قضيت معهم يوما في مكانهم ،،استشعرت رغبتهم الكبيرة في تطوير مجتمعهم ،، شباب يعاني من الفقر والعشوائية والاحتياجات البسيطة التي قتلت داخلهم الاحلام ،،  دعوتهم لبرنامج إذاعي يشرحون فيه تجربتهم لتطوير المكان وكيف يقاومهم مجتمعهم ذاته الذي يرغبون في تغييره ، حتى كادوا ان يحبطوا ويكفوا عن المحاولة،،

،،قدمت لهم كل الاحترام والتقدير لدورهم في تطوير مجتمعهم ( ترب اليهود ) ، ومحاولة دفع الناس فيه الى حياة افضل ،، اثناء اذاعة البرنامج على الهواء كان صاحب المقهى الذي تجمع عليه اهل المنطقة يفخر بهم و يرفع مؤشر الصوت ليسمع الجميع هؤلاء الشباب ،، اتصلوا بي فور عودتهم بأحاسيس اخرى ومحاولات متجددة وإصرار ،، ظللت أتابع معهم  محاولاتهم حتى نجحوا في تحويل اسم المنطقة الى عزبة النصر ، و علّموا الأطفال والنساء الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة رسم الاحلام ،، اطلعت على الرسومات ،، رأيت العصافير والشجر والطيارة والشمس ،، مفردات جميلة اللون والشكل تظهر في الرسومات ،،

،،

كنت اعد برنامجا عن الاستخدام السياسي لأطفال الشوارع ، واستعنت بأحد الاصدقاء يعمل في مؤسسة لرعاية أطفال الشوارع ليرشح لي نموذجا من الأطفال عاصر الأحداث الساخنة في ميادين مصر ،  تعرفت على طفل في الصف الخامس الابتدائي ، لديه الاسرة لكنه كان دائم الهرب حتى التقطه أخصائيو المؤسسة الاجتماعية ، طفل مهندم خجول ، لا يظهر عليه ملامح الصورة التقليدية لطفل الشارع ، حكى لي عن مأساته الشخصية التي دفعته للهروب من البيت ، لكنه يحب أبويه ، حكى عن الموت الذي حاصره في الشوارع ،  و الأموال التي كان يحصل عليها بجهد بسيط وعن الثمن الذي دفعه ليرضي ملاك  الشارع الأصليين من أطفال سبقوه الى الشارع وتضاعفت خبراتهم حتى عينوا أنفسهم أوصياء على كل منضم جديد لمملكتهم ،،

حين كسرت حاجز الثلج بيننا وحدثته بصدق حدثني بصدق وإيجابية ، قبل ان نكون على الهواء ، وحين بدأنا الحلقة نسي ان أمامه ميكروفونا و ان الأخصائيين المسئولين عنه أمامه ،، تحدث وانطلق ،، اخبرني انه يحب والده ووالدته ، وانه دفع الثمن الكافي للهروب وانه يتمنى العودة لأسرته  و يستكمل تعليمه بينهم ،، طلب من أسرته ان تتغير في أساليبها معه ، طلب من والده المزيد من العطف والاحتواء لانه يحتاج للاحتماء به ،، فور انتهاء الحلقة اتصل الأب بابنه في حالة عاطفية مؤثرة كفيلم هندي لم أكن أصدقه لولا انني عشت اللحظة فعلا ،، 

ادركت ان السايكو اعلام يعمل كماكينة فؤاد المهندس حين طلعت القماش ،،



تذكرت كلمة  ليفي مورينو مؤسس السيكو دراما الذي  أسس أول جمعية لهذا العلاج . حين حضر درساً لفرويد, وسأله عن ما يفعل فأجابه مورينو : " أنتَ تحلل أحلام الناس وأنا أعطيهم الدافع ليحلموا من جديد,أنتَ تحللهم لأجزاء وقطع نفسية وأنا أساعدهم ليقوموا بإعادة هذه الأجزاء مع بعضها البعض". كان مورينو مناهضاً لأفكار فرويد واهتم بدراسة العلاقات البشرية. عاش في فينّا ودرس فيها الطب والرياضة والفلسفة. شغل عدة مناصب في أمريكا أهمها في جامعة كاليفورنيا وفي المدرسة الجديدة لبحث الاجتماعي. تزوج من زيركا مورينو الخبيرة في السايكودراما والتي قامت بإكمال عمل زوجها وأبحاثه بعد وفاته. توفي عن عمرٍ يناهز 84 عاماً.

عناصر وأساليب السايكو اعلام كما في السايكودراما:

يقوم العلاج بالسايكو اعلام  على ثلاثة عناصر:

1-فريق العمل المخرج  ، المعد ، المذيع ، 

يتفقون على الهدف العام للحلقة وعلى دراية بمعنى السيكو اعلام يضعون خطة عمل الحلقة الأسئلة والمواد الفنية ومثلما يفعل  المعالج النفسي  الا ان الحلقات وليست الجلسات مذاعة فهي تعمل على مرحلتين الضيف الموجود بالأستوديو والمستمعين حيثما كانوا ،.

2- المجموعة:

وهم  هنا الجمهور ويمكنهم حضور الحلقة او المشاركة عبر الانترنت ، وهم كالممثلين المساعدين للمريض في أداء دوره بالقيام بأدوار أخرى في البرنامج 

3- البطل ، الضيف :

وهو المريض نفسه الذي تتمركز حوله أحداث المسرحية ويقوم بتمثيل واقع حدث له من أجل إيجاد مشكلة ما.

  

أما الأساليب المتبعة في السايكو اعلام تقترب من السايكودراما فهي أربعة : عكس الأدوار, المرآة العاكسة , النموذج ،، والدوبلاج   ...

1/عكس الأدوار:

هنا يقوم بالمريض بتمثيل دور شخص آخر ممن يرى فيه المشكلة, مثال أن يقوم المريض بأداء دور زوجته التي لديه صعوبات في التعامل معها. في عكس الأدوار يقوم المريض بمعايشة الواقع من زاوية أشخاص آخرين تساعده على رؤية المشكلة من وجهة نظر أخرى.

2/ دور المرآة:

يكون المريض فيه متفرج سلبي حيث يقوم ممثل آخر بتأدية دور المريض بحيث يستطيع المريض من خلال المشاهدة والمراقبة رؤية صورة مماثلة له. من هنا يقتنص المريض أنماط حديثه ولغة جسده والسلوك الذي ربما فاقم المشكلة وأبعد الحل عنها. هنا المريض يشاهد نفسه باختصار.

3/ دور النموذج:

يكون فيه المريض أيضاً متفرج لكن من يقوم بدوره هنا يؤدي الدور بحلول نموذجية أي كيف كان ينبغي المريض أن يتصرف.

4/ دور الدوبلاج:

في هذا الدور يقوم شخص آخر بتأدية دور ظل المريض الذي يقوم بالتعبير شفوياً عن لغة جسد المريض، في الدوبلاج سيقوم المخرج بإيقاف المسرحية ليسأل المريض إن كان ظله قد نجح في التعبير عن لغة جسده،هذا النوع يتيح فرصة للمريض لكي يواكب الحل الغير منطوق في حركاته.

تعريف بآلية العمل الدرامي الموجّه :

ـ التمهيد الدرامي :


يبدأ العرض الدرامي بالتعريف بالشخصيات، من حيث أفعالهم ومراكزهم الاجتماعية ونحو ذلك؛ كي يدخل السامع في الحكاية الدرامية على نحو يؤهله للتفاعل مع أحداثها، ويتشكل بذلك منطلق الدراما، ثم تبدأ "نقطة الهجوم" بالحديث عن الهدف التوجيهي .

ـ الذروة الدرامية :

  

عندما تبدأ الأحداث بالتأزم والتوتر ، فتحتبس أنفاس السامع أو المشاهد ، وتزداد نبضات قلبه عددًا وتسارعًا منتظراً نتيجة الحدث ، في هكذا لحظة تحديدًا تحدث الذروة الدرامية . وفي هذه اللحظة يتكثف التشويق، ويبلغ الجذب غايته، ويأسر المشهد متابعيه في الاستمرار في إكمال أحداثه حتى النهاية. ثم تبدأ الذروة بالانحلال رويدًا رويدًا. وفي زحمة هذه الأحداث، ينزلق حدث مفصلي يتمم حل الذروة الدرامية.

ـ الحبكة الدرامية :

قوة الحبكة الدرامية وترابطها، وتسلسلها الرشيق، إذ لا يحتاج السامع إلى كبير عناء ليدرك انسجامها، إلى درجة أن يكون هو أحد أبطال الواقعة،ويحيا في ثنايا ذلك كله، الحالة النفسية لأبطال القصة، بأبعادها الإنسانية والإجرامية على السواء،اتخذ من التصوير الفني أسلوبًا للعرض الدرامي، لما يقوم به التصوير من تحويل الكلمة إلى لوحة، وكأن القلم في يد الكاتب ريشة في يد فنان يرسم لوحة معبرة عن الحدث شاخصاً أمام المتلقي ،وكأنه قد أسهم في صنع الحدث، وهذا كله يدلّل على التماسك الدرامي الشديد في هكذا دراما.

ومما ينبغي التنويه إليه، أنه على الرغم من اجتماع أعلى عناصر النجاح في هكذا دراما، بحيث لم يخرج النص عن صدقه في محتوى الدراما، ولا في حبكته الدرامية، فلم يسلك مسلك توسيع الأحداث والتفاصيل، أو ابتكار شخصيات وأحداث جديدة، أو توسيع محل القصة الدرامية التي يعبر عنها رمانياً أو مكانيا، بل ينتهج طريقةً أخرى، محافظة على صدق الأحداث، فيوسع مخيلة المتلقي ، ويفسح أمامه آفاق التصور، مستعيناً بطرائق التصوير الفني المتعددة، بحيث يجد المتلقي نفسه في ساحة الأحداث، يستجيب لما يمليه كل حدث من انفعال نفسي، فتتلوّن قسمات وجهه وحركات جسده، حسبما يفرض الحدث ويتطلب الموقف.


 المجتمع  يعيش حالة سايكولوجية خطيرة تحتاج إلى تضافر جهود ، منها الجهود ذات الأثر العاجل والجهود ذات الأثر البعيد ،، وكل يحاول الإصلاح فيما بين يديه فجميعنا ندفع الثمن ،،

المطلوب من الإعلاميين الذين عليهم تنفيذ خطط سريعة قصيرة المدى ان  يقدموا أفكارا جديدة لا ان يقدموا برامج معلبة لا تثير الا المشاحنات والفوضى الاعلامية

ملحوظة ، تم نشر مجموعة مقالات وافكار السيكواعلام بصحيفة المشهد الورقية وموقعها الالكتروني 

المصدر: مجموعة أبحاث في علم النفس والاعلام والتنمية البشرية د، نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 12 مايو 2014 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

651,038