هل لديك أعراض اخرى ؟؟ غير تلك التي تظهر على عامة الناس ،،
هل من امراض اخرى تخصك دون غيرك لا علاج لها من اثار مهنتك ،،،،نصيبك ،، قسمتك ،، قدرك ،، دراستك ،،وظيفتك ،،
اعرف طبيبة أسنان تحكي لي عن تجاربها الصائبة في الحكم على الناس من أسنانهم ،، والمدرس الذي يختم كلامه دائماً بكلمة فهمت ؟؟!! والمحاسب الذي يسأل عن الميزانية والأسعار والحسابات في جلسات الاصدقاء والأسرة ،، والكوافيرة التي تعطيك نصائح مجانية في لون شعرك و نوع بشرتك ،، والمذيعة التي رفضت العريس لطريقة نطقه لكلمة سفن ،،نطقها بالفاء وليس ال v ..
أقول لكم هذا وانا اولكم أعاني من أمراض المهنة وأعراضها ،، أمراض الدراسة وأعراضها ،،،أمراض هواياتي وأعراضها ،، يا لهذا الكم من الأعراض ،،رأسي يؤلمني من كثرتها ،،
واحدة من هذه المشكلات ،،اني افكر دائماً بطريقة تحليل المضمون ،،ويشير ( التحليل )(Analysis) بأنه عملية إدراك الأشياء والظواهر عن طريق فصل العناصر بعضها عن بعض ، ومعرفة الخصائص التي تمتاز بها هذه العناصر ، فضلاً عن معرفة طبيعة العلاقات التي تربط بينها ،،،ويشير ( المضمون او المحتوى ) ( Content) في علوم الاعلام والاتصال الى كل مكونات الرسالة الإعلامية من عبارات او رموز او حركات ، وغيرها من المعلومات ،،
وكثيرا ،،يبدو لي ان تجربة تحليل المضمون من هواياتي ودراستي وعملي ،،حصار في كل الجهات ،،اجربها مع كثير مما اتعرض له من اعلام مقروء ومسموع ومرئي ،، لاحظت مثلا تكرار كلمات مبارك ،،،سوزان ،،ثم عز ،، سرور ،،تعديلات دستورية ، وظهرت كلمة جمال من عام ٢٠٠٦ بكثافة في الاعلام المصري حتى ان برنامجا صباحيا حمل عنوان صباح الجمال وأكدت القيادة المسئولة صاحبة الفكرة انها تداعب السلطة ،، والحق ان برنامجا بهذا الاسم الجميل لفظا والعجيب دلالة لم يستمر طويلا ،،، وطبعا تستطيعون حصر تكرار ما تتعرضون له في وسائل الاعلام من كلمات اسماء وأفعال ، وأقوم دائما بتحليل مضمون وحساب تكرارات الألفاظ حتى في كلام الناس على تنوع الفئات والشرائح الاجتماعية ،،،
صحيح ان كل فترة تظهر كلمات تسيطر غير كلمات تختفي لكن يظل ان كلمة مبارك كانت الستر والغطاء ،، فكان تكرار الكلمة معتادا و حافظا لماء وجه الاعلام الرسمي الذي يبدي دائماً انه يحب الرجل ويقدره ،، لدرجة تستدعي للذهن تفسير الدكتور جمال حمدان فى كتابه " شخصية مصر " ..حول ما تعانى منه مصر من فرط الإستقرار ،،،،لكن استقرار مبارك في السلطة مع مجموعة محددة من الأسماء كان استقرارا آمنا إعلاميا ومريحا،، والجمهور لم يكن يلاحظ هذا الجزء الاحصائي في مسالة تحليل المضمون ففرط الاستقرار قد نفقد معه احيانا القدرة على مثل هذه الملاحظات الصغيرة ،،،،!!!
ثم تفاجأ هذا الاعلام بكشف الغطاء الساتر ،، والتعرض المباشر للهواء الطلق هكذافي لحظة عجيبة من ايام الشتاء المفعمة بالمطر ،،، ،،،،،.
وما ان استقر اتجاه البوصلة الإعلامية على بعض الكلمات ( أذكركم ببعض الأمثلة والنماذج ،،الشباب الطاهر _الثورة النظيفة _الثورة الإبداعية _التغيير _الاستفتاء _ الفلول _وغيرها مما تنتقي ذاكرة حضراتكم ،،) الا و تتغير الظروف ،،حتى دون ان ننتظر الشتاء ،،،
و اكثر من مرة تغيرت الكلمات الى حد اللخبطة لواحدة مثلي عملي الاعلام ودراستي الاعلام والتنمية ،، افكر في تحديد وظائف عملية الاتصال من وجهة نظر اللاعبين الأساسيين في العملية الإعلامية ،،الاعلامي والمتلقي ،،ومالك الوسيلة الإعلامية ،،افكر في الإعلام؛ والتعليم؛ والترفيه؛ والإقناع. في المشاركة في عملية الاتصال وفهم وتحليل الاحداث؛ وتعلم مهارات جديدة؛ والاستمتاع والاسترخاء والهروب من مشاكل الحياة والحصول على المعرفة و معلومات جديدة تساعد الفرد على اتخاذ القرارات والتصرف بشكل مقبول اجتماعياً. ،،
وكل فرد يبحث عن كلمات تقود الى موضوعات تناسبه ،، لكن يحدث ان يفرض عليك الاعلامي والوسيلة كلمات معينة تظل تسمعها وترددها سواء من باب الجد او الهزل ،،، ودائماً ابحث عن كلمات اعلام وتنمية ونجاح وتطوير وجودة وهدف سواء في الاعلام او على السنة الناس ،، صحيح اجد تكرارا عظيما لكلمة اعلام ،،لكني أكاد افتش بمنظار مكبر عن التنمية او حتى اصغر أخواتها .