الحياة الأولى لمحمد علي باشا
أ.د. السيد محمد الدقن
ولد محمد علي سنة 1769 من أبوين فقيرين في بلدة "قولة" إحدى ثغور مقدونيا، ومات أبوه إبراهيم أغا كبير حراس في قولة وهو صغير فكفله عمه طوسون ثم حاكم المدينة أو "الشوريجي" وكان يسمى اسماعيل.
ونشأ محمد علي محبا للفروسية داهية شجاعا؛ فأحبه الشوريجي وزوجه أرملة ثرية من أسرته فأنجبت له أولاده: ابراهيم واسماعيل وطوسون، واستعان بأموالها في تجارة التبغ فلم تدر عليه ربحا مجزيا وإن كانت عادت عليه بفوائد جمة أثناء تعامله مع التاجر الفرنسي"ليون"، فاستفاد من ثقافته وتجارته ونصائحه ما كان له أبلغ الأثر في حياته.
ولما غزت فرنسا مصر واتفقت انجلترا وتركيا على بذل أقصى مجهود لإخراج الفرنسيين من مصر كان محمد علي ضمن القوة البحرية التي قامت مع القبطان حسين باشا وسارت في فرع رشيد بالاشتراك مع الحملة الإنجليزية واشتركت في اسقاط حصن الرحمانية سنة 1801، كما اشترك في المعارك الحربية الأخرى التي انتهت بجلاء الفرنسيين عن مصر، وتمكن بشجاعته وبطولته أن ينال إعجاب القبطان حسين باشا الذي رقاه فجعله وكيلا لقائد الفرقة الألبانية في مصر، وبقى بها منذ ذلك التاريخ.
رسم محمد علي لنفسه خطة تقتضيه الوقوف على الحياد من الصراع الناشب بين المماليك والأتراك، وترقب الظروف التي تخلصه من الجانبين وتمكنه من التحكم في شئون مصر والانفراد بحكمها، وقد استطاع بالفعل أن يحقق أهدافه.
ساحة النقاش