الذين يشقون الجيوب ويلطمون الخدود حزنا على قضاء مصر العادل والنزيه.. هم الذين كانوا يهتفون بالأمس ويحذقون حتى تنتفخ أوداجهم "الشعب يريد تطهير القضاء".
اليوم يقولون إن كان ولا بد من تطهير القضاء.. فعلينا أن نترك القضاء يطهر نفسه بنفسه.
وهى نفس المقولة التي لم يزل القضاة منذ قيام الثورة يرددونها "أن القضاء يطهر نفسه بنفسه".
بأمارة إيه؟
أين القضاة الذين زوروا انتخابات 2005/ 2010م؟
هل تم تنقية الثوب القضائي الناصع البياض من دنسهم؟
أم أنهم مازالوا متربعين على المنصة التي ورثوها كابرا عن كابر؟
ماذا فعل المجلس الأعلى للقضاء للحاج أحمد الزند الذي جرجر القضاة لمعارك سياسية وحول ناديهم إلى دار الندوة؟
وقالها صريحة في أكثر من حوار تليفزيوني:"نعم أنا أشتغل بالسياسة؟"
فهل هذا يجوز في قانون السلطة القضائية؟
أفيدونا "قاتلكم الله".
ماذا فعل المجلس الأعلى للقضاء لوكلاء النيابة الذين حاصروا النائب العام في دورة المياه حتى كسروا عليه زجاج باب الحمام؟
أين الفنيك والديتول الذاتي؟
ماذا فعل المجلس الأعلى والتفتيش القضائي للذين أغلقوا المحاكم وعطلوا مصالح الشعب اعتراضا ً على قرار تعيين النائب العام.. برغم قيام صاحب الشأن "النائب العام السابق" بالطعن عليها وصدر حكم محكمة الاستئناف بإلغاء القرار وإخراج اللسان لمصدر القرار؟
طيب لما القصة هي مجرد نزاع قانوني منظور أمام القضاء ذات نفسه.. فما الداعي يا أسيادنا وتاج رأسنا لغلق المحاكم وسنكرة النيابات؟
وما الموقف القانوني التفتيشي القضائي التطهيرى الذاتي من هؤلاء الشرذمة الذين وقف أحدهم في واحدة من تلكم الجمعيات العمومية يعلنها عالية براقة لا لبس فيها ولا خفاء .. أنه وإخوانه لن ينفذوا قرارات هذا النائب العام؟
فهل هذا يجوز في دين القضاء؟
أو يصح في عرف النيابة؟
فأين خدمة "طهرني شكرا ً"؟
أتحدى من يدلني على معايير اختيار وتعيين القاضي في مصر؟
بلاش دى.. اكتبوا لنا قائمة بالأسماء الرباعية للسادة القضاة في مصر المحروسة ونزلوها على برنامج "الورد" وأعطوه أمرا ً بأن يقوم ترتيب الأسماء أبجديا ً.. وانتظر المفاجأة!.. أو ترقب موت أحدهم واقرأ النعي!.
إن الكوسة في أروع صورها تتجلى في تعيينات السادة القضاة.
ولم يكتف السادة الأطهار باحتكار تعيينات القضاء والنيابة .. بل امتدت شجرة القرع الذي استوي حتى أنه قال "للخيار يا لوبيا" .. امتدت إلى سائر وظائف وزارة العدل من الكتبة إلى المحضرين إلى الفراشين.. يعنى "واخدينها فحت وردم".
يا سادة .. يا أطهار .. يا أشراف .. "يا أسياد أبو اللي جابوا أبونا" .. لقد حولتم المحاكم إلى عزب وقبائل فشر بكر وتغلب.. حتى أن المحامى مننا لم يعد يستطيع أن يعاتب موظفا ً على تقصير أو يأخذ منه حقا ً ولا باطلا ً.
أصبحت الإجابة الطبيعية من أي موظف في ساحة العدل الآن أن يقول لك: "مش عاجبك روح اشتكيني"! .. فهو مسنود ابن مسنود.. وقد خاب وخسر من اشتكى "الواد لأبيه" .
وكما قال الشاعر: السح الدح امبو ... أدى الواد لأبوه .. ولم يقل اشكي الواد لأبوه.
لا نزاهة مع محسوبية.. ولا طهارة.. والكوسة هي سيدة الموقف والاختيار يتم حسب البيئة كما قال شيخ قبيلة نادي القضاة أحمد ابن الزند حفظه الله: "أتجعلون ابن النجار كابن المستشار" أ هـ.
"ثكلتكم أمهاتكم أيها المصريون الرعاع" .. هذا هو المنطق الذي يتعامل به معنا السادة حضرات القضاة وحضرات المستشارون.. لا يفهم من كلامي أن الجميع فاسدون.. كلا بل إن الأكثرية منهم ليسوا كذلك.. فكثير منهم أخذوها بغير حقها ولكنهم أدوا لها حقها.
ولكن يبقى الجرم قائما ً.. والإثم لصاحبه لازما ً .. وذنب أوائل الدفعات وأصحاب الكفاءات الذين اغتصبت حقوقهم وأهدرت فرصتهم علشان "أبوه لم يكن قائد طابية! ".. ولا "أمه كانت قائد طابية !" .. يعنى من بيئة غير البيئة ؟ والميه ماتجريش في العالي.
يبقى ذنب هؤلاء معلق في رقاب من اغتصب حقهم ومن استكوس لهم.. ولو كانت للكوسة رائحة لحل الناس مشاكلهم فيما بينهم تجنبا للروائح الطافحة من كل المحاكم.. "واللي على رأسه بطحة يحسس عليها".. "واللي محكمته من زجاج فلا يحدف الرئاسة بالحجارة".
ثم أنه يا سادة يا كرام لما يكون سن المعاش لجميع خلق الله في بر مصر المحروسة هو ستون عاما ً.. فلماذا يتم المد للقضاة حتى سن السبعين؟
فهل على رؤوسهم ريشة؟
أم أن على رؤوسهم ريشة؟
أليس هذا تمييزا ً منهي عنه دستوريا ً.. وكوسة منهي عنها زراعيا ً.. فأرجو من السادة المنافقين والمنافقات الأحياء منهم والأموات أن يكفوا عن الحديث عن النزاهة والطهارة والختان.. علشان الواحد شايل ومعبى.. وبلاش فقع مرارة.
