لاشك ان تداول خبر التعذيب فى دور الايتام لاقى رفضا شعبيا واسعا لغياب الرقابه الحكوميه تجاه مؤسسات عامله عانت كما معانت مؤسسات اخرى لتاثير الفتره السابقه والتى لا تسلم منها هذه المؤسسات فقط و انما نالت من مؤسسات اخرى كثيره.
الايتام من غاب عنهم عوائلهم و كانت هذه الدور هى الملاذ الاخير قبل ان يتحولوا الى اطفال شوارع وقد يساهمون فى زياده معدل الجريمه و بدلا من ان تعطى هذه الدار الحنان الذى افتقده هؤلاء من نعومه اظافرهم الا ان القسوه كانت هى النتيجه و التعذيب لاطفال ليس لهم حول ولا قوه و ليس لهم ذنب الا ان كان نصيبهم انهم فقط يتامى.
وللحياديه الامور ليست كلها بيد الرقابه الحكوميه و لكن هناك نسب كبيره ساهمت فى هذا العمل اللاخلاقى و هى غياب الرحمه عن قلوب البعض من الناس والتى ساهم فيها قسوة ظروف الحياه التى اثرت تاثيرا مباشرا على سلوك الناس و ازدياد معدلات الفقر و انشغال الفرد بعدة مصادر للدخل وفى النهايه هو غير قادر على العيش فى حياه كريمه و لذلك فانه لا يعرف الكرامه ولا يقدرها و اصبح التزامه تجاه عمله هو التزام الساعات حتى ينتهى اليوم و ينتهى عمره وهو لا يرحم احدا ممن حوله .. لانه لا يعرف الرحمه من الاساس .
لماذا تغيرت سلوكاياتنا للاسوأ فحادثه مثل هذه ليست الاولى و ليست الاخيره طالما نحن نتعامل مع التسيب باسلوب ما ظهر منه فقط يعالج ثم تعود الامور كما هى وليس هناك خطه للرقابه على كل دور الايتام و للاسف كان منذ شهور هناك حادثه اخرى للتعذيب فى دور رعاية المدمنين والتى تغيب عنها ايضا الرقابه الى الدرجه التى اصبحت فيها هذه الدور دور تعذيب الانسان .
كم تخيلت نفسى مكان هؤلاء الاطفال الذين خسورا عوائلهم وخسروا الرحمه ممن حولهم كيف اشعر تجاه الناس و مجتمعى هل كل ما رأيت من عذاب ساقصيه جانبا ام انه سيكون جزءا لا يتجزأ من شخصيتى والتى ستظهر بعد مرور سنوات مع الناس و لا اشعر تجاه المجتمع باى رحمه و سينعدم ولائى للاسف لكل من حولى بل وستكون شخصيتى عرضه للاحقاد عليهم و افساد كل شىء جميل و قسوة لا تنتهى لانى حينها لا اعرف سبيلا للحياه الا سبيل القسوه و انعدام الرحمه من القلب .
على كل انسان سيقف امام الله يوم القيامه ان يتقى الله فى خلق الله و ان يراعى الرقيب الذى لا يغفل ولا ينام قبل ان يراعى الرقيب الحكومى الغائب فى كثير من الاحيان .
