تتغير الدنيا ،، ويظل الجيل وراء الجيل يتعجب من الصغار ،، نقبل ما كنا نرفضه ، ونكتيف مع أشياء كنا نجهلها ،، تخيل رد فعل الانسان الذي رأى سيارة تسير لأول مرة في الشارع جرى أمامها صارخا مرعوبا من هذا القاتل الذي يجري باتجاهه ،،، الانسان الاول الذي استمع الى صوت بشري يصدر من جهاز أصم ظن ان عفريتا يسكن هذا الصندوق المغلق ،،،،كان أستاذي في كتابة المقال السياسي يشكو لي حال الشباب صغار السن انهم يتحدثون الى أنفسهم في الشارع ،، ولما أخبرته انهم يضعون سماعات ويتحدثون الى أصدقاءهم في التليفون المحمول غضب من نفسه جدا كيف انه لم يسأل قبل ان يفترض فالدنيا تجري وتتغير ولا احد يعرف على وجه الدقة ماذا حدث ،،نعم التعلم موجود لكن من يتأخر يدفع ثمنا اكثر وكلما بدأت مبكرا في الإدراك كلما قلت صدماتك وازدادت فرصك ،، وهنا أحدثكم عن مهارات التنمية البشرية التي نبدأ متأخرين جدا في تعلمها سواء ونحن طلبة في الجامعة او بعد التخرج مباشرة لإيجاد فرص عمل افضل ،،ولنتذكر ما قاله احد الصحابة ( نربي أبناءنا لزمان غير زماننا ) وفي ذلك دلالة على ضرورة توسيع الأفق عند الاسرة والحضانه والمدرسة والنادي وكل المؤسسات التي تتعامل مع أطفالنا ،، لابد ان نفتح افاقنا لاستقبال ما لا نعرف وتربية الطفل على مهارات أساسية ،، حين بدأت تجربة تدريب الأطفال والطلائع على مهارات التنمية البشرية لم أكن أتخيل مدى الاهتمام والتفاعل وجودة الاداء لهؤلاء الصغار بل وتفوقهم على طلبة الجامعة وال خريجين في التدريب والتطبيق العملي للمهارات ،، هم يعرفون الان نماذج التحليل لاتخاذ القرار ، يعرفون العصف الذهني يعرفون كيف تجعل من حلمك رؤية وهدف وتضع له الخطة للتنفيذ ،، يعرفون كيف يستخدمون حائط النشر على صفحات التواصل الاجتماعي بأفضل استخدام كأنهم دار نشر عريقة ،،نعم يعرفون ذلك ويتحدثون رغم الأزمات التي يمر بها مجتمعنا عن مستقبلهم ،، بالتدريب الجاد الممتع المحفز ،،،،،من منا لم يحدث نفسه وهو طفل صغير بالكثير من الأحاديث الصامتة او المعلنة ،، الم نمر بذلك ،، فلنعلمهم حديث النفس الإيجابي انها مهارة من مهارات ادارةالذات التي تشمل عناصر وهى { التحدث مع الذات , الاعتقاد , وجهة النطر للاحداث , العواطف , السلوك } حيث يمكن ان يتحول هذا التحدث مع النفس الذي يعد في بعض الأحيان " القاتل الصامت " نحاول ان نتعلم بأساليب جديدة كيف نحوله الى محفز من محفزات النجاح ،، فالفكرة بهذا الحديث الصامت تقود الى الفعل ،،فاجعل حديثه لذاته إيجابيا مليئاً بالثقة هذه واحدة من مهارات عديدة ينبغي ان نسلح بها أبناءنا ،،،ان تعليمهم مهارات التكيف والثقة بالنفس والمرونة والتواصل وإدارة الذات ،،وإدارة الوقت ووضع الهدف ، ضرورة حتمية واقعية ، ولابد ان نضع في اعتبارنا متغيرات لم تظهر بعد ،، اننا نبني بناء جسديا وذهنيا لاستقبال المستقبل في عالم يلهث وقد لا نستطيع ولا يستطيعون مواكبته ،اذا لم يتم تأهيلهم بدرجة كافية له ،، بل ويتم تأهيلنا ايضا لهم ،، لا يكفي الحب في هذا الزمان ، لكن الحب والكثير من المفاتيح التي ينبغي ان نمنحها ليستطيعوا الوقوف على ارض صلبة ،، فلم يعد يكفينا ميراث الأساليب التقليدية في التعاملات اليومية بل ينبغي تحصين انفسنا وتحصينهم بمجموعة من المهارات الاساسية لليوم وغدا . ..