"عويل في البادية"
ليلة ليلاء...
زمهرير و عواء.....
رائحة الشواء...
الوليمة...غرفة خالية......دجى ساكن ....فحيح الرغبة...اشباح تربض وراء قضبان الصحراء...ويمرق الهوى الاسمر وجعا دفينا في الذاكرة الصماء...شبح شرقي كواه لهيب الحرمان فاحترف ارتشاف الدمع الاسود من خدر هائمة دعجاء... تهذي ارداف محنطة من حمى اللقاء...
"مومياء "....
جثة مسحتها اهوال البيداء...اما هو...
الجوع...
يتاوه الصبر في خنادق انتظار مؤرق....حدقت فيه...بؤرة عيون غبية صلتها السنة الرغبة... وتاهت حواسها الركيكة في مدى لمساته الخرساء .... "تفاصيله".."اغواره"..."ترانيمه" التي تكرر نفسها في بلاهة الببغاء...قصص يرددها الليل البهيم... ذراعان تطوقان خصرها ...
الاسمنت....
صدر خاو ...يتحرش الصدربنهدها فيطرز الفراش تابوتا منسيا في عيون الظلام... .وتنام شفاه لاطعم لها على رصيف فمها... غمام زعاف...يئن جسد ها شاخصا للمجهول...
الانسلاخ ...
يترنح طيفه الارعن في حانة فراغ ثمل..همس فلمس ...الانتصار...
مراسم دفن بلا عزاء...
عويل الريح...لملمت كوم اللحم...النتونة...اشلاء الجيفة...حاوات ان تكنس فناء شفتيها...ان ترجم اوراق الدفلى...الذاكرة...الرقم...كم الرقم ...
"الاجندة الحمراء"...
الارقام....رقصت الارقام..."رقصة الموت"...
احترق الشواء...
الهلاك...الصراخ...الحنجرة...هلك الصوت... ارادت ان ترفع صوتها عاليا لتصم كل الاذان...صرخت في اعماقها...
الصليب...
تردد صدى صراخها في جوف ليلة دهماء...
استحال صراخها الى اهازيج تعانق مدينة مدنين...تمسح الاسى عن ليلها الحزين...تعتنق انفاس الحيارى الضائعين ...تننقر على كل الابواب لتقول
"......................................."
بقلم
*وفاء بوعتور*
ساحة النقاش