من لا يستطيع التكيف مع الواقع سواء الطبيعة اوالمجتمع قد يعرض نفسه للعزلة او للانقراض ... وهو بذلك قد اختار.. لان هذه الامور الان اصبحت علوما ومعارف يمكن التدرب عليها .. وكما تقول النظريات العلمية ان البقاء لا يرتبط بالكائنات الحية الأقوى ولا الأذكى فليست هي من تبقى على قيد الحياة، بل يرتبط البقاء ومقاومة الفناء والانقراض بالقدرة على التكيف .. صحيح قد لا ننقرض بالمعنى المباشر .. لكننا قد لا نجد لانفسنا مكانا لائقا يسمح لقدراتنا ان تنطلق ...،التكيف عملية انسانيية ، تحتاج لظروف بيئية و اجتماعية ، هي جهود لتنسيق العمل وتقليل الصراع دون القضاء على الطرف الاخر...و لن يلغي تراضينا المؤقت اختلافنا الدائم .. لكن كيف يمكن ان نصل لنتائج تفيد الكل.. ولنتأكد انه لن يقضي احدنا على الاخر فكلانا له حقوق ومسئوليات وواجبات .. فكيف نتعامل ؟
التأقلم هو قدرة الفرد على التكيف مع متغيرات البيئة الطبيعية.. في القرون الماضية حاول الانسان التكيف مع الطبيعة لتستمر حياته .. . ثم حاول التكيف مع المجتمع ومازال.. و حاول التكيف مع نفسه ومازال ..
ان من أقوى الرغبات عند البشر هي الرغبة في التوافق الاجتماعي والتكيّف مع المجتمع ..
واذا كانت القيادة تعني ضمن ما تعني القدرة على تحريك الناس نحو الهدف، فان القائد الاداري هو من يحسن استعمال المفتاح المناسب للاخرين وكما أن الأبواب المختلفة لا يتم فتحها بمفتاح واحد، فكذلك أنماط البشر المختلفة لا تدار ولا تنطلق طاقاتها بطريقة ثابتة بل بطرق متنوعة بتنوع انماط البشر ...وحين لا ينفتح معك الاخر لاتكسر القفل بل غير المفتاح او تخلص من بعض الصدأ فوقه .. الم تجرب ذلك ؟؟؟؟ الا يمكنك وضع المفتاح في قليل من الزيت لينزلق بسلاسه ويفتح ما كان مستعصيا ؟؟
ليست المشكلة فقط تواجهك دون رئيسك المشكلة تواجه الرئيس والمرؤوس ..الاب والابناء ..الحاكم والمحكوم ..
الرئيس قد يرى ان الموظفين لديه غير مؤهلين والمرؤس قد يرى الرئيس ظالما.. وكلانا ينظر للنتائج النهائية .. الحصول على اعلى دخل .. انسب وظيفة .. اعلى انتاجية .. وغالبا لا ننظر فيما وقف وراء صناعة هذه النتائج .....
في مرات سابقة تحدثنا عن الاداء .. وادارة الاداء وتقييم الاداء ... فلنتحدث اليوم عن مفاتيح التكيف للوصول لمعدلات اداء افضل بمعرفة انماط الشخصيات .. وهنا لا ستفيد فقط المدراء بل يمكن للموظف ايضا ان يحقق ما يريد بالمعرفة...
علم أنماط الشخصية:هو أحد أشهر النظريات العلمية لفهم شخصيات الناس من خلال الفروق التي أودعها الله في كل فرد.
ومن أهداف دراسة علم أنماط الشخصية :
1)فهم النفس و فهم الاّخرين . وفهم الفروق بين الناس والتعامل بإيجابية.
2) تحسين مهارات التواصل مع الاّخرين.
وهذه امور نحتاجها حين نطبقها على كل العلاقات الاجتماعية التي ندخلها قهرا او اختيارا ...
تعددت المدراس النفسية وتعددت وجهات النظر تجاه الإنسان وكيفية سلوكه ----بهدف التعرف على الوسائل التي تسهل تواصل الإنسان مع الاخرين ...
أربعة أنماط للشخصيات :
النمط المتفرد . النمط التحليلي ..النمط التعبيري ..النمط الودي
النمط المتفرد
حازم يتخذ القرارات لا يتردد ...يهتم بالنتائج و لا يهتم بالتفاصيل ..شخصية مبادرة يحب أن يكون قياديا ..يقبل التحديات, و يسعى ويهتم بتصحيح الأخطاء حتى أخطائه الشخصية .واضح و مباشر .
يمكن ان تحفزه بالنتائج .
المتفرد ..يرى التحليلي متردد او يرى التعبيري فوضويا و يرى الودي مخلصا
النمط التحليلي :
منطقي لا يتجاوب كثيراً مع الخيالات .. بل يهتم بالتجربة الفعلية ونتائجها
ملتزم بالأنظمة و التعليمات . مستمع جيد لأنه يحب جمع المعلومات و الخبرات من خبرات الاخرين المباشرة ..يفكر كثيرا قبل اتخاذ القرارت .. مستقل , مرجعيته باتخاذ القرارات داخليه . رغم انه يسأل كثيراً , لكن في النهاية هو من يتخذ القرار
يمكنك تحفيزه بالإدله و المعلومات و التفاصيل .
التحليلي : يرى المتفرد متهورا و يرى التعبيري مبدعا و صاحب أفكار و يرى الودي مجاملا
النمط التعبيري :
شخص ممتع يحب الإبداع . يتحول من قمة الحب إلي قمة البغض . يرتاح للحديث و العلاقات قبل البدء بأي مهمة .
يعتمد علي المشاعر لاتخاذ القرارات . يثار بسهوله , كلمة قد تؤثر عليه طول اليوم و يستطيع التأثير علي الآخرين .
لديه قابليه عاليه لمشاركة الرأي. صاحب خيال واسع .
تحفزه بالاستثارة الشعورية واظهار المشاعر.
التعبيري : يرى المتفرد متكبرا و يرى التحليلي خبيرا و متمكنا و يرى الودي ضعيفا
النمط الودي :
محبوب ودود . علاقاته فيها نوع من الدفء و تسهل مصاحبته و يثق بسهوله .
يستمتع بالاتصالات الشخصية و المسئولية المشتركة . فهو يحب الناس , لكن علاقاته الشخصية مع اثنين أو ثلاثة . يتجنب المخاطر ولا يبادر إلا إذا حصل علي دعم من مصدر قوي . متعاون مع الآخرين. متفاني في خدمة الآخرين و في مساعدتهم و في الوقوف لجانبهم لا يستطيع أن يرفض لأحد طلب .
تحفزه بالعلاقات الحميمة .
الودي : يرى المتفرد قائد او يرى التحليلي غير وفي و يرى التعبيري كثير الكلام دون فعل....
الان ..هل وجدت نفسك في نمط محدد واضح و صريح؟؟ .. بمعنى كل صفات النمط موجودة فيك يحمل نمط واحد فقط . ام وجدت نفسك صاحب نمط تشاركي لديك نمط رئيسي و نمط مكمل . ام صاحب نمط تكاملي لديك عدة أنماط مختلفة؟؟؟
عموما من المهم قبل ان تضع الاخرين في هذه الانماط ان نضع انفسنا اولا ... لنعرف ما يمكن اضافته او محاولة اكتسابه من اجل اداء افضل .ولنعرف التعامل الامثل مع كل نمط ..
وفي التوافق والتكيف الاجتماعي تحدث الباحثون في علوم التنمية البشرية والذاتية عن اللمسات العشر الإنسانية
المشتقة من حروف كلمة
human touch اللمسات الإنسانية وهي:
1- إستمع إليه : H-Hear Him
2- إحترم شعوره U -Understand his feelings
3- حرك رغبتهM -Motivate his desire
4- قدر مجهوده A-Appreciate his efforts
5- مده بالأخبار N-News him
6- دربهT- Train him
7- أرشــده – O- Open his eyes
8- تفهم تفرده U-Under stand his Unigueness
9- اتصل بهC- Contact him
10- أكرمهH- Honour him
وفي اللمسه الخامسة مده بالأخبار N-News him نجد ان التكيف الاجتماعي لا يستغني عن وسائل الاعلام لانها ان صلحت توفر لنا الثراء المعرفي لمفاتيح التكيف مع المجتمع والمساهمة في صنع بيئة عمل وانتاج وليس بيئة صراع وضعف ..
شاركونا الحوار مع د. محمد ضياء الدين خبير الادارة والتدريب