تغير الحاكم والمحكوم ، و العقد الذي بينهما ،، فماذا بعد ؟؟!!
تغير الوعي والالم وحجم الحكايات المشتركة ، والكلام في موضوعات غير الطقس و الالوان ، والافلام ، وبرامج التليفزيون ،
تغير الفعل والقول ورد الفعل ورد القول ، والناس ، تغير حديث الناس
،، نجحت ثورتي على مستوى قراراتي الشخصية ، ثبتتني ، جمعت بيني وبين قومي ، رغم كل ادعاءات الفرقة ، كلمة الحق لا خلاف عليها ، لكن يكون الخلاف في طريق الوصول ، اصحاب المصالح والفساد ، و النظرة تحت الأقدام يمتنعون ،
لن احدثكم عن يوم الثلاثاء ٢٥ يناير ، عن الثورة التي رأيتها في التليفزيون ، في دفء بيتي ،
لن احدثكم عن الاربعاء ٢٦ يناير ، ورائحة الجو الغريبة و توجس رئيسي في العمل الذي سألني هل للمشهد بقية ، قلت بالتأكيد نعم ، وطلبت منه ان اعمل كما يليق بالاذاعة المصرية
لن احدثكم عن تعليمات يوم الجمعة ٢٨ يناير ، و فترة عملي مع فريق العمل صباحا ، وتشديد الا نطلق عليها ، ( مظاهرات ) ، و مكالمة الاستاذ اسامة سرايا وكان وقتها رئيس تحرير جريدة الأهرام ، الذي أراد ان يأخذنا في مسار مقاله الاسبوعي لأصر على سؤال حول ما يحدث في مصر الان ،
عن لقاء الأديب يوسف القعيد الذي سألته عن لقائه مع مبارك حيث التقى مع مفكري مصر ضمن فعاليات معرض الكتاب ، وسؤالي له حول متابعة ما يدور على صفحات الانترنت ، وهل انتبه الرئيس لتغيرات الشارع المصري والواقع الذي يطغى بمشهد لا يعرف منتهاه الا الله ،
عن بحثي عن خطتي مع سائق السيارة حيث اتفقنا على عدة سيناريوهات خشية احداث عنف يواجهها اي منا
عن يوم ٧ فبراير ، و تأكيدي على الهواء ان ما يحدث امر خطير وان التجاهل لن يجدي ابدا
عن قلقي على زوجي الذي جاء ليصطحبني من عملي بعد ان اشتد خوفه علي و انا في قلب احداث مرت كأنها دهر
لن أحدثكم عن احلام تصورناها محفوظة في الثلاجة وسنفتح لنجدها مثلجة ، تنتظر قليلا من الدفء لتبدأ الحياة ،
لن احدثكم عن خطط كبرى دارت في رأسي ،،
لن احدثكم عن ابنائي حين ذهبوا لمديرة المدرسة لتغيير الزِّي المدرسي الى علم مصر
لن احدثكم عن تضارب أحاسيس الناس في اول ايام الثورة ، بين العدو في الميدان ، و أهالينا في الميادين ، و دموعهم بصدق الأحاسيس ،
لن احدثكم عن الفوضى والاحباط ، والازمات ، والشائعات ، و الجدل ،
لن أحدثكم عن ٣٠ يونيو ، وقراري الذي تأكد ان الاعلام مهنة لها قواعد واصول ، ادوات مهنة ، وتشريعات واخلاقيات عمل ، واننا أمناء على مهنة خطيرة ، ادركت قدر خطورتها كما لم أدركه من قبل ، في هذا التوقيت الحاسم ،
لن احدثكم عن مقاومة قرارات بالسير في اتجاه واحد ، ومقاومة الدفع بالخطوات لأسوأ من الخلف ، بالدفع لما لا نراه ،
لن احدثكم عن تأجيل الاحلام لانها لن تأتي دفعة واحدة ، لكن احدثكم عن البناء الذي كان ينبغي ان يبدأ وبدأته ،، تعلمت ان اليوم ، الساعة اللحظة ، شأن مهم جدا وله افعال ، وان الغرق في الامس قاتل الا من خبراته ، وان غدا قريب ، وخطته تبدأ الآن ،
تعلمت ان ابدأ دون انتظار مادامت الأمور امامي واضحة ويقينية ، تعلمت الا أخاصم أهلي ، على رأيي او رأيهم ، تعلمت اننا جميعا في مركب واحد وعلينا ان نسعى بها لتبحر، مهما كان الغضب ، تحدثت مع أولئك الذين اختلفوا معي كثيرا جدا ، ووجدت أكثرهم اهلي الطيبين ، والذي تأكدت من شره ، ابتعدت واعلنت اعتراضي ، دون خصومة فهو شريك وطن ،
نعم في لحظة ما ، انحسر الفساد وارتجف ، وكان في ذروة نشاطه ،
، احدثكم عن ثورتي التي ثبتتني ، جمعتني بمن هم شبهي ، وتعاطفا مع من لا يرى ، وهذا دوري ان نبحث عن المعلومات والتحليل والتفسير ليبني المواطن آراءه ،
قررت ، وقتها ، قرارات توكد اني تغيرت ،،
تعلمت الثبات ، الا انجرف في تيارات تقسمنا بين التخوين و التحريض ، بين التطبيل والصيد في الماء العكر ، بين الهواة والمحترفين ، انها بلدي ، وأنهم اهلي ،
عن يقيني ان يقظة الاعلام فرض ، وأننا قد نؤخذ بذنوب بعضنا هنا لكننا في النهاية سنُحاسب فرادى