم الوقائع والأشخاص ، ومدى ملائمة ما حدث ، وكيف تتم معالجة الامر مستقبلا 

،هكذا ،،

مهارة الحكي تعتمد على استدعاء جيد للذاكرة ، ونحن بشر ، ربما ننسى وربما نغفل وربما ننتقي ما نحكي وما نخفي ، وهي احيانا ضرورة فبعض الاحداث لا ينبغي لها ان تكون مادة حكايات ، 

مهارة الحكي بعد ما تسترجع الموقف ، تصف الشخصيات ، وسماتها وسلوكها وعلاقتها بالموقف ، وهنا ايضا نحن بشر ، 

الزمن و ترتيب  الاحداث ، واسترجاع احداث وإغفال اخرى ، وإيقاف زمن عند احساس معين للإفراط في وصفه 

الاماكن التي وقعت فيها الاحداث خاصة لو كانت لها دلالات 

لكل حكاية لحظة بداية للحدث ثم لحظة تحول او تطور اهم ما يميزها انها تحرك الاستقرار الذي ظهر في لحظة البداية ، أزمة ، مشكلة ، تصرف ، لفظ صادم ، ورد الفعل المصاحب للحظة التحول 

ثم البحث عن حلول او تكيف للعودة للاستقرار ، ونهاية الحكاية ، بحكاية بختام الاحداث ،

المهم هنا في مهارة الحكي ان تحكي الموقف المناسب امام اهل الثقة والخبرة لأداء وظيفة  ، وليس مجرد فضفضفات الفضائح المنتشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي 

الصندوغ الاسود ينبغي ان يستريح ، وتخفف حمولته ، بشروط وجود الانسان المناسب للتفريغ ، من اجل بدء  رحلة جديدة آمنة ، 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 301 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

639,308