يقول الكاتب الأمريكي توماس فريدمان الذي نشر مجموعة مقالات  حول حرب الافكار (وهو  صحفي وكاتب أمريكي يهودي صهيوني وهو معروف بمساندته لتسوية للصراع العربي  الإسرائيلي ) يقول :  أن الشباب الذي ينمو ضمن سياق فرص اقتصادية حقيقية، وفي ظل سيادة القانون، وحق التكلم والكتابة في أي شيء يرغبونه لن يكونوا بالتأكيد راغبين في تدمير العالم، وإنما سوف يريدون أن يكونوا جزءاً منه... ..

فهل يأمل الغرب  ان تكون بلادنا حرة ومثالية وأمنة لتحقيق امنهم ؟؟ام يستخدمون فكرنا وامننا واعلامنا واوطاننا لتحقيق مصالحهم .. هل يقاوم شباب الانترنت والفيسبوك وتويتر الحرب الاعلامية والفكرية الشرسة بقدرات جديدة ووسائل اعلام شخصية واجتماعية قد تنجح فيما لم يفعله اعلام بوسائله التقليدية ؟؟ ام يستيقظ اعلامنا لمواجهة الحرب ؟؟ ام يقع الاثنان الاعلام التقليدي والاجتماعي في فخ جديد؟؟؟!!!

نعود لمصطلح (حرب الأفكار) الذي كان أول من أطلقه ، ووضع له الأساس الفكري  احد القضاة الأمريكان (لويس باول)، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان يريد من نشره وتفعيله، مواجهة الأيديولوجيات المعارضة والمعادية للرأسمالية، وتحمس لفكرته أحد اليمينيين المتطرفين وهو (وليام كورز) فأسس مراكز للأبحاث لهذا الغرض.
لكن وزير الدفاع الأمريكي  (دونالد رامسفيلد) هو أول من أطلق شرارة (حرب الأفكار) ضمن ما أسمته أمريكا (الحرب على الإرهاب) وذلك عندما دعا في مقابلة صحفية في  عام 2003م إلى شن تلك الحرب وظل يردد الكلام عن أهميتها، حتى أواخر بقائه في منصبه، ودعا في أكتوبر 2003م، إلى تشكيل وكالة جديدة تساعد على مواجهة ما أسماه حرب الأفكار الخاصة بالإرهاب الدولي. وذلك في سياق حاجة الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع إلى إعادة تنظيم التعامل مع تهديدات القرن الحادي والعشرين..   وقد أدلى بحديث إلى صحيفة الواشنطن بوست في مارس 2006م ..قال : (نخوض حرب أفكار، مثلما نخوض حرباً عسكرية، ونؤمن إيماناً قوياً بأن أفكارنا لا مثيل لها) 

ونتساءل هل من الطبيعي أن يكون المسئول الأول عن وضع الخطط العسكرية  هو نفسه المسئول الرسمي لحرب فكرية؟؟؟

ام ننتبه انها الحرب الجديدة بادوات مختلفة .

ثم تنتقل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة  (كونداليزا رايس) الى تحديد الملامح الرئيسة لتلك الحرب، وذلك عندما كانت  مستشارة للأمن القومي الأمريكي ...حيث قالت في كلمة ألقتها في معهد السلام الأمريكي في  2002م: (لا بد من اتباع أساليب الحرب الباردة نفسها ضد الشيوعية لمواجهة أفكار (الكراهية والموت) في الشرق الأوسط). و قالت في مقالة لها في صحيفة الواشنطن بوست في ديسمبر 2005: (إننا ضالعون في حرب أفكار أكثر مما نحن منخرطون في حرب «جيوش»).

فماذا فعلت حرب الأفكار، وماذا فعل اعلاميو ومثقفو بلادنا في التأثير على قلوبنا  وعقولنا،

، صحيح ان الجهود التي تبذلها الفضائيات والإذاعات المسموعة المدعومة من مؤسسي حرب الافكار ومشعليها لم تصل للهدف تماما لكنها لن تكف عن المحاولة , وعلى الاعلاميين الوقوف على اساليب ومهارات الحرب الجديدة المشتعلة وألا يقفوا على الحياد تجاه اوطانهم ، وعليهم أن يقوموا بواجبهم   بموضوعية مهنية في التوعية  والتنوير..

الأفكار  طلقات رصاص ورانات المدافع وصواريخ وقنابل ,

والإعلام وسيلة لشن الطلقات على الهدف.

إن تكتيك حرب الأفكار يقوم علي إثارة الفتن النقاشية  حول  قشور وموضوعات مفبركة او قضايا حقيقية تبرز من العدم لتتصدر اولويات المشهد الاعلامي وبالتالي تتصدر اهتمامات واحاديث الناس ..أو ظاهرة فكرية تتحول إلى  اهم موضوع ينطلق من أدوات الدعاية الإعلامية وبكثافة نيران عدو  واع , اوصديق لا يعي .

الاتلاحظون ظهور صحف ومجلات وظهور المحطات الإذاعية والتليفزيونية الفضائية وحتى الأحزاب وشخصيات  الفكر والثقافة .

شاركونا النقاش في نت شو مع شباب الاعلام ..مرفت والسقا وهايدي ودعاء وجوزيف

 

المصدر: د.نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 349 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,772