عالم السياسة والثقافة الإخباري .. النائب معتز أبو رمان

من يضمد جراح البلقاء ...؟؟؟

    لا زالت أحداث جامعة البلقاء ، تعصف بأذهاننا ، رغم المحاولات العديده لرئب الصدع و تدخل وجهاء المدينة لإصلاح ذات البين ، ألا إن المسألة تزداد تعقيدا ولا تكاد تبرد حتى إذا نفخ بها أحدهم عادت واستعرت ..
    وجهة نظري الأمر ليس مجرد فنجان قهوه الذي اعتدنا عليه في صلح عشائري ، وإن كان ينفع الأمر لو علمنا من الجاني و من المجني عليه ؟؟ فنتوجه بالجاهات و العطوات حتى تطيب النفوس و تتسامح الأطراف ، و لكن ما حصل في جامعة البلقاء وما سبقه في جامعة معان وما تردد في حالات مشابهة - وإن لم تصل جميعها الى حد استخدام أسلحه نارية - من عنف جامعي بين طلبة جلهم من شباب الوطن وفي حرم الجامعات الأردنية ، وبالأخص الحكومية منها ، أصبح ينذر بتراجع حقيقي لمنظومة العلم و الأخلاق معا ، والإستقواء على هيبة و سيادة القانون ، حتى بات الرجل لا يُؤَمِن على أبناءه في الجامعات خشية أن يصابوا بعيار طائش من جراء مشاجرة أو هجوم مباغت على جامعة هيئت للعلم وإعداد القيادات الشابة وفتح آفاق المعرفة !!

    حزين على ما جرى بين بعض من أبناء مدينتي البلقاء وأكثرهم زملاء إن لم يكونوا جيران فهم أنسباء لبعضهم تربطهم علاقات متينه وتجمعهم الألفة ، إن الجهل كل الجهل أن نسعى وراء العصبية قبل أن نُحَّكِمَ العقل والضمير ،وأن تثيرنا الحمية في غير مكانها ، ألم نسمع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» ..

    ندائي الى شباب الوطن ، إن ما نحتاج إليه اليوم  ، هو وقفة مع الذات ،إن المرض أوهن اقتصادنا والفساد يتربص بنا ولكن ذلك لا يفتت في عضد الدولة ما دام شباب الوطن بخير ، لأنهم عماده ورمز نهضته ،  عليهم معقود الأمل و بهم الرجاء ، فأياكم أن تقعوا فريسة محض افتراء أو تندسوا في سموم من يعدها ولا يتذوقها فتنجروا الى ما لا يصلحكم ويثيط عزمكم ،، واستذكروا أن الله جعل بينكم ميثاق رباني أنزله الله من فوق سبع سماوات فقال عز وجل " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " ،، نعم جميعا في هذا الوطن أخوة ، وسنفوت الفرصة على كل جاحد أو حاقد ،،
والسلط ستبقى دائما مدينة الشموخ يشهد لها التاريخ ، تحتضن أبنائها بفيء ظلالها فوالله لا نعقها ونحن شبابها ....