لا يكون الانسان فاضلاً لمجرد أنه يعلم ما يجب عليه فعله، بل فضله وشرفه في أنه يستطيع ان يعمل ما يجب عليه فعله، ويحاول ،، ونحن لا نعمل في فراغ بل في بيئة متكاملة ... اعلامنا طريق يسلكه العابرون صدفة او مع سبق الاصرار ،،،،، فماذا نقدم لجمهور اصبح يمتلك الوسيلة والرسالة بوصفه احد شهود العيان على واقع يعطي صورا متناقضة في كل مكان ،،
التقيت هذا الأسبوع عددا من طلاب الاعلام ،، لهم افكار واهتمامات متنوعة ،،وطرحت عليهم سؤالي ماذا يمكن ان تقدموا من موضوعات لجمهوركم اذا تحققت لكم الفرصة الان لتكتبوا وتقدموا أفكاركم ؟؟!!
وعلى تنوع اهتماماتهم لم تحمل أفكارهم هذا التنوع !! بل حملت أفكارا وكلمات تقلد هذا الاعلام السائد !! سألتهم ،،لماذا لم تتنوع أفكاركم بتنوعكم ،، وبدأنا معا جلسة البحث والتفكير في محاولة لفك الأسر الاعلامي الذي نقع ضحاياه إراديا او مجبرين ،، ظللنا ساعتين نحاول انتاج افكار مختلفة لواقع نعيشه حتى نجحنا الى حد ما ..
يقع الاعلام على اختلاف قنواته في مشاكل متشابهة ،، ومعالجات متشابهة ،،و معظمها تصب في غير المصالح العليا للوطن والمواطن ،، و ينطبق ذلك ايضا على المعالجة الإعلامية للأوضاع المشتعلة ،، لم يكن الاعلام خيرا مطلقا ولا شرا مطلقا ،الا انه لا يمكن ان ننكر انه لولا الكاميرات التي صورت والميكروفونات التي سجلت والأقلام التي كتبت لتغيرت كمية الخسائر ، اما بالزيادة او النقصان وفقا لشكل المعالجة الإعلامية ،،،
لكن هل يتعجل الاعلام النتيجة ،، فيرسم خريطة الحلم قبل تحديد أدواته ،،؟؟!! نعم يحدث ذلك غالبا ،، ويراهن الجميع على رغبة المتلقي في التعرض ،، ويقدمون له ما يعتقدون انه يفضله ،،
الافراد يقيمون علاقاتهم الخاصة مع وسائل الاتصال بحكم تعدد البدائل ،،و هم يتجنبون عدم التوازن والاختلال الناتج عن التعرض الى موضوعات أو أفكار لا تتفق مع معارفهم ومعتقداتهم وقيمهم ،فيقومون بتصفية الرسائل الإعلامية واختيار ما يكون أكثر اتساقاً مع إطارهم المعرفي والنفسي والاجتماعي. ،،، وهنا نستسهل كاعلام عرض الرسائل التي تتوافق مع الجمهور وتعجبه ولا تصدمه ،، وننسى ما تعلمناه عن قواعد استخدام الاستمالات المتنوعة في الرسالة الإعلامية ،، وننسى ايضا قواعد وكيفية عرض الحجج المتنوعة الداعمة للرأي والمخالفة له ،، وكأن ما نتعلمه جاء من كوكب اخر ولا ينطبق على البشر هنا ،، ،فلم نعد نجد الاعلام الخالص المخلص ،،،،
بل وجدنا اعلاما غالبا غير احترافي الا من رحم ربي ،، وكل قناة اعتقدت انها خدمت تيارها وسياستها ومالكها ،، دون النظر في الأصول والقواعد المهنية ،،،
تحدثنا في الاعلام عن الديمقراطية ،،فهل مارسنا هذا الاعلام بديموقراطية وهل مارسناها ،،؟؟!!!
الديمقراطية لابد ان تتيح الأفكار و الحريات، حرية العقيدة وحرية الابداع ، والإنتاج , والتعبير .. في ظل التعايش مع الآخرين بأقل ما يمكن من الصراعات والتناقضات. للوصول إلى حلول معقولة وعادلة لجميع المواطنين،، بعيدا عن التكرارات النمطية ،بعيدا عن التكفير والترهيب والتخوين .
،،