كنت اتحدث مع صديقة مقربة لي نفسيا ، عن جهود المجتمع والدول والمنظمات في دمج المعاق في المجتمع ، بدءا من العملية التعليمية ، حتى  ممارسة بعض الرياضات ، ومسابقات الابداع والفن ، و سألتها عن رأيها خاصة انها تنتمي لهذا العالم من اصحاب القدرات الخاصة ، 

قالت لي ، لن تفيد اي خطط للدمج مادام مجتمعنا مصرا على التفكير المتطور والافعال الموروثة ، هذا المجتمع الذي يقبل الكثير من الأمور على مستوى النقاش لكنه لا يقبلها على مستوى الأفعال ، ببساطة كم اسرة رفضت عريسا لابنتها لان لديه مشكلة في حاسة من حواسه او لديه مشكلة حركيّة ، وكم اسرة رفضت عروسا لابنها لذات الاسباب ، 

هنا نحتاج فعلا للدمج بين ما نتحدث عنه وما نفعله ، كم لفظ يستخدمه الناس لتمييز عنيف وجارح ، كم يضجر المجتمع بمساعدة بسيطة لو تكرر الطلب ممن يحتاجها ، كم وكم وكم ، 

،، 

نتناقش اليوم مع الجميع من اجل دمج حقيقي بين افكار متطورة وسلوكيات موروثة ،، فكيف نبدأ ، شاركونا ،،

،،

منظمة الصحة العالمية وضعت تعريفا محددا للإعاقة "الإعاقة هو مصطلح يغطي العجز، والقيود على النشاط، ومقيدات المشاركة. والعجز هي مشكلة في وظيفة الجسم أو هيكله، والحد من النشاط هو الصعوبة التي يواجهها الفرد في تنفيذ مهمة أو عمل، في حين أن تقييد المشاركة هي المشكلة التي يعاني منها الفرد في المشاركة في مواقف الحياة، وبالتالي فالإعاقة هي ظاهرة معقدة، والتي تعكس التفاعل بين ملامح جسم الشخص وملامح المجتمع الذي يعيش فيه أو الذي تعيش فيه".

،،

بين ملامح الجسد ،  وملامح المجتمع  ،، نعم فالمجتمعات وإنسانيتها وحضارتها ترتبط بعلاقات عادلة بين الملامح و القبول ، وفقا لمتطلبات الدور الذي ننتظره من الانسان ، في المجتمعات البدائية نجد حتى كبار الفلاسفة والمفكرين يضعون ويمارسون علاقات غير منصفة بين الملامح و مشاكل الجسد وبين الحق في الحياة  والتعلم  والرعاية ، والعمل ، اما مع الديانات السماوية ديانات الحضارات الحقيقية ظهرت الحقوق والإنسانية ، والدمج المجتمعي الحقيقي ، 

كيف نقاوم هتلرية التفكير ، حيث يقال ان هتلر  اعتبر جميع  أنواع الإعاقات  البدنية والنفسية ، مثل حالات الاكتئاب، والإعاقة التعليمية والمعرفية، والشلل الدماغي، وأنواع الخلل المرضي مثل الضمور العضلي، والسرطان، وعاهات الحركة، وبطء  التعلم ، والصمم و كف البصر ، كلها  تتعارض مع  جهود هتلر الرامية إلى إنشاء العرق السيد العرق الآري  ، وإبادة المعوقين كانت عنصراً رئيسياً للخطة النازية لـ" تنقية ما يُسمي بالعرق الآري"

،،

نتعلم من تجاربنا ، ونتعلم من هؤلاء الذين نقابلهم وقد تميزوا ونبغوا ، نتحدث عن طاقات التجديد ، والامل بعد افضل انسانيا واجتماعيا ونفسيا ، ،،

الجاحظ ، إديسون ، هيلين كلير ، الرافعي ، طه حسين ، الترمذي ، ابو العلاء المعري ، موسى بن نصير من قادة الفتوحات الاسلامية ، ماركوني ، روزفلت احد رؤساء الولايات المتحدة ، وليس باستير ، 

،،، 

انظر له بقدراته لا بملامحه ، بإمكاناته ، لا بإعاقته  ، بمهارات التي قد لا تستطيع ان تدركها فيه ، لكنّ عدل الله وضع فيه ما يعوّضه قبل اجهزة البشر التعويضية ،،

شاركونا النقاش ، تجارب حياة تؤكد احتياجا جميعا لبعضنا دون استثناء 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

639,339