" الثقة "

تعتمد العلاقات بين الناس على الثقه والثقة هى الايمان بأن كل الاقوال و الافعال و التعهدات التى تصدر من الطرف الاخر هى صادقه و خاليه من مظاهر الكذب والخداع و تدبير المؤامرات و هو ما يترتب عليه الوقوف على ارض سليمة و مستقره للطرفين تضمن العمل الايجابى و تنأى عن العمل السلبى الذى يستهلك الطاقات فى الدفاع و صد العدوان الاخر .

وما نراه هذه الايام من تنامى الخداع و الزيف و تناقص الثقه و الصراحه بين الناس هو امر غير محمود حيث لم يعد لدى الانسان القدره على ان يوجه طاقاته للعمل بقدر ما هو بحاجه الى ان يوجه طاقاته للدفاع عن نفسه او الهجوم لدفع هجوم اخر او الاحتياط بحشد الموارد الفكرية و الماديه لترقب الخداع من الناس من اين سيأتى و متى سيأتى حتى اصبح ترقب الخداع والاحتياط له من الاولويات فى الشك قبل الاطمئنان و يخضع فيه الفرد الى اختبارات تستهلك الوقت و الجهد للتأكد من ان هذا الفرد يمكن الاعتماد عليه و حتى بعد هذه الاختبارات لا نستطيع ان نجزم ان الخداع قد انتهى ..  فالكثيرون يتقنون الوجوه المتقنه التى لا نستطيع منها استكشاف الحقيقه .

وكثيرا ما نفقد الثقه فى كل من حولنا  من كثرة ما تعرض له الانسان من خداع و خيانات كونت عنده قناعات بان الناس جميعا كذلك و ان الفلسفه السائده فى فلسفة الخيانه ولكنها فى الواقع ليست هى الحقيقه .

ان التعميم فى كل الصفات الحميدة او الغير حميده هو بالطبع من عدم الحياديه فالثقة بين الناس موجوده و ان قلت و الصراحة موجوده و ان انتشر الكذب ولكن هناك تفشى لصفات كثيرة غير محموده طغت على وجود الصفات الحميدة ليظهر صورة جديدة لمجتمعنا تكون الغلبة للسىء فلا يرى منه  اى حسن مع وجوده فى الحقيقه .

ان الثورة على الاخلاق المتردية لابد و ان تتجسد فى محاولة تعليم اطفالنا كيف يمكن اولا نبذ الكذب و تعليمهم القدره على المواجهه لان الكاذب هو من لم يقدر على مواجهة الاحداث ليهرب الى كذبه صغيره تتبعها كذبه اكبر و اكبر حتى يتحول الفرد الى كذابا لا يثق فيه احد فلا يوجد منا من يريد ان يترك ارضه الصلبه و ينتقل الى الوقوف على ارض غير مستقره لانسان كذاب .