أثر الإعاقة البصرية على الجانب الاجتماعي :
تظهر مشكلات التوافق الاجتماعي لدى المعاقين بصريا بسبب ردود الفعل غير الملائمة من جانب المجتمع لكف البصر ، وليس بسبب الخلل الذي يصيب هؤلاء الأفراد. وقد تعوق ردود الفعل هذه قدرة الطفل المعوق بصريا على تطوير أنماط من الاعتمادية والسليبة وهو ما يعرف بالعجز المتعلم ( Learned Helplessness ) . ويشير ( الخطيب 2005 ( أنه ليس هناك خصائص اجتماعية خاصة تميز الأطفال المعاقين بصرياً عن الأطفال المبصرين . وتحدث حالة عدم الألفة بين الأفراد العاديين والمكفوفين نظراً لعدم وجود أي معارف لنا عن أنماطهم المعتادة في التفاعل الاجتماعي ، وللأسف فإن الأفراد المكفوفين لا يتمكنون من تغيير أسلوبهم في التفاعل الاجتماعي حتى يتوافقون مع تلك الظروف المحيطة بهم ، ولذلك فإن الأفراد المبصرين يعدون مسؤولين عن التواصل مع هؤلاء الأفراد المكفوفين .
ويشير لوينفيلد (1973 ، Lowenfeld) إلى أن ردود الفعل الانفعالية والاجتماعية للأطفال المعوقين بصريا تشبه ردود فعل الأطفال الآخرين مع أن عوامل مختلفة قد تكون مسؤولة في حالة الأطفال المبصرين . ولا يتوفر أدلة علمية كافية على أن هناك فروقاً جوهرية بين المكفوفين والمبصرين من الناحية السيكولوجية .
من جانب أخر تتجمع حالياً أدلة علمية قوية تشير إلى أن المكفوفين يواجهون مشكلات في التكيف الاجتماعي وبخاصة في المراحل العمرية المبكرة وان تلك المشكلات قد تنطوي على مضامين طويلة الأمد بالنسبة للنمو الانفعالي والاجتماعي في المراحل لعمرية اللاحقة .
، وتشير الدراسات أيضاً أن المكفوفين اقل عدوانية من المبصرين وأن لديهم نزعة نحو السلبية أكثر من اقرأنهم المبصرين ؛ ويعزو البعض ذلك إلى كون الفرص المتاحة للمكفوف للتعبير عن العدوان محدود بسبب الافتقار للبصر الأمر الذي يؤدي إلى أن يعبر المكفوف عن غضب عام وغير موجه ، على ان ذلك لا يعني أن المكفوف اقل غضبا من المبصر أو اقل حاجة منهم للتعبير عن ذلك الغضب .
وتشير أن الانجاهات نحو المكفوفين تميل نحو السلبية في العموم ، وتنصب اهتمامات المكفوف على ما لا يستطيع عمله لا على ما يستطيع عمله ، وان التعايش مع الإتجاهات السلبية كثيرا ما يشكل تحدياً أكبر من التعايش مع الإعاقة نفسها ، كذلك فإن ردود فعل كل من الوالدين والمؤسسات الخاصة والرفاق وغيرهم غالباً ما تنطوي على افتراضات نمطية تصور الإنسان المعاق بصريا على أنه إنسان يثير الشفقة ـ وأنه يعتمد على غيره .