فشلت مدارس الفكر الاقتصادي الكلاسيكي في تناول القضايا البيئية لانه نظر اليها علي انها مشاكل اجتماعية بحتة و تجاهل ان هناك فرع من الاقتصاد يسمي الاقتصاد البيئي يجب دمجه ضمن الخطط الاقتصادية فأدي الي ظهور مشاكل بيئية تبعها مشاكل اقتصادية عالمية مما دعي العالم الي اعادة النظر و التفكير خارج الصندوق لتطوير مبادئ الاقتصاد البيئي بما يتناسب مع عصرنا حيث ظهر في الثمانينات مبدا شامل يسمي تنمية مستدامة لها اهدافها التنموية التي تحافظ علي الاستدامة و منها تم استنباط مبادئ اخري تؤدي الي نفس الهدف تتمثل في مبدا الاقتصاد الدائري و الاقتصاد الازرق و الاقتصاد الاخضر
فالاقتصاد الدائري بهدف الي زيادة معدلات اعادة التدوير و اعادة الاستخدام و خفض الملوثات و فتح سوق عمل جديد و مصادر للدخل موازية للسوق الاقتصادي الكلاسيكي اي انتاج و استهلاك مستدام
الاقتصاد الازرق و الذي يلفت النظر ان هناك حياة تحت البحار و المحيطات يجب الاستثمار فيها لانها تساعد في الحد من تغيرات المناخ و الحد من الجوع و الفقر و الشح المائي
الاقتصاد الاخضر و الذي يعمل علي تحويل مواردنا الطبيعية الي رؤوس اموال طبيعية تمثل وديعة ثابتة يتم استثمارها و تنميتها من خلال دمج هذا الفكر ضمن عمل البنوك و تحويلها من تجارية بحتة الي مستدامة و ابتكار نوع من المحاسبة يوضح التدهور البيئي و كيفية معالجته و تفاديه بما يناسب اقتصاديات الدول و هي المحاسبة البيئة الخضراء و البصمة البيئية و تحليل المخاطر البيئية
و لم يتوقف العالم عند هذا الحد بل بدأ في التأمل في التوازن الطبيعي الذى خلقه الله من خلال انشاء معهد للاحياء البيولوجية يدرس كيفية خلق حلول للمشاكل البيئية من البيئة لتحقيق المفهوم الشامل و هو الاستدامة
ثم يلتفت العالم من خلال معهد امرو باليابان و بفضل العالم هيجا الي ان هناك عالم اخر هو العالم الخفي كما يدعي عالم الكائنات الحية الدقيقة و دورها في مواجهة التلوث و تم تطبيق ذلك من خلال اختراع سائل يسمي ي م مكون من مجموعه من البكتريا و الفطريات يستخدمة اكثر من مائة و ثمانون دولة علي مستوي العام لما اتبتة من جدارة في مواجهة التلوث و التحول الي الزراعه العضوية
و من هذا المنطلق نري ان الاستثمار في البيئة هو استثمار الحياة و هي سوق موازي بل يجب ان تكون سوق اساسي لزيادة اجمالي الناتج المحلي و القومي بوضع معايير بيئية يلتزم بها سكان الكوكب بالاضافة الي دمج محاور التنمية المستدامة ضمن خطط القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني و هو ما يسمي بالمسئولية المجتمعية اي سلوك مستدام يؤدي الي تنمية مستدامة
مع تحياتي
وليد الاشوح