جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
التفكير في الحملة الفرنسية على مصر- أ.د/السيد محمد الدقن
لم يكن تفكير الفرنسيين في احتلال مصر حديثا أو وليد الصدفة، ولكن يرجع ذلك إلى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي حينما قام لويس التاسع بحملة على مصر سنة 1248 م في أواخر العصر الأيوبي وهزم في دمياط والمنصورة وأسر هو وكبار رجاله ولم يطلق سراحهم إلا بعد دفع فدية كبيرة من المال.
ولا يعنينا من نتائج الحملة سوى قيام العلاقات التجارية بين مصر وفرنسا تلك العلاقات التي نمت وازدهرت في اعصر المملوكي؛ حيث عقدت معاهدات بين البلدين حصل بمقتضاها الفلانسيون على امتيازات كثيرة اعترف بها العثمانيون في معاهدة سنة 1535 م لتي عقدت بين السلطان سليمان المشرع وفرانسوا الأول ملك فرنسا.
وفي عهد لويس الرابع عشر وأثناء نزاعه مع هولندا عرضت فكرة احتلال مصر للقضاء على عظمة هولندا في الشرق، ولكن ماتت هذه الفكرة؛ حفاظا على صداقة تركيا، وبعد هزيمة فرنسا في حرب السنوات السبع 1756-1763 واستلاء انجلترا على مستعمراتها في أمريكا تجددت فكرة احتلال مصر ليسهل على رنسا قهر انجلترا في مستعمراتها ف الهند ولولا اشتراك فنسا في حرب التحرير الأمريكية وقيام الثوة الفرنسية، لداهمت القوات الفرنسية مصر قبل سنة 1798م.
وبعد قيام الثورة الفرنسية سنة 1789م وإعلان مبادئها التي تنادي بالحرية والإخاء والمساواة فزع ملوك أوروبا لما رأوا في هذه المبادئ من تهديد لعروشهم، فألبت انجلترا أوروبا على فرنسا التي استطاعت حتى سنة 1795م أن تقضي على أعدائها ما عدا النمسا وانجلترا، واستطاعت فرنسا أن تجبر النمسا-بعد حملتها على إيطاليا بقيادة بونابرت- على توقيع صلح امبوفورميو سنة 1797م الذي جرد النمسا من أملاكها في إيطاليا والأراضي المنخفضة.
وهكذا لم يبق من أعداء فرنسا سوى انجلترا التي أثبتت كل التقارير صعوبة هزيمتها على أرضها، وم ثم اتجهت النية إلى مهاجمتها في مستعمراتها في الشرق وذلك بالإستيلاء على مصر وقطع طريق المواصلات بين انجلترا والهند.
ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم
ساحة النقاش